المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب: النخبة للشعب..إركن على جنب..!

06/27 18:19

إحترام إرادة الشعب واجبة بل فرض يجب الالتزام بها ما حيينا، وغير ذلك يعني أننا عُدنا لنعيش في العصر الظلامي الذي عاش فيه الشعب أسيراً في حظيرة النظام السابق ثلاثة عقود متواصلة، ومن أجل ذلك قام بثورته، فلا وصاية لأحد على الشعب ولا للإلتفاف على إرادته لمجرد أن بعض الآراء تنادي بوضع الدستور أولاً بما يعني أن الاستفتاء الذي جرى 19 مارس الماضي لاقيمة له، ولاقيمة لرأي 14 مليون مصري قالوا "نعم"،وكما قال جيفارا أنا لست محرراً فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها وهو ماتجسد بثورة شعبية واسعة، لتأتي الأسماء أو الرموز السياسية لتنادي بوضع الدستور أولا لتعبث بمصير الأمة، وعلى من ينادي بذلك أن يعي أن الشعب من قام بالثورة وحرر هذه البلاد من أيد سارقي أمواله ومصاصي دمائه والقابضين على حريته،لينجح في فك قيوده والانطلاق الى سماء الحرية التي هي بالنسبة له كما الماء والهواء،في الوقت الذي لعبت فيه بعض هذه الرموز على الحبال وبقيت راقصة على منتصف السلم، منتظرة انتصار الحرافيش القادمة من القاع أو انتصار الفتوة صاحب العصا الغليظة ممثلاً في النظام السابق، لتنضم فوراً إلى من أنتصر وهو ماجرى لينضم هؤلاء إلى الشعب ليأتوا الآن وينادون بتزوير إرداته بوضع الدستور أولاً..ونحن لسنا ضد هذا أو ذاك بوضع الدستور أولاً.. أو ثانياً، بل نحن ضد من ينادون بتزوير إرادة الأمة، في أول تجربة ديمقراطية حقيقية تشهدها البلاد بعد ثورة يوليو 1952فمن ينادون بضرورة وضع الدستور أولا يعتبرون الشعب في هذه الحالة الرقم المنسي والذي لاقيمة له ولا وجود له.. وهو الذي ضرب أروع الأمثال بثورته الرائعة وتبعها بالإستفتاء الذي جرى وسط أجواء لم تشهد حالة سلبية واحدة عكس ماكان يجري في عهد النظام البائد والذي أدمن تزوير إرادة الأمة طوال فترة اغتصابه لهذا البلد محدداً إقامة الشعب في حظيرته كما قلنا، ناقلا البلد من فشل إلى فشل طوال عهده، والآن الشعب فقط ذاق طعم الحرية والعيش تحت سمائها ويريد أخذ العبرات فقط من الفشل والإحباط الذي لازمه طوال فترة الحقبة المباركية السوداء، لتكون نبراسا مضيئا له في المستقبل،وليس لاستعادة ذكريات مريرة سابقة امتهنت فيها كرامته وسلبت إرادته، ويقول المناضل نيلسون مانديلا.. "الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً"، والمصريون الحمدلله شربوا الجرعة وتذوقوها جيداً وعرفوا مدى حلاوتها، وبات الأمر صعباً أن يعود الشعب ويحتسي شراباً بطعم العلقم،ويبدو أن الرموز التي تنادي الآن بالإتفاف على إرادة الشعب تناست أن هذه الجماهير التي صوتت على الإستفتاء، هي التي يرجع إليها الفضل في تغيير أوضاع البلاد ولولاها لبقي الجميع يسبح بحمد النظام السابق وإسم الرئيس المخلوع.

فمن العبث بل من الهراء أن يدعو البعض لوضع الدستور أولاً وتخويف الشعب من أنه سيقع تحت براثن دولة دينية ـ طيب ماذا لو أتت لنا صناديق الإقتراع في الاتنخابات البرلمانية المزمع أجراؤها أو الانتخابات الرئاسية برئيس وبرلمان ذات صبغة اسلامية.؟! ـ سيطالب هؤلاء الرموز وقتها بضرورة الإنقلاب على من أتى بهم الشعب وإلغاء الانتخابات أو الدعوة لثورة مليونية جديدة تنادي برجم هؤلاء حتي الموت..!! أسئلة محيرة كثيرة تفرض نفسها فمن ينادي بالالتفاف اليوم على إرادة الشعب بالتأكيد سيكون عند رؤاه غداً..والأمر يتطلب الآن دعوة للتوقف عن كل هذا الهراء، وكما قال السيد محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة والمحسوب على التيار الإسلامي في تصريحات منسوبة له "أنا أرى ان من ينادي بأننا بصدد إقامة دولة دينية، إنه يرعب الناس ومصر لم ولن تتحول لدولة دينية، لأنه ليس في الإسلام دولة دينية على الإطلاق ومصر لن يحكمها الشيوخ.

بما يعني أن من ينادي بالرجوع للوراء لم يتكيف على الوضع الجديد، ولم يتعلم مما سبق وماعناه الشعب من الذل الذي عاشه والظلم الذي قصم ظهره والإنتهازيين الذين سرقوا ماله وجوعوه طيلة ثلاثين عامأً، والكرة بالطبع في ملعب المجلس الأعلى للقوات المسلحة ألا ينساق وراء هؤلاء ويحترم آراء الملايين الذين صوتوا بـ"نعم" ويسير بالقافلة لكي ترسو على برّ الأمان، بانتخاب برلمان حر ثم تشكيلة حكومة لتكون الخطوة الأخيرة والتي سبق وتم الاتفاق عليها بإختيار جمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد، تتألف من مائة عضو يختارهم مجلسا الشعب والشورى وكفاية العيش في أوهام الماضي فالشعب أولاً وأخيراً.

ونهاية نقول و ليت قومي يتعلمون من التجارب ومن ثورة الشعب التى ارجعت له كرامته وعزته والآن ينقلبون عليه بضرورة وضع الدستور أولاً بما يعني أنهم يجرون البلاد للوراء، لأنهم يريدون تزوير إرادة الشعب وواضح أن مايطلقون على أنفسهم النخبة قرروا ان يركنوا الشعب على جنب بداعى أنه لايفهم..!!!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل