المحتوى الرئيسى

أحمد حمدى يكتب: رئيس مصر.. لا نريده عمريًا ولا أيوبيا بل إنسانا

06/26 22:05

بالطبع لا نطمع أن نراه شخصًا مثاليًا يجلس تحت شجرة ويدير البلاد مستظلاً بها كما فعل الراشدى عمر بن الخطاب فى زمن العدل والإيمان، ولا أيوبيًا يحشد الأمة تحت لوائة ليجاهد تحت راية الإسلام كالناصرى صلاح الدين فى العصر المملوكى، بل نريده إنسانًا يحس بآلام الناس ومشاعرهم، يعرف أحوالهم ويتفقد معيشتهم، يحمل هموهم ولايتاجر بمشاعرهم، يرعى كبيرهم ويعطف على صغيرهم، ويرى الواقع دون حجاب، وحتى يجود الزمان بمثل هؤلاء الرجال، نطمع أن نرى رمزًا يلتف حوله الشعب ليأخذ بالبلاد نحو الطريق الآمن، نطمع أن نراه يمشى بيننا كواحد منا، يعرف تقاليدنا ويشاركنا فرحنا وحزننا، وعدلا فى قيادتها، هذا لا يتنافى مع أن يكون سياسيًا محنكًا، خبير بأمور الحكم والإدارة، عالمًا بمشاكلها الداخلية والخارجية، يقظًا ومتربصًا بأعدائها، واعيًا بدورها العربى والإقليمى، مدركًا لثقل المهمة وحجم الصعاب.

أزمة المياة.. تدهور الاقتصاد.. الأمن الداخلى.. الصراع العربى- الإسرائيلى، لعلها أبرز القضايا التى سيتعين على الرئيس القادم إيجاد حلول سريعة لها فى خضم تحديات أخرى تقف له بالمرصاد سواء سياسية أو اقتصادية أو إقليمية، إلا أن كل شىء قد يحل بسهولة ويسر إذا خلصت النوايا وتولى أمور البلاد رجال مخلصين جادين لا يريدون سواء الخير لبلدنا، ولا يريدون سلطة ولا مالا.

إن العدل الذى افتقدناه فى شتى أمور الحياة هو الضامن لحل معضلات عجز الساسة المخضرمون وغيرهم فى تخطيها، فكما يقولون "الحق دولة والباطل جولة"، إن مقولة "العدل أساس الملك" ليست عبارة نعلقها على الجدران، إنما نريد أن نحملها فى قلوبنا وعقولنا لنخرجها فى معاملاتنا وعلاقتنا وأعمالنا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل