المحتوى الرئيسى

عبد الرحمن يوسف و الثعبان الأقرع

06/26 03:58

التقيت منذ عدة أيام صديقي الشاعر الكبير عبد الرحمن يوسف عندما شرفني بالحضور في حفل توقيع كتابي الجديد "لمس أكتاف".

لم أكن قد  قابلت عبد الرحمن منذ فترة فامتدت جلستي معه في سهرة مطولة حدثني فيها عن يوميات الثورة المصرية التي وضعها في كتاب أسماه "يوميات ثورة الصبار" سجل فيه ما عاشه و عايشه من أول أيام الثورة حتي اليوم الذي تم فيه إزاحة الرئيس المشلوح حسني مبارك.

حدثني عن آحلامه و آماله لمصر بعد الثورة، و لمست تفاؤله بأن الآتي سيحمل لمصر كل الخير بعد أن أوقفت الثورة آلة الهدم المنظمة التي كانت تعمل بكل همة علي حد تعبيره.

كذلك استمعت إلي أمنياته بأن ينتقل الإعلام من حالة الدعارة التي عبرت عن حكم الرئيس المشلوح إلي إعلام موضوعي مهني يليق بدولة صنعت واحدة من أعظم الثورات في التاريخ.

عند هذه النقطة تجادلنا كثيراً لأنني رأيت أن تغيير حالة الإعلام هذه من أصعب ما يواجه الثورة، ذلك أن معظم من يملكون وسائل الإعلام من صحف و محطات فضائية هم من عتاولة الفساد و نهب المال العام و أغلبهم كانوا شركاء للرئيس المشلوح في مشروعه لتدمير مصر و إجلاس المحروس إبنه علي العرش لولا أن قام شعب مصر بشلح الإبن و الأب معاً!.فضلاً عن أن جانباً مؤثراً من العاملين بالصحف و القنوات التليفزيونية هم من آكلي الجيف الذين يتعيشون علي فضلات رجال الأعمال الحرامية.

 كان رأيي أن هؤلاء و أولئك يقفون في طليعة القوي المضادة للثورة و يعملون جاهدين لتنفير الناس منها عبر نشر الفزع و ترويج الحكايات الكاذبة عن السياحة التي ماتت و الإقتصاد الذي انهار و أبو رجل مسلوخة الذي يخطف العيال علي كل ناصية..و ذلك كله لإدراكهم أن نجاح الثورة و عمل انتخابات نيابية حرة  و دستور محترم و انتخاب رئيس..كل هذا سيترتب عليه أن ترفع عنهم الحصانة التي توفرها لهم وسائل إعلامهم التي تخيف الحكومة الحالية المرتعشة و جملها البارك حبيب وسائل الإعلام الساقطة!.

حدثني صديقي شاعر الثورة عن أن إحدي القنوات تلح في طلب لقاء معه علي الهواء في برنامج القناة الشهير.

سألته عن اسم القناة فأخبرني به. ضحكت و قلت له: لا أنصحك يا صديقي بتلبية الدعوة و أحذرك من الظهور مع الثعبان الأقرع لأنك تعلم أنه من أشد الناس عداوة للثورة و رموزها خاصة بعد أن جرب النزول إلي ميدان التحرير أثناء الثورة و خرج منه مضروباً بالأحذية.

 قلت له أيضاً أنه ليس مما يليق بمن كان في مكانته الأدبية و الوطنية أن يجمعه بالثعبان الأقرع أي شيء حتي  لو كان هذا الشيء هو خصومة!.

هوّن عبد الرحمن من هواجسي و طمأنني بأنه مجرد برنامج يطل منه علي الناس و لن يترتب عليه أي شيء مما أخشاه. قلت له: هؤلاء الناس في هذه القناة لا يمكن أن يحبوك و لا أن يتعاطفوا مع  ما تمثله لأنهم اعتادوا العيش علي نفاق المشلوح و مراءاة أذنابه، فضلاً عن افتقادهم للمهنية و جهلهم بقواعد العمل الإعلامي و اعتمادهم الغوغائية و الردح و عض خصوم حسني مبارك.

مرت عدة أيام و ذهب عبد الرحمن يوسف للبرنامج متسلحاً بموهبته و شرفه و حُسن نيته ليجد في انتظار تقريراً منحطاً أعده السفلة مليئاً بالكذب و الافتراء و التجني قاموا ببثه علي الهواء أثناء وجوده معهم.

لم يجد الشاعر النبيل بداً من أن يعطيهم درساً بليغاً في حرفة الإعلام التي لا يعرفون عنها شيئاً قبل أن يوجه إليهم صفعة يستحقونها و يغادر المكان تاركاً لهم هواءهم الملوث  يبثون فيه من هرائهم ما يشاؤون.

برافو عبد الرحمن يوسف و ليتك تسمع كلامي منذ الآن و لا تذهب لأي أماكن مشبوهة!.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل