المحتوى الرئيسى

خبراء للعربية نت: أزمة البنزين في الخليج مستمرة مع نقص مشاريع التكرير

06/27 06:19

دبي – علاء المنشاوي

اكد خبراء نفطيون أن مشكلة نقص البنزين في بعض دول الخليج سببها ضعف التخطيط االاستراتيجي بعيد المدى لتوفير هذه المشتقات.

وقال الخبراء في حديثهم مع "العربية.نت" إن اعتماد دول المنطقة على الاستيراد في وقت الذروة انما يعكس النقص الحقيقي في مشاريع التكرير، مطالبين بضرورة ضخ مزيد من الاستثمارات في قطاع المصافي لتلبية ارتفاع الطلب المحلي.

وتشهد الإمارات العربية المتحدة حاليا أزمة حادة في نقص البنزين منذ فترة، حيث دفعت السلطات في إمارة الشارقة لإغلاق محطات إينوك لعدم استجابة إدارة الشركة وتوفير بنزين في محطاتها داخل الإمارة خلال المهلة التي منحت لها.

أزمة موسمية

وتمتلك الإمارات خامس أكبر احتياطي في العالم بـ 98,2 مليار برميل أي مايعادل 9.5% من الإجمالي العالمي، كما يوجد بها 5 مصافي، من بينها 3 مصافي تابعة لشركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك" إضافة إلى مصفاة جبل علي التابعة لشركة الإمارات للبترول بدبي.

في هذا الصدد يؤكد الخبير النفطي حجاج بوخضور للعربية نت يرى أن المشكلة ترتبط بمواسم معينة من السنة مثل فترة الصيف والتي تشهد الإجازات، ويزداد المصطافين ما يضغط عبر استهلاك كميات أكبر.

وأضاف بوخضور في حديثه "أن عدداً كبيراً من دول العالم يشهد هذه المشكلة مثل أمريكا التي تظهر فيها الأزمة خلال الفترة من يوليو وحتى سبتمبر، لأن ارتفاع الطلب يؤثر على حجم الإمدادات ولعدم وجوب ترتيب كاف لتوفير هذه المكررات تكون المشكلة الأساسية والتحدي".

وقال "دول الخليج لديها صناعة تكريرية وتصدر مكررات، إلا أنها لا تجيد التخطيط؛ وذلك يعطيها نوعا من التساهل وعدم التخطيط لمواجهة أي اختلال بين العرض والطلب داخليا، ومع زياد الاستهلاك وأعداد السكان يحدث الاختلال، والطاقة التكريرية لا تواكب النشاط السياحي".

وأشار الخبير لنفطي الكويتي "إلى أن تغير الثقافة الاستهلاكية في بعض دول الخليج من أهم أسباب ظهور مشكلة نقص البنزين".

وأكد "كل هذه الأسباب تدفع لظهور مفارقة الكبيرة؛ بين كون دول الخليج من أكبر الدول النفطية، وتعاني من مشكلة نقص البنزين، وقد لاحظناها في السعودية والإمارات رابع أو خامس دولة منتجة للنفط، فهم لم يوفقوا بين الإنتاج والاستهلاك، وهذه المفارقة ربما لا يقبلها أو يتفهمها المواطن الخليجي".

يشار الى أن السعودية تعتزم إنشاء أربع مصاف نفط جديدة ضمن خطة لزيادة الطاقة التكريرية إلى 3.8 مليون برميل يومياً من المستوى الحالي البالغ 2.1 مليون برميل يومياً.

تكلفة المصافي مرتفعة

وأوضح بوخضور "أن دول الخليج تستود بنزين وتنتج بنزين أيضاً، إلا أن المصافي مكلفة جداً وغير مربحة أو ليست ذات جدوى كبيرة، والعائد يحتاج لفترة زمنية طويلة، ومع ذلك فإن الجدوى الاقتصادية محل تقييم، فقد تحتاج الحكومات إلى نحو 10 أو 14 مليار دولار لإنشاء مصفاة تكرير واحدة".

وحول الأزمة الموجودة في الإمارات قال بوخضور إنها بحاجة للاستثمار وزيادة طاقتها التكريرية بشكل سريع لتضييق الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

ووفقاً لإحصائيات شركة بريتش بتروليوم البريطانية فإن الطاقة التكريرية الحالية للمصافي الإماراتية تقدر بأكثر من 620 ألف برميل يومياً، فيما تقدر إحصاءات المنظمة العربية للدول المصدر للنفط "أوابك" واردات الإمارات من المشتقات النفطية بـ259 ألف برميل يومياً. وفيما يتعلق بالسعودية قال بوخضور إن لديها مصافي تكرير وهي تغطي احتياجاتها، إلا أنها تواجه زيادة في الطلب في موسم الحج، وقد تستورد لتغطي ذلك الطلب.

وحول المشاكل التي قد تعوق توجه دول الخليج نحو إنشاء المزيد من المصافي أجاب بوخضور "إن المشاكل البيئية واختلال التوازن بين البيئة والإنسان قد تقود لإعادة تنظيم الصناعة النفطية، وعلى سبيل المثال في أمريكا لم تبنى أية مصفاة منذ السبعينات لتفاد التسبب بإشكالية مع البيئة، وبالتالي فإن الاستيراد يكون اقتصادياً".

من جانبه قال الخبير في شؤون النفط والوزير السابق عصام الجبلي لـ "العربية نت" إن أزمة نقص البنزين تعود بالدرجة الأولى لنقص طاقة التصفية، حيث تفضل بعض الحكومات استيراد ما تينقصها على إنشاء مصافي نفطية جديدة.

وأضاف "لابد من البدء الآن في إنشاء مصافي نفط جديدة، لأن المواطن البسيط لا يمكن إقناعه بهذا النقص لأنه يعيش في بلد نفطي كبير، وبالتالي فلن يتقبل أن يكون هناك نقص". وطالب الجبلي دول الخليج بإقامة المصافي سواء أكانت مجزية أم لا، "وهي بالتأكيد مجزية".

وأوضح أن تكلفة مصفاوة النفط تعتمد بالدرجة الأولى على حسب طاقة المصفاة ودرجة تعقيدها، فمصفاة بطاقة 600 ألف برميل يومياً قد تكلف أكثر من 10 مليارات دولار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل