المحتوى الرئيسى

وما زالوا يرفضون التطبيع وشاكيرا

06/26 16:30

مازن العليوي

لم يعلم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وهو يرعى اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 أن قرارا فرديا من الرئيس المصري أنور السادات لن يغير من قناعة الشعب شيئا تجاه إسرائيل، التي لن تجد القبول مهما حاول الرئيس وأركان نظامه خلق مناخات سياسية أو سياحية لمن ظل شعبه يعتبرهم أعداء.

بالأمس البعيد في 5 أكتوبر 1985 ثارت حمية الجندي المصري سليمان خاطر وهو يرى خلال فترة حراسته على الحدود جنوب سيناء مجموعة من السياح الإسرائيليين يرفضون تحذيره بعدم انتهاك تراب وطنه، فما كان منه إلا أن أطلق عليهم الرصاص. وفيما اتهمته الصحف الرسمية بالجنون، اعتبره الشعب المصري والعربي بطلا. وأثناء محاكمته أعرب عن خشيته من أن تُقتل الوطنية في زملائه بعد الحكم عليه. وفي نقطة سوداء من تاريخ النظام المصري السابق الذي أطاحت به ثورة الشباب تقرر سجن "خاطر" ربع قرن مع الأشغال الشاقة، وقال خاطر آنذاك للجنود الذين يحرسونه "روحوا احرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة". مؤكدا أن الحكم هو حكم ضد مصر، لأن جنديا مصريا أدى واجبه. وفي نقطة أكثر سوادا نشرت الصحف في يناير 1986 خبر "انتحار" سليمان خاطر في ظروف غامضة بعد 9 أيام من سجنه. بالأمس القريب.. ومنذ أيام تنادى شباب مصر ـ الذين ربما ولد معظمهم وقت رحيل "خاطر" ـ عبر الفيس بوك لمنع المطربة الكولومبية شاكيرا من دخول وطنهم. والسبب هو زيارتها لإسرائيل مؤخرا ومقابلتها للرئيس الإسرائيلي بيريز، وقيامها بجولة على مدارس عدة.

بعد أكثر من 3 عقود على توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ما زال الشعب المصري يرفض التطبيع ولا يقبل بمن يزور إسرائيل.. وبعد أكثر من ربع قرن على رحيل سليمان خاطر يكاد كل شباب مصر يشبهونه بالحمية والغيرة على بلدهم ورفض إسرائيل، وهم بذلك ربما يتوجهون لتصحيح قرار اتخذه حاكم مطلق ليضع الأجيال اللاحقة في مأزق التطبيع مع العدو الذي يرفضونه ويرفضون من يتعامل معه.




نقلاً عن "الوطن" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل