المحتوى الرئيسى

ماذا وراء ذلك؟

06/27 14:28

بقلم: علي السيار

"المؤسسات الإعلامية" الآن في مصر شيء رهيب وعملاق، أموال طائلة ومقدرات كبيرة وكوادر كثيرة هائلة ورجال ونساء شباب وفتيات.. ومصر في موقف فاصل وصعب وعجيب، فهي في مرحلة انتقالية بعد فترة فساد عفن وإفساد مُدمِّر.

 

أزاحت أركان الفساد كمَن كان في معركة عاتية مع مصارع عملاق، وعلى الرغم من أنه هزمه إلا أن الجراح والتعب أنهك جسده.

 

ليس هذا فحسب، بل الأعداء يتابعون هذا المثخن بالجراح عن كثبٍ وبعيون لئيمة، إنهم مصاصو دماء بامتياز، يسنون أسنانهم قبل سكاكينهم.

 

وفي مثل هذه الظروف الصعبة تجد دور معظم مؤسسات الإعلام في منتهى الانهزامية والتخاذل إلا من رحم ربك.. ضجيج وصخب وكذب واختلاق قصص وأوهام وترهات معارك ضارية وأراجيف حتى الصباح ولا ضمير ألبتة، كما قال صاحب وحي القلم عندما كان الإعلام إعلامًا والأدب أدبًا، قائلاً عن طمع وأنانية بعضهم: ماذا وراء ذلك من أصحاب هذه المذاهب, وراء ذلك: أن منهم أبا حنيفة ولكن من غير فقه، والشافعي ولكن بغير اجتهاد ومالك، ولكن بغير رواية وابن حنبل لكن بغير حديث.

 

أيها السادة ماذا أخاطب فيكم!..

 

أين ضمائركم التي تخاف من الله؟ أين عقولكم التي تعرف أن مصلحة الناس هي في الحق, والعدل والخير؟ فالله سبحانه وتعالى أقسم بالقلم: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) (القلم)، وعلى الرغم من أنه حذَّر من خطورة الكلمة (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)) (ق).

 

وأقول لكم ما قاله أبو سفيان وهو على كفره "لا أكذب حتى لا تكتبها عني العرب كذبة"، وأحذركم ما سيكتبه عنكم ضمير العالم، والأجيال اللاحقة ستلعنكم كما لعنت حسني وأذنابه، فالزمن لن يرحمكم، بل سيركلكم في مزبلة التاريخ.. سيدق أعناقكم الرعناء، ويقصف أقلامكم السوداء.

 

أفيقوا وانتبهوا؛ فالمرحلة تستأهل منا أن نخاف الله ونحافظ على وطننا الغالي.. نعم، فحب الوطن فطرة مركوزة فينا، ويستشري في الدماء النقية، أما مَن انتكست فطرتهم، وتسممت دماؤهم فلا حب عندهم إلا للمال والحقد والغل والضغينة والانضمام إلى الطابور الخامس.

 

كنتُ أتأمل حديث الإمام أحمد عن النبي وهو يخاطب مكة: "والله إنك لخير أرض الله إلى الله، ولولا إني أُخرجت منكِ ما خرجت"، والحبيب يدعو "اللهم حبب المدينة إلينا كحبنا لمكة وأشد".

 

وها هو يُوصي بمصر وأهل مصر.. نعم، فمصرنا مذكورة في كتاب الله، مصرنا درة الأرض وعنفوان الزمان، مصرنا صحوة الحق وأرض النبوات، مصرنا نبع الخير والحب والسلام، مصرنا هبة النيل والنيل هبة الله.

 

يا رب احفظ مصر وأهل مصر من أي "شيطان مريد" يمسك بأقلامكم ويُحرِّك شاشاتكم ويؤمكم ضد الثورة وضد الوطن, ضد الخير والعدل تحت لافتاتٍ شتى وزينات وهمية متعددة.

 

هلا توقفتم قليلاً ومنعتم الأرجيف وحرصتم على الخير، فالحق يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19)) (النور).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل