حصاد الموسم | الصيف الساخن .. بوروسيا دورتموند
يبدو للبعض أن تألق دورتموند في الموسم المنقضي قد جاء وليد اللحظة مع انطلاقة الموسم إلا أن من يتابع الفريق يعلم أن التألق جاءت بدايته قبل موسمين كاملين عندما اقترب الفريق من الهبوط وأفلت منه بصعوبة في النهاية ، اتخذ رئيس النادي السيد ميكائيل زورك قراراً صائباً عندما قرر انتداب مدرب ماينز الهابط لدوري الدرجة الثانية في المانيا وهو يورجن كلوب ومنحه فقط الثقة وليس المال .
حقق كلوب معادلة صعبة للغاية بصناعته فريقاً ملئ بالنجوم القادرين على صنع الفارق على الرغم من قلة الموارد المالية فقد بدأ موسمه بشراء الياباني شينجي كاجاوا الذي تحول فيما بعد إلى نجم على مستوى الدوري الالماني وكذلك انتدب المهاجم البولندي ليفاندوفسكي الذي لم تتاح له الفرصة لإثبات نفسه كما ضم واحد من عوامل الخبرة في الفريق وهو دا سيلفا الذي جاء لدورتموند في صفقة مجانية ، وأنهى موسمه مستعيداً مكانة دورتموند الحقيقية بالفوز بدرع البوندسليجا وإعادته إلى السيجنال إيدونا بارك من جديد .
من المحلية إلى العالمية
فرض دورتموند أسلوبه بشكل مطلق الموسم المنقضي على المستوى المحلي في الدوري الالماني وبات من المؤكد أن يبحث الفريق عن مجده الضائع في مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم ، ساهم تألق شالكه الموسم الماضي بدوري الأبطال في رفع بعض من الضغط عن دورتموند مع بداية هذا الموسم حيث باتت لديه فرصة في تكرار ما فعله شالكه خاصة أن دورتموند يمتلك تاريخاً أوروبياً أكثر بعدما سبق له الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا من قبل .
طموح دورتموند وجماهيره الموسم الحالي من الصعب جداً أن يتم تحقيقه بنفس مجموعة اللاعبين الذين تواجدوا الموسم الماضي خاصة بعدما بات الفريق منقوصاً من نجمه الأول وقائده التركي نوري شاهين الذي انتقل لريال مدريد الإسباني في فترة الانتقالات الحالية .
تحديات الموسم الماضي لدورتموند من المؤكد أنها كانت كبيرة ، فقد كان مطالباً بإسقاط البايرن وقد فعل ، تخطي شالكه وتخطاه أيضاً والحفاظ على صدارته التي احتلها قبل عطلة الشتاء وهو التحدي الأصعب له هذا الموسم وأنجزه بنجاح حتى توج باللقب في الجولة قبل الأخيرة إلا أن كل ذلك لا يوازي نصف تحديات الموسم القادم خاصة وأن بايرن ميونخ يبدو وكأنه استعاد عافيته بالتعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل وعلى رأسهم مانويل نوير ورافينها فقد بات من المتوقع أن يعود البايرن ليضرب بقوة وهو ما يجعل فرصة دورتموند للحفاظ على لقبه المحلي أصعب بكثير من الموسم الماضي .
احتياجات دورتموند في الميركاتو الصيفي
الهم الأكبر لدورتموند خلال الميركاتو الصيفي والذي يُعد مطلب جماهيري أكثر منه تمهيداً للمشاركة بدوري الأبطال هو إيجاد البديل لنجم الفريق الراحل نوري شاهين خاصة وأن اللاعب التركي كان العماد الرئيسي في تشكيل الفريق فمن الصعب أن يجد يورجن كلوب لاعب تتوفر فيه الروح القيادية والتمريرات السحرية والتصويبات القوية والدقيقة في آن واحد دون أن يدفع مقابل انتدابه مبلغ ليس بالقليل .
كلوب انتدب بالفعل من أسماه خليفة نوري شاهين وهو الالماني ذو الأصول التركية إلكاي جوندوجان لاعب نورنبيرج الالماني وقال أنه يرى فيه اللاعب المناسب جداً لشغل مكان نوري شاهين بنفس الكفاءة إلا أن حديثه لم يبدو مقنعاً لبعض الجماهير التي بدأت الاقتناع بإستعدادات الفريق لدوري الأبطال عندما انتدب يورجن كلوب هداف الدوري البلجيكي إيفان بيريسيتش والذي وضع عليه الجميع آمالاً عريضة إلا أن سياسة الفريق بالاعتماد على اللاعبين الصاعدين تضعه في موقف حرج هذا الموسم حيث بات مطالباً بضم عدد كبير من اللاعبين فالمشاركة في الدوري فقط تختلف عن المشاركة في الدوري ودوري الأبطال فمن الواجب توافر اللاعب وبديله وليس اللاعب فقط وهو الأمر الذي يلزم معه تدعيم المراكز الآتية :
البدلاء.. قد تكون أضعف حلقات الفريق على الإطلاق وفي كل المراكز ، لم يؤثر ذلك على دورتموند الموسم الماضي نظراً لاقتصار مشاركاتهم القوية في بطولة واحدة فقط وهي بطولة الدوري الالماني وذلك بعدما ودعوا الدوري الأوروبي من دور المجموعات ولكن عندما تشارك في دوري أبطال أوروبا فلن يكون باستطاعتك الاعتماد على تشكيل واحد طوال الموسم لأن ذلك يُعني تدمير هذا التشكيل بدنياً ، في بعض الاحيان اعتمد يورجن كلوب على لاعبين من الصف الثاني للفريق يتميزون بصغر سنهم ولكن ذلك لن يفيده هذا الموسم فمن المؤكد سيكتب بنفسه السطور الأولى في خسارته لأي مباراة أوروبية يزج فيها بلاعب شاب لأول مرة ، المطلوب من كلوب أن يفكر في بدلاء على مستوى جيد وذلك لن يتاح له إلا بانتداب اسماء جيدة مثلما فعل فيليكس ماجاث في شالكه الموسم الماضي فقد انتدب ثنائي مخضرم مثل علي كاريمي الإيراني واليوناني خاريستياس لهم خبرة واسعة في دوري الأبطال بمشاركاتهم السابقة مع فرق الصدارة وساعدوا في إضافة عامل الخبرة الأوروبية بوضوح للفريق على الرغم من عدم مشاركاتهم لفترات كافية مع الفريق في المباريات .
الراحلون عن السيجنال إيدونا بارك
بدأ التحرك قبل بداية الموسم الماضي عندما رحل نجم الفريق نوري شاهين إلى ريال مدريد الإسباني وتبعه في ذلك الظهير الأيسر المخضرم ديدي في وداع أسطوري من جماهير الفريق ثم تتابعت الأسماء فخرج فيونلر وستيبرمان وجينكزك .
خروج ما يزيد عن الثلاث لاعبين من دورتموند لا يُعني أن كل اللاعبين المتواجدين الآن يمثلون شئ كبير للفريق فهناك الشاب الفرنسي الذي اثبت فشله داميان لو تاليك وكذلك أنطونيو دا سيلفا الذي جاء ليُضيف للفريق الخبرة على مستوى الدوري الالماني ولكن أرى أن مهمته انتهت ولن يستطيع إضافة الخبرة للفريق على مستوى دوري الأبطال بأي شكل من الأشكال .
هناك واحد من الأسماء التي طرحت على مائدة الراحلين بسبب تلقيه عروض من أندية عربية وهو محمد زيدان ولكن من وجهة نظري الخاصة فأرى أن مسيرة زيدان الاحترافية في الملاعب الالمانية قد انتهت على الأقل مع دورتموند وبات الفريق في غنى عن خدماته تماماً فقد جاء شينجي كاجاوا وتألق وبات مشاركة زيدان شبه مستحيلة الموسم المقبل كلاعب أساسي لأن ذلك سيأتي على حساب ومصلحة الفريق خاصة وأن رباعي المقدمة المتمثل في جويتسه وجروسكروتس وكاجاوا وباريوس يمتلكون مستوى أفضل من زيدان بمراحل وحتى على مستوى البدلاء فسيكون البولندي بلازستوفسكي صاحب الأولوية في المشاركة على حساب زيدان .
التشكيل المثالي للموسم القادم -في حال اتمام بعض الصفقات المقترحة-:
هاملس سوبوتيتش
شميلزر بيزتشيك
برادلي/جوندوجان بيندر
كاجاوا
جروسكروتز جويتسه
باريوس / بندتنر
البدلاء:
لانجيراك ، سانتانا ، أوفومويلا ، تزافيلاس ، كوبا ، سيباستيان كيل ، ليفاندوفيسكي
Comments