لافتات (15): إياكَ أن تتعاقد مع مورينيو..!

هذا رجل خارق للعادة. حكمته أن ينسحب، لا فشل بل رغبة في إنشاء سباق خاص به. إن "خوسيه" قد سبق وأن خرج عن النص كلاعب كرة قدم بربيع 23 سنة. هو ليس فشل بل مؤمن بقدرات أخرى تليق به. ذهب لأندورا كبرى أزياء البرتغال لمعاينة طرق التدريب فقرر الإنسحاب. لم تلق به تلك الفكرة. وضعته حكمة والده حارس المرمى، مترجماً في لشبونة. تعلَق به بوبي روبسون فانتدبه لبرشلونة.

رحل والده الروحاني لأيندهوفن الهولندي..مورينيو فاجئ ذاته وقرر البقاء مترجماً بذكاء فهو يعلم أنه ليس هنالك وسيلة أفضل من أن تترجم ما يمليه أفكار الآخرين. أخذ الحلوى من فان غال وانسحب رسمياً من السباق مرة ثالثة. كان مورينيو يرى في نفسه رجلاً بإمكانه أن يغير تضاريس اللعبة. حط رحاله في بنفكيا ليحقق تسع نقاط متتالية قبل أن يتنحى لأن رئيس النادي فيلارينيو قال له في عبارة مقيتة: حذارِ من أي خسارة. يبدو بأن الرئيس تعالى بما يملك فخسر كل شيء. مورينيو ينسحب مرة رابعة. إلى حوض أسماك أونيو ليرالي ليحيي من هناك ثقافة الكرة. لقد قاد البلدة إلى كأس الإتحاد الأوروبي كواحدة من عجائب اللعبة. رسمياً ينسحب مرة خامسة.

انتهى كل ما له علاقة بالإنسحاب. لقد أنشأ لنفسه رسمياً سباق. بدأت علاقته بالكرة تحكي خرافة ألقاب مع بورتو وتشيلسي وانترنازونالي. لكن هذا السباق كُتب على مداخله "لعبة خطرة للغاية"، فلكم أن تروا ما آلت إليه أحوال بورتو حينما تنحى مورينيو، لقد عاشوا في جلباب الذكريات وصار نهائي الكأس طريق ضال. وبينما ترك تشيلسي بدأ الأخير لعبة الكراسي الموسيقية في تغيير وتبديل فاستغرقت خزائنه ثلاثة أعوام ليعيره أنشيلوتي ما حن إليه في زمن الرجل الدراماتيكي. وفي الوقت الذي غادر فيه "خوسيه" قلعة انترنازونالي..صار الحال شد حبال بين بينيتيز وليوناردو ومؤخراً "جاسبيريني..!"