المحتوى الرئيسى

شاعرات فلسطينيات يرفضن نون النسوة

06/26 12:42

قرأت في مركز خليل السكاكيني الثقافي بمدينة رام الله ثلاث شاعرات فلسطينيات شابات نصوصا شعرية عن أحلام اختلطت مواضيعها بين العاطفة ومتاعب الوطن المحتل، ولم تخلُ هذه القراءات من صور عن الثورات العربية الأخيرة.

وحاولت الشاعرات اللواتي ينتمين إلى جيل الشباب تسليط الضوء على قصائد لزميلات لهن خارج الوطن وإتاحة الفرصة لنقل أشعارهن التي تحاكي الواقع والمشاعر المرافقة له، كما تقول الشاعرة الشابة منار حرب.

وقرأت حرب قصيدتين باللغة الإنجليزية إحداهما بعنوان "فلسطين" وتظهر فيها مشاعرها عند العودة إلى الوطن بعد فترة دراسة طويلة في الولايات المتحدة، كما قرأت قصيدة للشاعرة الفلسطينية لينا أبو بكر بعنوان "للتاريخ بقية".

 منار حرب: اللغة وعاء للتعبير
ووسيلة للتواصل (الجزيرة نت)

واقعية مؤلمة
أما في قراءة الشاعرة والروائية مايا أبو الحيات، فقد تلازمت صورة الوطن مع المشاعر تجاه الأب والأم والحبيب، وهذه كما تقول سمة عامة في الشعر الفلسطيني الذي لا تفصل موضوعاته مهما تنوعت عن الهم الوطني الأكبر وهي تذهب بعيدا في الواقعية المؤلمة عندما تقرأ من قصيدتها "نشرة نفسية":

"أحببت البحر الذي في طرف الخريطة

كان يبدو مغريا على صفحات كتاب الجغرافيا

هذه بلادي وهذا بحري

وهذه كذبتي الراقية".

وتعد مايا أبو الحيات ودالية طه ومنار حرب جزءا من مشهد ثقافي فلسطيني باتت تتشكل فيه نماذج في الكتابة الإبداعية شعرا ونثرا لشباب فلسطينيين، في جو ترفض فيه الشاعرات تصنيفهن تبعا لكونهن نساء، بل جزء من سياق ثقافي فلسطيني عام مع التركيز على جودة القصيدة لا هوية كاتبها.

وتقول دالية طه (25 عاما) التي قرأت قصائد من كتابتها بعنوان "ظل المدينة" و"وجه" و"نسيان"، إن قصائدها تعبر عادة عن هموم ذاتية عاطفية ولكنها تحمل أيضا بعدا سياسيا، وتجيب على تساؤل كيف يحول الشعر تجربة الإنسان الفردية إلى حالة في المشهد الجمعي؟

وتضيف أنها لا تحبذ تصنيف ما تكتب وزميلاتها على أنه أدب نسوي وإنما جزء من السياق الثقافي الفلسطيني العام، رغم قولها "إن للنساء نظرتهن وأحاسيسهن وأسلوبهن المختلف في التعبير والكتابة".

الكتابة بلغتين
وتكتب منار حرب باللغتين العربية والإنجليزية، كما تسعى حسب قولها للكتابة بالألمانية والفرنسية أيضا، في محاولة للتركيز على "اللغة كوعاء للتعبير" وكوسيلة للتواصل مع اللغات الأجنبية أيضا، كما تقول.

وتحاول حرب من خلال تجربتها تجاوز ما تسميه التراجع في قراءة الشعر عند جمهور القراء عامة لصالح أشكال أخرى من الأدب والثقافة.

ومن زاوية أخرى، تفسر مايا أبو الحيات حالة التلاصق بين المشاعر والهموم الذاتية والوطنية في الشعر الفلسطيني، وتقول إن كل شاعر يكتب عن تجربته، وفي الحالة الفلسطينية لا فصل بين الحب والوطن أو العاطفة والحس الجمعي بالقضية.

وتضيف: "كل منا يعبر بأسلوبه عن الحب والخيبات والأحلام، وأظن أن المواضيع ذاتها تقال في كل القصائد ولكن بأولويات وترتيب يخضع لتجربة الشاعر وواقعه".

وتؤيد أبو الحيات رفض دالية طه لمصطلح "أدب النساء"، وتقول: "أنا ضد أن يصنف الشعر بين رجال ونساء".

دالية طه: الشعر يحول تجربة الإنسان الفردية إلى حالة في المشهد الجمعي (الجزيرة نت)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل