المحتوى الرئيسى

هاآرتس: اعتذار تل أبيب لأنقرة يصب في مصلحة إسرائيل

06/26 12:28

رأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الاحد أن اعتذار تل أبيب إلى انقرة يصب فى مصلحة اسرائيل، وأن الوقت قد حان لتقديم هذا الاعتذار عن قتل ناشطين أتراك كانوا يعتزمون كسر الحصار المفروض على قطاع غزة العام الماضى مؤكدة انه يتوجب على إسرائيل أن تكف عن انتهاج سياسة " المعاملة بالمثل " فى التعامل مع تركيا.

وقالت الصحيفة "إن صورة الشرق الاوسط تحولت بشكل جذرى إلى صورة اخرى مختلفة المعالم والملامح عن سابقتها معتبرة خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى نظيره التركى رجب طيب اردوغان لتهنئته بفوز حزبه الكاسح فى الانتخابات هو أحد اوجه هذا الاختلاف".

ومضت الصحيفة تقول إن اسرائيليين واتراك من ذوى النوايا الحسنة بذلوا جهودا على مدار العام الماضى، والاسابيع الاخيرة بشكل خاص، من أجل إعادة العلاقات بين انقرة وتل ابيب إلى سابق عهدها مشيرة إلى أن الاحداث فى سوريا ساعدتهم على ذلك خاصة مع برودة العلاقات بين تركيا وسوريا وزيادة التأثير التركى على مجريات الاوضاع فى المنطقة.

وذكرت الصحيفة ان تركيا اتخذت خطوة أخرى هامة وهى نصيحتها لمؤسسة الاغاثة الانسانية التركية بعدم المشاركة فى اسطول المساعدات الجديد الذى يعتزم الابحار إلى قطاع غزة فى وقت لاحق هذا الشهر حتى لا تصرف الاهتمام عما يحدث فى سوريا حيث توقف اردوغان عن وصف الرئيس السورى بشار الاسد بصديقه الحميم بل وبدأ يصف القمع العنيف للمتظاهرين فى سوريا ب" الهمجية " .

وقالت الصحيفة إن ايران التى أقامت علاقات اقتصادية شاملة مع تركيا فى العامين الماضيين وصفها الاعلام التركى بأنها شريك فعال فى قتل السوريين وهو ما جعل تركيا تدرك بسرعة أن رغبتها فى تنفيذ سياسة تجنب المشاكل تماما مع جيرانها قد فشلت وانه

اذا كان عليها إقامة محور استراتيجى مع ايران والعراق وسوريا وهو محور سيعزز سياسة شرق أوسط جديدة ، قد بدأت تكتشف ان هؤلاء الشركاء مخيبون للامال فالحكومة العراقية على هاوية الانهيار وهناك صراع سياسى فى إيران بين الرئيس وخصومه من

بينهم القائد الاعلى الايرانى على خامنئى وذلك بجانب الرفض السورى لمحاولات تركيا نزع فتيل الازمة السورية وانزال العلم التركى من على الجانب السورى من الحدود الذى يهرب منه اللاجئون السوريون إلى تركيا.

ورأت الصحيفة ان كل ما تبقى من احلام انقرة بشأن شرق أوسط أفضل هو إنهاء النزاع الفلسطينى الداخلى مشيرة إلى أن تركيا استضافت زعيم حماس خالد مشعل يوم الاربعاء الماضى وبعد ذلك بيوم استضافت الرئيس الفلسطينى محمود عباس لكن ليس هناك

جزم بأن تركيا ستضيق الهوة بين الجانبين وتساعد على بناء حكومة فلسطينية جديدة مشيرة إلى ان العديد من الساسة الاسرائيليين فرحون بوضع تركيا الحالى .

غير أن الصحيفة الاسرائيلية عادت لتؤكد أن تركيا ليست بتلك الفقاعة الهزيلة .. حتى وإن فشلت فى اختبار سياستها الخارجية ففشلها لن يكون أشد من فشل الولايات المتحدة التى لم تتمكن من حل الازمات فى الشرق الاوسط وهى على وشك ترك افغانستان وهى تموج بالفوضى.

وقالت الصحيفة إن اسرائيل التى تتزلزل من تحت أقدامها الصخور واحدة تلو الأخرى فى منحدر انهيار وضعها عالميا هى آخر دولة يمكن ان تحاكم الدول الأخرى بنجاح أو فشل سياساتهم الخارجية ، مشيرة إلى أن تركيا على الاقل تتخذ مبادرات.

 

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل