المحتوى الرئيسى

لا طريق الى الامم المتحدة بدون المصالحة بقلم : حمدي فراج

06/27 19:59

لا طريق الى الامم المتحدة بدون المصالحة 27-6-2011

بقلم : حمدي فراج

أقرب المقاربات النظرية الفلسطينية في موضوع حل الحالة الاشتباكية بين الذهاب الى الامم المتحدة ايلول القادم من عدمه ، هو الطرح الذي لا يرى حقيقة اي تناقض بين الذهاب واستئناف التفاوض ، بمعنى ، يمكن التفاوض في ظل الذهاب ، ويمكن للمفاوضات ان تحتضن الذهاب وتمهد له ، ولكن ليس بالمنطق والحق والعدل يتم حكم العالم والتحكم به ، ولهذا أعلنت واشنطن موقفها صريحا انها ضد التوجه الى الامم المتحدة في اكثر من مجال واكثر من سياق ، وصل حد استخدام لغة التهديد المباشر ، مرة للسلطة الفلسطينية ومرة للامم المتحدة حين هددت الاولى باستخدام حق النقض ، والثانية بوقف دعمها ماليا .

هناك اشارات ليست كثيرة ، ولكنها كافية ، بأن السلطة لن تذهب الى الامم المتحدة ، رغم التصريحات التي صدر آخرها عن منظمة التحرير اول أمس الاحد ، من بينها ربط الرئيس ذلك بالمفاوضات ، "ان الذهاب الى الامم المتحدة أمر لا بد منه إذا فشلت المفاوضات" ، لكن الاكثر اهمية من تلك الاشارات ، هو تعثر المصالحة بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة ، والتي قاربت تقريبا على الانفجار والانفشال ، وصلت ان يتواجد رئيساها في تركيا الاسبوع الماضي دون ان يلتقيا .

يعتقد البعض ، ان موضوع رئيس الحكومة التصالحية ، وبالتحديد الدكتور سلام فياض ، هو سبب التعثر والفشل ، ولا نميل للاعتقاد ان هذا سببا كافيا وكفيلا لأن يمنع مشروعا فلسطينيا كبيرا وحيويا واساسيا بهذا الحجم ، فعدا عن انه يضع حدا لحالة الصراع بين الحركتين والذي دخل عامه الخامس ، فإنه يعيد اللحمة لشطري الوطن ، ويلبي طموحا شعبيا واسعا ، وصل في آذار الماضي ان يخرج الشباب الى الشوارع رافعين شعارا واحدا "الشعب يريد انهاء الانقسام" ، بالاضافة ، الى ان هذه الطريقة الوحيدة للذهاب الى صناديق الاقتراع لانتخابات رئاسية وتشريعية استحقت منذ سنتين ونصف للاولى وسنة ونصف للثانية ، ولا يلوح في الافق اي موعد منظور لإجرائها الا في حالة التصالح والتوافق .

إن مشروع المصالحة ، الذي بادر اليه الرئيس محمود عباس آذار الماضي ،وبدى وكأنه استجابة لطلب الشارع وضغطه ، كان عبارة عن استحقاق لاستحقاق التوجه الى الامم المتحدة ، فمن غير المعقول ان يذهب والدولة المنشودة مقسومة قسمين ، قسم معه وقسم مع حماس ، كيف سيعترف العالم بدولة واحدة لها حكومتان .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل