المحتوى الرئيسى

قناديل البحر تلاحق المصطافين الغزيين

06/25 20:07

غزة - دنيا الوطن

لحظات حتى خرج أبو محمد مصطفى ومن خلفه زوجته مسرعين من مياه شاطئ  دير البلح وسط قطاع غزة، ممسكاً بذراعه التي لسعها قنديل، بينما كانت الزوجة تمسك برجلها اليسرى.

هذا المشهد يمكن مشاهدته مراراً بل وتكراراً على طول شاطئ القطاع، المكتظ من شماله حتى جنوبه بآلاف المواطنين هرباً من ارتفاع درجات الحرارة، خاصة وأن الشاطئ المتنفس الطبيعي الوحيد لأهالي القطاع الساحلي (1.5 مليون نسمة)، الذي يعاني من حصار إسرائيلي منذ أربع سنوات.

لكن انتشار قناديل البحر على طول الشاطئ يشكل هاجسا يقض مضاجع المصطافين الذين لا يجدون أفضل من البحر متنفسا للترويح عن أنفسهم من ضغوط الحياة اليومية وحر الصيف.

ويقول أبو محمد، الذي كان يستظل وزوجته وطفله وطفلته أسفل مظلة على الشاطئ: إن القنديل يشكل مصدر إزعاج كبير ليس له فحسب، بل للأطفال خاصة الذي يهربون من الحرارة ويقضون أجازتهم الصيفية على البحر... 'كما تشاهد عشرات الأطفال ينظرون لمياه البحر لكنهم يخافون من النزول للمياه والتعرض للسعة القنديل، بينما قرر أطفال آخرون التخلي عن حلم النزول للماء واخذوا  يتسابقون ويبنون أشكالا مختلفة بالرمال'.

وما أن تطأ قدم المصطاف البحر، حتى يفاجأ بانتشار أعداد كبيرة من القناديل التي قذفت بها الأمواج، لتعطي إنذارا أوليا للمصطافين بأن خطراً قد يداهمهم.

وعن ذلك، يقول رب العائلة محمود محمد الذي كان يجلس قريبا من أبو محمد، أنه اضطر وأبناء أسرته للخضوع لحكم الطبيعة، والاكتفاء بالجلوس على الشاطئ بعيدا عن الماء خوفا من إصابتهم مرة أخرى ليحرموا من أهم ما جاءوا من أجله.

ويأخذ جسم قنديل البحر الشكل القرصي ويشبه المظلة أو الناقوس في مظهره العام، وتتفاوت قناديل البحر في أحجامها، ويتكون الجسم في معظمه من الماء لذلك تتحلل بسرعة ولا تترك على الشاطئ سوى آثار بسيطة لمكوناتها العضوية سرعان ما تختفي خلال بضعة أيام.

وأوضح خبير الأحياء البحرية ،عبد الناصر ريان، لـ'وفا': إن قنديل البحر كلمة تستخدم للإشارة إلى عدة أنواع من طائفة الفنجانيات من شعبة اللاسعات، وهي شعبة من شعب الحيوان التي تمتلك خلايا لاسعة متخصصة لا يوجد مثلها في أي شعبة من شعب الحيوان'.

ويضيف، أن 'هذه الخلايا تتجمع في مجاميع أو حاشدات (بطاريات) وتكثر بنوع خاص على اللوامس، حيث تبرز شعيرة قصيرة من كل خلية تعرف بشعيرة اللمس أو الزناد وبداخل الخلية يوجد كيس لاسع  يعرف بالكيس الخيطي.

ويحتوي هذا الكيس على سائل بروتيني وخيط ملفوف مزود بشويكات أو أسلات، وعندما تثار الخلية بمنبهات كيميائية أو لمسية من إنسان أو حيوان، يندفع الماء إلى داخل الكيس وينطلق منه الخيط الذي بداخله بعنف ليخترق جلد الإنسان أو الحيوان القريب ويحقن في الأنسجة السائل السام الذي يسبب الحروق الشديدة  والالتهابات المؤلمة.

ويؤكد ريان أن قنديل البحر ليس من الفقاريات أو من الأسماك  والبعض يطلق عليه الهلام البحر أو جيلاتين البحر، مشيراً إلى أن قنديل البحر غالباً ما يكون ذكراً أو أنثى وأحياناً توجد عينات خنثى، وفي معظم الحالات، سواء تطلق الحيوانات المنوية والبيض في المياه المحيطة، يتم إخصاب البيض وتنضج في الكائنات الجديدة، ويتغذي قنديل البحر على القشريات والأسماك الصغيرة.

وحول كيفية التعامل مع حروق لسعات القنديل يقول ريان 'إنه يجب غسل المنطقة فوراً وجيداً بمحلول خل الطعام (بدون تخفيف) أو رغوة الحلاقة أو الزيت' مشيرا إلى أن الخل يساعد على إبطال مفعول السم (مع ضرورة عدم فرك مواضع الجلد المتهيجة باليد أو شطفها بالماء العذب، لأنه في أغلب الأحيان توجد هناك خلايا لاسعة لم تنفجر بعد وتظل عالقة على الجلد ويمكن أن تنفجر بسبب الفرك).

ويضيف كما يمكن تبريد الجلد بعد ذلك باستخدام مكعبات الثلج أو الضمادات الباردة، وفي حال ظهور استجابات جلدية على مساحة كبيرة من البشرة فينبغي استشارة أحد الأطباء.

ومن بين الحلول الأخرى لمواجهة القناديل يقول ريان إنه يمكن تربية بعض أنواع من السلاحف البحرية وهي عدو لقناديل البحر حيث تتغذي عليها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل