المحتوى الرئيسى

عاصم عرابى يكتب: مصر التى فى خاطرى

06/25 23:04

مصر التى فى خاطرى وفى فمى أحبها من كل روحى ودمى كنا نطرب بإنشاد وسماع هذه الكلمات الجميلة ونفخر بأننا مصريون، وكما قال مصطفى كامل لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا رغم ما كنا نعانيه من النظام السابق من ذل ومهانة وإهدار للحقوق، ولكن مصر ظلت وسوف تظل فى قلوبنا إلى أبد الآبدين، ولأن مصر فى قلوبنا فقد تحركنا وقمنا بالثورة ضد النظام البائد وخلعنا الرئيس السابق من مكانه، ولكن ما أراه اليوم لا يعبر نهائيا عن الثورة، حيث الاختلاف بين كافة الفئات والطوائف.

ما أراه اليوم ليس هو ما رأيته فى التحرير، ليست نفس الروح ليست روح التعاون والإخاء والمحبة بين جميع الفئات، كان الكل متكاتفا كنا يدا واحدة رفعت للتعبير عن غضب، كان فى قلوبنا لأكثر من ثلاثين عاما لكنى لا أرى هذا اليوم فالكل يحاول أن يدمر الكل، لا أحد ينظر إلى مصلحة الوطن، لا أحد ينظر إلى مصلحة مصر كل ينظر إلى مصلحته الشخصية فقط، وكل يريد أن يثبت أن وجهة نظره هو فقط الصحيحة أما الباقى فهم لا يعرفون شيئا عن السياسة ولا يجوز لهم التدخل فيها لقد خلعنا ديكتاتورا لكنى أرى الآن آلاف الديكتاتوريين، ونحن لا نريد هذا الأمر لأن هذا لن يؤدى بنا إلا إلى طريق مسدود سوف يؤدى بالنهاية إلى انهيار مصر، سوف يؤدى بنا إلى أعماق الهاوية، لأنه كان مصدر قوتنا فى التحرير، هو اتحادنا، فالقوة فى الاتحاد على مصلحة الوطن، وليس النظر إلى المصالح الشخصية، فمن يرضيه أن تصل مصر إلى الهاوية، أنا واثق تمام الثقة بأن الكل وطنيون، ولا أستطيع أن أشكك فى هذا، ولكن لابد من تقبل وجهة النظر الأخرى، وتقبل الرأى الآخر، لأن تقدم الشعوب لا يأتى إلا بتبادل الآراء، ولم يبن أى مجتمع على مستوى التاريخ على وجهة نظر واحدة، وإنما بتبادل الآراء والخبرات، فلكل منا وجهة نظر ممكن أن يكون مخطئا، وممكن أن يكون صوابا، فلابد أن نتقبل وجهة النظر مهما كانت، ونناقشها بحرية وبدون تعصب، وبالديموقراطية التى سقط من أجلها شهدائنا، والتى نزفنا من أجلها دمائنا، فلابد أن نحافظ على مكتسباتنا، لذلك لابد من العمل بأسس الديموقراطية الصحيحة،

ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب، لا صوت يعلو فوق صوت الحق، فلابد لنا أن ننتبه ونستيقظ من غفلتنا، هذه لأن الثورة لم تنته، بعد كما أعتقد الكثيرون ومبادئ الثورة لم تطبق بعد فلابد أن نوقظ ضميرنا، وحسنا الوطنى، لكى ننقذ مصرنا من الضياع فاليوم جميع بلاد العالم تنظر إلى مصر، وكل يريد أن يتحكم فيها، فلابد لنا أن لا نعطى فرصة لأحد أن يتحكم فينا، أو يفرض علينا سطوته، لأننا مصريون وكفى بهذه الكلمة فخرا بما فيها من دلالات على العزة والكبرياء والكرامة والحرية، فبداخل هذه الكلمة معانى لا يستطيع قلمى كتابتها، فهى أسمى من أن تكتب بالقلم وأرقى من أن تسطر، فهى مسطرة فى قلب كل مصرى يشعر اليوم بمدى فخره لأنه مصرى، وأنا افتخر الآن أكثر من أى وقت مضى بأننى مصرى مخلوق من طين هذه الأرض وروحى ودمى فداء لها، فنداء إلى كل مصرى فخور بمصريته أن ينتبه إلى هذه الظروف، وأن لا يكون كل همه الظهور على الشاشات، أو تداول اسمه بين الجمهور، بل يكون اهتمامه الوحيد هو مصلحة وطنه، وأن يكون أمينا فى كل ما يقول، فكل مصرى له دور فى هذا الوقت حتى ولو كان دورا بسيطا، حتى ولو كان صوتا لتعبر فيه عن رأيك، فلابد أن تستثمر هذا الحق فى خدمة وطنك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل