المحتوى الرئيسى

الازمة السورية نظام مخادع ...وشعب طموح بقلم:قيس عمر المعيش العجارمه

06/25 19:15

الأزمة السورية نظام مخادع ..وشعب طموح

كغيره من الشعوب العربية يطمح الشعب السوري العظيم الى فتح ابواب الحرية وكسر قيود القمع والقهر والاستبداد التي يرزح تحت وطأتها منذ ما يقارب اربعين عاما خلت...سيما وان النظام السوري هو النظام الوحيد في المنطقة الذي لم يواكب لعبة الديمقراطية الشكلية التي فرضها الغرب على الشرق الاوسط ..ليس حبا بالشعوب بقدر ما كانت استحقاقا يقع على عاتق النظام الرسمي الغربي امام شعوبه وامام العالم الحر...فمن الطبيعي ان يبرر النظام الرسمي الغربي علاقته وتعامله وتحالفه مع انظمة مستبدة وديكتاتورية بإمتياز..فكانت لعبة الديمقراطية المتدرجة والتي اتبعتها الكثير من الدول العربية وبالتقسيط الممل استنادا الى حجة الخصوصية التي تصبغ المواطن العربي والذي وحسب التشخيص الشائع فلا بد ان يأخذ مصل الحرية على جرعات... وبقي النظام السوري يفاخر بصموده وتمسكه بالثوابت العربية التقليدية كقضية فلسطين وعداء اسرائيل وطبعا لا يستطيع أي احد ان يجادل او يناور في هذه الثوابت أو المحرمات والا فسوف يصبح خائنا وعميلا...وهذا ما اعطى النظام السوري الشرعية والثقة في ان يتصرف بحرية اكثر من باقي الانظمة العربية ...فكان واقع الاحداث يساعد النظام السوري كثيرا والذي لا زال يضفي على المنطقة العربية اجواء اعوام 1967 و1973 فكلمة العدو الاسرائيلي لم يعد يسمعها المشاهد العربي الا في اجهزة الاعلام السورية..وهذا الواقع فرض بيئة خصبة ومناسبة لهذا النظام كي يحصن حكمه ويبرر قمعه بجمله من التعقيدات انطلقت من قاعدة اللعب على التناقضات وعدم اتباع سياسة ثابتة وواضحة في التعامل مع مجمل القضايا على الصعيد الاقليمي او الدولي بإستثناء قضية فلسطين والتعامل مع اسرائيل فالسياسة السورية فيها واضحة وثابتة وهي الصمود والممانعة..أما باقي القضايا فكان النظام السوري يستغل فيها الفرص لكي يحقق مكاسب سياسية تصب في مصلحة حكمه وثبات نظامه..وكان اوضح هذه التناقضات والتي كشفت جزءا من تناقضات وتعقيدات سياسة النظام السوري موقفه من حرب الخليج الثانية والذي كان مستغربا من الجميع فكيف وبين ليلة وضحاها يقف الجندي السوري على جبهة واحدة مع الجندي الامريكي وتحت قيادته ليحارب الجندي العراقي...هذا بالاضافة الى موقفه من القضية العراقية بعد الغزو والذي برز فيه تناقض عجيب لا يمكن فهمه حقيقة فالنظام السوري حليف قوي لايران والتي سيطرت منذ البداية على المسرح العراقي وهذا يستوجب دعم النظام السوري لحلفاء ايران في حكم العراق الا ان النظام السوري كان داعما رئيسيا لحركات المقاومة العراقية ..بل واتهمت سوريا اكثر من مرة بتزويد المقاومة البعثية بالسلاح والمقاتلين مع ان العلاقة بين النظام العراقي البعثي والنظام السوري كانت على الدوام علاقة عداء....في الخلاصة ما نستطيع فهمه ان النظام السوري نظام ذكي جدا حصن نفسه وحكمه بعداء اسرائيل وصموده امامها وممانعته للسلام معها ثم انطلق بعد ان لبس هذه العباءة المقدسة في نظر الشعوب العربية يصول ويجول كما يحلو له في لعبة السياسة بما يتناسب مع مصلحة النظام وليس الشعب ...

في ظل هذا الواقع وهذه التعقيدات كان الخاسر الأكبر والأوحد هو الشعب السوري ..والذي دفع ثمن جميع الاستحقاقات التي رتبها نظامه الحاكم وما ترتب على سياسات ذلك النظام من حصار وقمع وفقر وترهيب والقائمة تطول...وهو الشعب الحر الثائر الذي دفع الغالي والنفيس من اجل كرامة العرب وكرامة فلسطين وشعب فلسطين ...فحارب الاتراك وثار على الفرنسيين وكانت سوريا على الدوام مصنعا للرجال والاحرار ..تصدر القادة والمقاتلين الى كل ارجاء الوطن العربي (رحم الله المجاهد عز الدين القسام ابن اللاذقية)...وها هو اليوم يثور ليبحث عن حرية وكرامه لطالما كان وقودا لنارها حتى اصبح رمادا ..اليس من حق السوريين أن يتذوقوا طعم الاستقلال من نظام القيد والنار... اليس من حقهم ان يشموا نسائم الحرية ويستشقوا عبيرها ..الا يستحق هذا الشعب العظيم من ابناء قومه ودينه النصره ولو من باب رد المعروف...اين الموقف العربي من اللاجئين السوريين ...هل هجرت النخوة والحمية اهلها فلا يجدها من ينشدها الا في تركيا او في الغرب الذي لطالما اشبعنا عداء وكرها له...اليس من العار ان تلبي صرخات الحرائر والاطفال نساء هوليود ...ويختبئ فرسان الصحراء الذين لا تظهر رجولتهم وخصال الشجاعة والفراسة فيهم الا في خيال الشعراء .....لله دركم ايها السوريون ...وهو حسبنا وحسبكم

قيس عمر المعيش العجارمه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل