المحتوى الرئيسى

الاتجار في المعاناة الفلسطينية بقلم:خالد عبد القادر احمد

06/28 23:38

الاتجار في المعاناة الفلسطينية:

خالد عبد القادر احمد

[email protected]


كثيرة هي مناسيات المعاناة الفلسطينية, وشحيحة مناسبات الانجاز. هذا الواقع الموضوعي للحياة الفلسطينية, افرز فينا حالة انكفاء للداخل في تبادل المشاعر, حتى لترانا نستجدي من بعضنا البعض مشاعر التضامن الانساني ومشاعر شراكة المعاناة, لكننا نبقى في اطار التفاعل السلبي مع الصراع ومنهجية الدفاع عن النفس, حتى توجنا هذه السلبية بثقافة المقاومة _ الانسانية_ اللاعنيفة,

اني اشك ان هناك محاولة لتحويل الصراع الوطني مع الكيان الصهيوني الى صراع ديموقراطي, تختفي منه حدة الحسم القومي في الصراع, والحقيقة يمكن القول ان الرفض الصهيوني لنا هو الذي يحول دون هذا التحول.

ان قصور _ الاحتفال_ باسرى الحرية الفلسطينية, عند مستوى التجمع الجماهيري والتضامن الخطابي, والضجيج الاعلامي, ليس بالمنهجية التي تحرر اسرى حرية, لانها اصلا لا تحرر وطن, فتحرير الاسرى عن طريق التفاوض ومن موقع التسول, لا يخل بميزان القوى مع الكيان الصهيوني, ولا يحمله ضغطا يكسر عناده العدواني, بل على العكس فقد منحه ذلك فرصة ابراز صورة الارهابي الفلسطيني, وصورة شرعية حالة الدفاع عن النفس الصهيونية, ولا اظن ان وزن حزن ومعاناة عائلة شاليط مهم الى هذه الدرجة عند السيد رئيس الوزراء الصهيوني _ السياسي_ بمقدار ما يوظف هذه الحالة ويتكيء اليها في تبرير عدوانيته على الشعب الفلسطيني, وتنفيذ برامجه الاحتلالية بحجة الامن الصهيوني.

في المقابل لا نجد في منظور واهتمام منهجية الفصائل الفلسطينية في موضوع الاسرى اكثر من هدف تكريس شرعية حالة وجودها التي باتت سلطوية لا نضالية, والتمتع بالوجاهة الاجتماعية لمسمى مناضل, ومن الطبيعي انه حين تخرس بنادق الثوار تنطلق السنة الانتهازيين, وبهذا الصدد ليس اوسع من الوطن والمجتمع الفلسطيني, حتى بات صراعنا مع نتنياهو تبادل ونفي اتهامات, مع فارق ان البدقية الصهيونية لم تخرس, بل اخرستنا.

ان العمل على تحرير اسرى الحرية الفلسطينية, هو مسار من مسارات الصراع مع العدو, لانصل الى اقصى مداه الا بالتحرر الفلسطيني الناجز, وهزيمة العدو, اما الوقوف عند خطوة اعتقال شاليط من كامل هذا المسار فهو انتهازية سياسية تخلو من الشفافية الوطنية, فكيف وقد تحول الى سكين مغروز بظهر مبدئية وطنيتنا؟

ان المناورة النضالية في مسار الصراع هذا تتطلب منهجية اعتقال مستمرة لجنود جيش الاحتلال ومستوطنيه, لتخرج عن اطار الحالة الانسانية وتتحول الى حالة صراع سياسي, ليس مع العدو الصهيوني فحسب وانا مع المنافقين في الشرعية الدولية ايضا, بل ويجب الضغط بهذا المسار الى مستوى يجبر الكيان الصهيوني على _الالتزام_ بكامل الاتفاقيات الدولية بهذا الصدد,

بهذا الصدد على قيادات الفصائل والشرعية الفلسطينية ان يجيبوا على سؤال حول من له اولوية الارضاء من المنهجية الفلسطينية, اوباما وساركوزي وغيرهم او ام ذوي الاسير الفلسطيني؟

ان اسرانا في وطنهم, وولائهم للوطن حقيقي وليس مثار شك كما هو حال ولاء الجندي المغترب الى فلسطين, وهم يخوضون صراعهم مع الادارة الصهيونية ويتحملون بكبرياء منقطع النظيرمعاناتها, ودون ان يلوموا حالة العجز والترقي الحضاري المزيف التي تحياها القيادة الفلسطينية, وهم يمتون عن الامهم الخاصة ولا يسمعوننا صوتهم الا في حول قضايا المعاناة العامة, بل بلغ الامر ان شفافيتهم الوطنية دفعتهم للتغاضي عن لاشفافية القيادة الفلسطينية, وانتهازيتها, ومع ذلك نجد هذه القيادة توظف هذه المعاناة للانتصار لنهج اللاعنف والتمسك بالتفاوض, الى درجة ان الاعلام الرسمي الفلسطيني بخصوص قضايا الاسرى, كما في مختلف القضايا بات كما الاعلام الرسمي الاقليمي يدعوا لانفراج الساقين فحسب,

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل