الأخضر الأولمبي.. مسؤولية من؟!
عبد العزيز الغيامة
لن أتحدث عن مباراة السعودية وفيتنام ذهابا وإيابا، لكنني سأكتب عن نجوم الأخضر الأولمبي، وحينها سأستعيد ما كنت أقوله دائما بأن الكرة السعودية مصنع للمواهب واللاعبين الذين يملكون المهارة، بيد أن ما ينقصهم هو الجهاز الفني القادر على تفجير طاقاتهم وإظهار قدراتهم بالشكل الصحيح، فضلا عن عمل متكامل من الأندية ولجان اتحاد الكرة السعودي!
أتحدث عن نواف العابد وسعود حمود وإبراهيم غالب وعبد الرحيم جيزاوي ويحيى الشهري وعلاء ريشاني وسلمان الفرج وغيرهم من اللاعبين.. وحينما أقرأ أسماء هؤلاء أسأل نفسي وأقول: ماذا فعل اتحاد الكرة السعودي ليحافظ على نجومية صغاره؟!
نعم، أعمارهم تتراوح ما بين 19 وحتى 23 عاما، لكنهم لا يزالون صغارا، وأظن أننا بحاجة ماسة لآلية كي نحافظ على موهبتهم.. نعمل على تنميتها والاهتمام بها!
أتذكر أنني كتبت مقالا عن نجوم المنتخب السعودي الأول الذي لعب على نهائي كأس أمم آسيا 2007 في إندونيسيا، وطالبت حينها بالمحافظة على هذا المنتخب بيد أنه، وللأسف، تمت إضاعة نجوم كل تلك التشكيلة من ياسر القحطاني ومالك معاذ إلى عبده عطيف وسعد الحارثي!
تصوروا، كان الأمير نواف بن فيصل، نائب رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت يطلق على منتخب 2007 «منتخب الحلم»، لكن ذلك الحلم تبخر هكذا بقدرة قادر، والأسباب لن أقول مجهولة بقدر ما أقول إنها نتيجة إهمال من الأندية واتحاد الكرة ولجانه!
قبل أيام قال لي أحد الأصدقاء: لماذا تتهم أحيانا لجنتي الاحتراف والحكام بأنهما سبب في إسقاط اللاعب السعودي؟ فأجبته قائلا: نعم، ما كتبته صحيح.. جميع اللجان، بما فيها اللجان المستحدثة حاليا، مثل الاستراتيجيات وغيرها، مسؤولة تماما عن اللاعب السعودي.. إنها ثقافة يجب أن نزرعها ونغرسها في أذهان وعقلية اللجان المسيرة للكرة في بلادنا.
يجب أن يفهموا أن اللجان هي التي تصنع اللاعبين الموهوبين، المحافظين، المنضبطين، المثقفين «قانونيا وتحكيميا وكل شيء».
حينما يتعمد اللاعب السعودي السقوط في منطقة الجزاء، فإن السبب هنا لجنة الحكام وقضاتها، وحينما يغيب اللاعب عن تدريبات المنتخب أو يخرج من المعسكر أو حتى يرفض تعليمات المدرب، فإن السبب لجنة الاحتراف التي قصرت في ردع اللاعبين وتنمية أفكارهم بحقوقهم وواجباتهم!
صحيح أن على عاتق الأندية مسؤولية كبيرة فيما أطرحه، لكنها لا تستطيع أن تعمل لوحدها تجاه ما يحدث، ولنا في لاعب الهلال خالد عزيز مثال لما أقوله.. كل إدارات الهلال منذ عام 2005 وحتى الآن لم تنجح في الوصول إلى أسباب ما يفعله هذا اللاعب، وقبل هذه الإدارات اتحاد الكرة ولجانه.. أولم يخرج يوما من معسكر الأخضر هكذا بلا سبب، وتم الاكتفاء بعقوبات مالية واستبعاد وقتي!
اللاعب السعودي بحاجة لتأهيل كامل ليس فنيا وبدنيا، وإنما أيضا بحاجة لتأهيل قانوني وثقافي!
لست مع من يعتقد أن المنتخب الأول، الذي سيعلن عن تشكيلته خلال أيام، هو الذي سيقودنا في كأس العالم 2014، بل إن الواقع والمنطق يقولان إن منتخب السعودية الأولمبي الحالي هو نواة الأخضر الكبير الذي يفترض أن يشارك في كأس العالم 2014، وبالتالي على اتحاد الكرة أن يسعى إلى المحافظة عليهم والحرص على التعاقد مع جهاز فني عالمي قادر على إبراز مواهبهم بالشكل الصحيح.
* نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية
Comments