المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب : انت زملكاوي ولا أهلاوي..!

06/28 15:58

 أنت اخواناوي ولا ليبرالاوي ولا سلفاوي ولا.. ولا .. سؤال قد يتداوله البعض قريباً على غرار أنت زملكاوي ولا أهلاوي ولا ما لكش فيها السؤال التقليدي الذي ينقسم المصريون حول اجابته في تشجيع الفريقين الأهلي والزمالك ، وبهذه المناسبة، نشعر الآن وكأن الأغلبية تحولت بين يوم وليلة إلى تشجيع أكثر من تيار سياسي وبدأ بعض الافراد بالتعصب لهذا وذاك ، هكذا تبدو الساحة السياسية  ، وسط الحالة التي نعيشها من حراك سياسي لا يُفضي لنتيجة مهمة وملموسة نحن  في امس الحاجة إليها الآن .. وأخاف أن يسأل الشعب نفسه بعد كل هذا عندما يلتقي فرد أو فردان وأكثر مع بعض ويبادر الأول بسؤال الثاني والثالث يسأل الرابع وهكذا .. السؤال التقليدي أنت زملكاوي ولا أهلاوي .. يووووووووووووه معلش أنت إخواني ولا لييبرالي ولا سلفي ولا ايه ولا ايه.. ونتعصب للتيار المنتمين له وننسى تعصبنا لمصر وما ينتظرها من مستقبل ، لم يتبلور بعد على خارطة العالم خارجياً وداخلياً ، في وقت نحن مطالبين فيه بأن نسارع الخطى نحو وضع اللبنة الأولى في جدار بلد خرج من فساد تراكم على مدار ثلاثة عقود أكل منه الدهر وشرب.. ونضع أيدينا فوق أيدي بعض وننهض بهذا الجدار، وتركنا أنفسنا لتيه قد لا ينتهي مابين انتقال البلد من وضع الرجل المريض إلى وضع الرجل الذي يرغب في الشفاء سريعاً ، ونتركه طريح الفراش يتأوه من كثرة أوجاعه في انتظار العلاج .

 

 وتفرغنا فقط لمشاهدة المباريات الطاحنة مابين تيار وآخر أياً كانت المسميات ليس مهماً الآن ، لكن المهم هو متي ستنتهي هذه المباريات ، التي نراها وقد ملأت الملعب السياسي المصري ، الإخوان عاوزين الانتخابات وتكملة السيناريو الذي سبق وأعلن عنه المجلس العسكري الحاكم ، والليبراليون عاوزين الانتخابات أولاً ..  والسلفيون عاوزين دولة دينية مش مهم شكلها أيه هو كده وخلاص .. والكل عاوز أنا وأنت عاوزين وعاوزين ، ولم يسأل أحد من هؤلاء نفسه في ساعة صفا كده .. الشعب عاوز إيه وهو صاحب الشأن الأول والأخير والذي لم يفوض احد يتحدث باسمه  ؟!

 

السؤال ده يجب أن يضعه هؤلاء أصحاب الصوت العالي الآن في حساباتهم فالشعب هو الرقم الصعب ودونه لن يستطيع احد من هؤلاء إنهاء أي من المباريات الدائرة على ساحة الملعب السياسي، فهو من قام بثورته وهو القادر على الانتقال إلى ما بعد الثورة واختيار دولته ، لكن كل فريق يريد  " ان يجوزها ويضمن بختها" ذي ما قالت جدتي وجدتك زمان.. بما يعني كل فريق طمعان وعاوز يضمن بخته أولا من كعكة مصر نعم كعكة مصر .. !!ناسين جميعاً ان مصر هي من قدمتهم للساحة وتواجدوا بوجودها واستمدوا قوتهم من قوتها ،  ومع ذلك الجميع يطبق نظرية مصلحتي أولا قبل الدستور والانتخابات و و و... الخ ...  بذمتكم حد شايف غير كده ، ولا احنا موهومين يا جماعة ، فنحن محتاجون لأن نفكر للحظات ، بأن البلد دي بلدنا كلنا لا فرق بين إخواني وليبرالي وسلفي،وإذا فتحنا أعيننا وأصغينا بآذاننا وركبنا دماغنا وانكفأنا على أنفسنا .. بأن يتحول كل تيار من المتواجدين إلى عاشق لذاته مذكراً الشعب كل لحظة بأنه النخبة وهو الخيار الذي يجب أن يختاره ،  فيعني ذلك أننا في طريقنا لفوضى ، قد تعيدنا إلى أسوأ ما كنا عليه قبل الثورة .. فالتطاحن والاختلاف يولد دائماً ما بعد الثورات لشهور قليلة سرعان ماينتهي ، إلا إذا شطح أحد التيارات التي تنتظر دورها في اللعبة السياسية وهو ما ينطبق على جميع التيارات الموجودة والتي شطحت بالفعل ، مستغلة ارضاً خصبة الآن في أجواء تسودها الحرية وسهل جداً أن نصبح غداً على فوضى ونحن لا ندري ، والسبب أن كل الفرق التي تشارك في الملعب لم تخلص النوايا بعد ، وكل فريق يطمع في الفوز في النهاية بصرف النظر عن الوسيلة التي يتحقق بها الفوز، ولا مناص أمام هذه الفرق إلا ان تخضع لرغبة الشعب فهو يعرف ماذا يريد وسبق وقال كلمته في استفتاء حر ديمقراطي ووقف صفاً واحداً في جهة واحدة من الملعب مدافعاً عن مصر متكتلاً ليتحقق النصر بالفوز بالديمقراطية والوحدة الوطنية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل