طلعت سلامة يكتب: الانزلاق فى بلاط صاحبة الجلالة

ظل بلاط صاحبة الجلالة عقودا على لونه الباهت تنحت الأهواء والأحداث فى تفاصيله فتارة تراه بلا لون وأخرى تراه يكسوه الخجل ومرات عديدة يكسوه الريم الأخضر والذى لا تتشبث به الأيدى أو الأرجل ويتهاوى بل يسقط كل من وقف عليه حتى تحولت الكلمة الحرة إلى صنف من أصناف الريم الأخضر تتزلج وتنزلق كما لو كانت تعبث فوق تلال من جليد فقدت معناها وضاع منها الضوء الأخضر وفقدت شعاع التنوير وعلى سن الأقلام الحرة عبث الريم الأخضر وضاع منها مداد الحرية فتعلمت كيف تنافق وكيف تزيف وكيف تتلاعب بالكلمات على الأوراق وتنطق كذبا نحن نعيش عصر الحرية، ألا تعلم يا سيدى معنى الريم الأخضر؟ يكفيك أن تلمسه أو تحاول الوقوف عليه فتنزلق أقدامك بين الصخور أو تضم سرابا ينسحب من بين يديك، فالريم الأخضر ينبت فوق الصخر وتحت الماء.. ومازال الريم الأخضر ينبت فى أروقة وبنايات بلاط صاحبة الجلالة مؤسسة الفكر والقلم الحر حتى زحف فى ثنايات العقل والفكر حتى باتت تصدر لنا الريم الأخضر احتكروا مؤسسة الفكر الحر، فهل تعرف يا سيدى جرم التضليل؟ سيشهد التاريخ حتما على جرائم التضليل فهى لا تقل جرما عن الخيانة وقت الحرب وعن التحول وقت السلم ورفعوا راية الشهداء وكأنهم كانوا معهم وكتبت لهم النجاة، جميعنا يعرفهم ويحددهم مهما تحولوا فراية الإفك تلاحقهم ضيعوا الأمانة وهتكوا ستر الكلمة الحرة وحولوا محراب الكلمة إلى مستنقع ينبت فيه الريم الأخضر.