خالد عبيد حسين يكتب: شعارنا.. اتعلم براحتك!

لا أصدق ما قرأته مؤخرا من أنه تمت إحالة لجنة وضع أسئلة اللغة الإنجليزية للثانوية العامة للتحقيق بداعى أن الامتحان كان من خارج المنهج.. وقفزت لذهنى عدة أسئلة على الفور.. هل كان فى الامتحان لغة ألمانى مثلا؟ ثم من يستطيع التحقيق مع تلك اللجنة التى من المفترض أن تكون مكونة من خبراء تلك المادة؟

أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تذمراً عادياً من بعض الطلاب الكسالى.. وبفرض أن الامتحان جاء من خارج المنهج فعلاً ألا يشترك جميع الطلاب فى ذات الامتحان؟

أليس الامتحان أشبه بمسابقة يفوز بها الأفضل والأكثر كداً واجتهادا؟

ولك أن تتساءل مثلى ذلك التساؤل الهزلى: ماذا لو حصل جميع طلاب الثانوية العامة على الدرجات النهائية؟؟ أعتقد أن الكل سيرغب فى كليات يعتقدونها كليات القمة.. حينها سيصبح الأمر أصعب اختبارا تواجهه حكومة شرف المسكينة صاحبة منهج إرضاء الجميع إلى أن يأتى الفرج!!

سيذهب الجميع إلى التحرير.. وبحسبه بسيطة سنجد عددهم بالملايين.. حيث الطلاب وذويهم.. ولن تجد الحكومة بداً من تلبية مطالبهم العادلة.. نحن حصلنا على الدرجات النهائية إذن نذهب إلى ما نختاره من كليات!!

على الأرجح سيختار معظم الطلاب كليات الطب والهندسة.. ويا سعدك يا مصر فخلال خمس أو ست سنوات سيكون عندنا نصف مليون طبيب ومثلهم مهندسين.. واحد يقول لى إنهم لن يجتازوا امتحانات مثل تلك الكليات الصعبة.. أطمئنه.. فأى لجنة امتحانات قادمة ستخشى الإحالة إلى التحقيق طبعاً.

لكن من الآن أنصح المسئولين بتحويل جميع الكليات والمعاهد إلى طب أو هندسة ولا مانع من تحويل بعضها إلى صيدلة واقتصاد وعلوم سياسية من باب الاحتياط.. كما لا أنسى أن أذكرهم بأنه لا داعى بعد الآن لوجود الثانويات الفنية فلن يدخلها أحد.

وعلى الأرجح فالمستفيد الوحيد من هذا السيناريو هو السياحة التعليمية.. فسوف يتدفق على بلادنا الآلاف للحصول على شهادة ببلاش كده!! صحيح أنه بعد فترة وجيزة لن تساوى تلك الشهادات ثمن الورق الذى طبعت عليه لكن هذا حل مؤقت لأزمة السياحة الحالية.