الأهلي "يفور".. وانطفاء "نور"!

كثيرون قالوا إن محمد نور قاد الاتحاد للفوز في المباريات الأخيرة وتألق أمام الهلال بالذات.

وما دام أن نور كان أحد أبرز عوامل تفوق الاتحاد، بخبرته ودهائه ومهاراته الفردية العالية، فإنني أزعم أنه كان أحد أبرز أسباب الخسارة في المباراة النهائية.

لم أر نور بهذا المستوى المتواضع منذ فترة طويلة، وكان «الحاضر الغائب» في مباراة القمة.

ولأن الاتحاد يعتمد عليه كثيرا، فقد كان الاتحاد أقل خطورة وحضورا وحماسا ورغبة في تحقيق الفوز.

لا أعرف لماذا يبالغ إعلامنا الرياضي في التقليل من شأن الفائز في كثير من المباريات، بالإصرار على التأكيد بأن الفريق الخاسر لم يكن في مستواه.

والحقيقة أن المسألة تحتاج إلى كثير من الدقة، بل إن الربط يصبح غاية في الصعوبة، فكيف نقول نرفع من قيمة الفريق الفائز ونقلل في ذات الوقت من أداء الفريق الخاسر؟

ما «الحدود» التي تفصل بين الذي لعب والذي لم يلعب؟!

ما أعرفه أن الصحافة الرياضية في الفريق تمتدح دائما الفائز وبإيجاز وتحاول عدم المبالغة في التقليل من أداء الخاسر، لأن ذلك يعني أن الفائز غير جدير بالفوز.

في مباراة الاتحاد والهلال.. قالوا إن الهلال لم يكن في مستواه وكأن الاتحاد لم يلعب. وفي مباراة الاتحاد والأهلي قالوا إن الاتحاد لم يلعب وكأن الأهلي لم يفز إلا لأن الاتحاد لم يكن في مستواه.

ولماذا لا نفترض أن كفاءة الفائز وحماسه وأسلوبه واستراتيجيته على العموم هي التي ألغت فعالية الفريق المنافس؟!!

صحيح أن بعض الفرق الخاسرة تفاجئنا بأداء أقل، إلا أن ملاحظتي تكمن في مبالغتنا في هذا الشأن وكأننا نقلل من قيمة ما فعله الفريق الفائز.

تيسير الجاسم.. في نظري كان نجم مباراة الكأس. تحرك بوعي، ولعب بقتالية، وتواجده في كل أرجاء الملعب واستغل موهبته وخبرته في اقتناص الكرات والمساهمة في بناء الهجمات، وكان له دور كبير في إلغاء فعالية الوسط الاتحادي في كثير من أوقات المباراة.

* نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية