المحتوى الرئيسى

حسين الريدي يكتب: الثورة .. تجاوز الماضي نحو آفاق المستقبل

06/27 11:23

هذه الحياة ... فى وديانها المحفورة فى قلب الصخر ينبت المستحيل ويورق سنابل الدهشة التى تطعم جوعي الأمل والذين تبخرت امانيهم فى دنيا السراب؟؟

وفى قيعان البحار والمحيطات وعلى ضفاف الانهار الوادعة الحالمة يزمجر بركان الغضب ويئز ازيزا مكبوتا.

يتصاعد نحو عنان السماء ولا نملك معه الا ان نتمايل فى الهواء ونتلوى على الاضونحن نرقص رقصة الموت  على انغام اليأس الذى يخنق انفاس الحياة ويحولنا الى جزء مطمورتحت رماد ذاكرة مفقودة عانت من عبث الوجود والاقدار.

هذه الحياة ... فى تموجاتها وتحركاتها اللولبية تأخذنا على ظهر سفينة هلامية لانكاد نعرف لها أبعاد فى طول الزمان او عرض المكان لكنها تحملنا ع منحنى التوقعات فى اتجاه يمرق كالسهم إلى كبد السماء ومابعد السماء، نطالب عندها جوزاء الواقع والممكن وحين نقبض بكلتا يدينا على مقبس الاحداث يتحول كل شئ الى زئبق يتناثر كرذاذ الفضة أنام أعيننا ولا نستطيع له إمساكا فى راحة اليد التى نغلقها ونفتحها فى حالة من الارباك والارتباك  لنندم على شئ فلا يفيد الندم ونلتمس الموعظة فلا تفلح المواعظ وتحت جبروت الممكن والمستطاع يحاول الانسان خارج نطاق القوانين التى تلتف فى نهاية المطاف بقوة حريرية لكى تحكم الاغلاق وتسد جميع الثغرات.

بالامس وقبل قيام الثورة - ثورة الـ 25من يناير- كانت أوتاد الخيمة السياسية بنظامها وأركانها تضرب بجذور عميقه فى قلب الارض كان مصهور الأوتاد خليطا من صواعق القنابل النوويه وماهو ضد تسونامى الزمن وغضب الطبيعة كان مجرد التفكير فى الاقتراب من المنطقة الحرام التى تطوق النظام آلة انذار ينفخ فى بوق يوم القيامة حيث تصبح الوجوه غير الوجوه والأشكال ليست هى الأشكال لكنها مفردات جديدة لواقع الأحداث وصياغتة فهل يمكن بهذه القياسات وتلك الأوضاع أن نتعامل بشئ من العقل مما قاله افلاطون ( نحن مجانين اذ لم نستطع أن نفكر ومتعصبون اذا لم نرد أن نفكر وعبيد اذا لم نجرأ على ان نفكر ) لكن ماذا ؟ أقول ماذا هذى الـ (ماذا) صارت أداة استقهام غير قادرة على الاستفهام ؟  أداة عاجزة عن الارتقاء بمستوى الاسلوب القادر على السؤال !!

وحين نمعن النظر فيها نجد أنها لاترقى الى روح العصر ولا التجاوب مع مادتة المنسوبه فى عالم مابعد الخيال وعلى كتَاب الخيال العلمى أن يذهبوا بعيدا ليفتشوا عن أدمغة بمواصفات كونية وليست ارضية ربما يساعدهم ذلك فى إعادة بعض الاعتبار لما يمكن أن نصفه بعالم الخيال الذى صار نكتة لاترقى الى ما قبل مرحلة الواقع او حتى أدنى منة بكثير.

لكن سكرة الثورة وكأسها الثمل تنسينا حقائق الأمور أن الثورة بكلمات بسيطه هى التى شيدت القطبان التى يسير عليها قطار الحرية فهل يجعلنا ذلك نحيد عن جادة الطريق لتصبح النميمة الصحفية نوعا من البغاء الصحفى عن الماضى ورموز الماضى نعم الماضى له رموز نعم الماضى له خطايا نعم الماضى تلال وركام من الفساد.

فهل يجب علينا ان نجلد أنفسنا ونرقص ونتراقص حول أشباحه فى وقت نعلم تماما أننا كنا جزءا لا يتجزأ من منظومة هذا النظام وأقصد مجموعه الصحفيين الذين يتحدثون اليوم وبعناون عريضه عن كافة رموز النظام  ومفاسده فأين كانت السلطة الرابعه آنذاك ؟؟  

وعلى هذا الاساس فإن  القضاء هو السلطه الوحيده التى يناط بها التعامل مع هذا الميراث من شخصيات تجاوزتها الأحداث ولابد وأن تكون سلوكياتنا وتصرفاتنا حضاريه عصريه نحن فيها مع محاكمة عادله ونزاهة مطلقه ليقول القضاء كلمته وينال المخطىء جزاء خطأه والبرىء نقدم له كل التحية والتقدير والاحترام .

اننا بحاجه الى أن ننظر الى آفاق المستقبل وبحاجه الى أن نعى  التحديات التى تواجهنا فالحريه ليست الانفلات الامنى لكنها الالترام بالقواعد والقوانين ونحن بحاجة الى أن نقوم بعملية البناء المؤسساتى القادر على عبور نفق الأميه السياسيه فالفكر السياسى وممارسة السياسه لها أصول علميه وقواعد رصينه يجب الالتزام بها وهى عمليه طويله المدى تماما كما الطفل الذى يولد لا يمكن ان يصل الى مرحلة المشى قبل أن يمر بالوقوف والسقوط فالمشى هو عمليه طبيعيه للانكفاء والوقوع كما ان هذه العمليه ليست مقولات نبتدعها مثل المستبد العادل فكيف يكون مستبدا وعادلا فى نفس الوقت انه  تناقض في المصطحات تجاوزها عمر الزمن ومضى قرون وعقود.

لابد أن تكون رؤانا تتفق وماحدث وفى هذا الاطار فإن الواقع يقول اذا كانت اليابان قد تعرضت لزلزال لم يحدث  لها من قبل إضافه الى تسونامى متوحش فإن الشعب اليابانى لم يتوقف ليذرف الدمع لكنه انطلق من ثوابت الامور لينسج قصة جديده تحكى أن الاراده هى جين وراثى لا يستطيع الانسان ان يتخلى عنه او يفقد خصائصه لكنه متلازمه من متلازمات الحياه فهل نحن قادروه على العبور نحو بوابه المجد العظيمه لنكون بحق كما قال رئيس الوزراء النرويجى  ( اليوم كلنا مصريون ) او كما قال رئيس الوزراء الايطالى ( لا جديد فى مصر .... فقد صنع المصريون التاريخ كالعاده ) كما اننا بحاجه الى اليقظه مما يطلق عليه اليوم الفتنه الطائفيه فما شهده العالم من  تلاحم الهلال والصليب يدا بيد بحيث كان المسيحيون يحرسون المسلمين وقت أداء الصلاه وكذلك قيام المسلمين بحراسة قداس المسيحيين ليخلق نوعا من القيم الانسانيه التى لا يمكن بحال من الاحوال أن نغير فكرة الغرب عنا   لو أنفقنا مليارات الدولارات كما أننا لسنا بحاجة الى الارتكان الى نظرية المؤامره وأن هناك ايدى خفيه هى التى تحاول أن توقع الفتنه فهذه المرحله تتطلب منا وعى اكثر ونعرف أن الوحده في التنوع وأن المجتمع  عماده عنصرى الأمه ولنتعلم من أحداث التاريخ حين قال مكرم عبيد أحد المسيحيين ردا على حملات التشكيك بين المسلمين والمسيحيين التى لجأ إليها  الاستعمار البريطانى فى مصر حين قال كلمته ( إننا مستعدون أن نعلن   اسلامنا حتى نفوت على البريطانيين هذه الحجه ) ترى هل نأخذ العبره من احداث التاريخ ام ان قطار الحريه   يحتاج الى مزيد من الدفع والى مزيد من القوه التى تأخذهم الى المسار الصحيح.

الايام لها الكلمة الاولى والاخيرة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل