المحتوى الرئيسى

لا تتفرج

06/25 08:25

قال منير فخرى عبدالنور، وزير السياحة، فى حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» صباح أمس الأول، إن الحياة فى مصر - اليوم - طبيعية كما كانت قبل 25 يناير، وإذا لم يكن الأمر كذلك، ما كان قد تم رفع حظر التجوال منتصف هذا الشهر.

وفى حوار مع الدكتور محمد أبوالغار، وكيل مؤسسى الحزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، فى الصحيفة نفسها، قال صباح أمس الأول أيضاً، ما يلى: أداء وزارة الداخلية سيأخذ وقتاً حتى ينضبط، ولكن لا ننكر أن هناك تحسناً فى الأوضاع الأمنية الآن، أما حالات التعذيب التى ظهرت بعد الثورة فلا يمكن مقارنتها، لا من ناحية الكم، ولا الكيف، بالتعذيب قبل الثورة، وأعتقد أن الكبار فى وزارة الداخلية، من الصعب تغيير أدائهم، لذا، فالأمل فى الشباب، ويجب تخريج دفعات كثيرة من ضباط الشرطة الصغار، لتكون لدينا فرصة للاستغناء عن الكبار، وأعتقد أن ذلك سيحدث قريباً.

وما يهمنى فى كلام الاثنين، سواء «عبدالنور» أو «أبوالغار» هو أن هناك إحساساً من جانبيهما، بأن الأوضاع الأمنية قد تحسنت، وأنها اليوم مختلفة عما كانت عليه بالأمس، وأنها بالأمس كانت أفضل منها، أمس الأول.. وهكذا.. بما يعنى أننا، فى هذا الاتجاه نصعد بشكل أو بآخر، ولا ننزل.. نتقدم - ولو قليلاً - ولا نتراجع، وهذا فى حد ذاته، شىء يبعث على الأمل، ويدعو إلى التفاؤل.

وحين ظهر اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، مع منى الشاذلى، قبل أسبوعين تقريباً، قال ما معناه إن الأمن سوف يعود إلى أدائه الطبيعى، خلال فترة محددة، وقصيرة.

وأعترف بأنى يومها كنت أجد صعوبة فى تصديقه، ليس لأنى كنت أريد أن أكذبه، وليس لوجود إحساس بأنه لم يكن يقول الحقيقة، وإنما لأننا جميعاً نعرف أن جهاز الأمن كان قد تعرض لما يشبه الانهيار الكامل يوم 28 يناير الماضى، وإذا كنا نحن اليوم، فى آخر يونيو، فمعنى هذا أن الانهيار، أو شبه الانهيار، كان قد وقع قبل خمسة أشهر على وجه التقريب، وبالتالى، فمن الصعب استعادة الأداء الطبيعى لجهاز بهذا الحجم، فى هذه الفترة القصيرة التى مرت من 28 يناير إلى هذه اللحظة.

ولكننا، الآن، نستطيع أن نقول إن اللواء «عيسوى» كان يعنى ما يقول، وإن وعده بأن يعود الأمن كما كان، ربما يكون قد تحقق فى جزء كبير منه، وليس أدل على ذلك، من رجال الشرطة والمرور الذين نجدهم خلال الأيام الأخيرة، بكثافة ملحوظة، فى أكثر من موقع، وأكثر من حى، وأكثر من ميدان.

أعرف أن هناك مَنْ سوف يرد الآن، وهو يقرأ هذه السطور، ويقول إن الأوضاع الأمنية ليست وردية كما أحاول أن أصفها من جانبى، وإن الأمن فى المكان الفلانى، والحى العلانى، ليس موجوداً كما ينبغى، وسوف أرد وأقول إنى لا أقول أبداً بأن الأحوال الأمنية وردية وإنما أقول تحديداً إن هناك تحسناً ملحوظاً فى الأداء، وفى التواجد.. قد يكون التحسن محدوداً، وقد يكون عند الحد الذى لا يرضى عنه طموحنا فى فرض حالة أمنية كاملة، ولكنه تحسن فى كل الأحوال، وهذا ما يجب أن نسجله، أولاً، ونشجعه ثانياً، ونعترف به على الملأ ثالثاً، ليشعر أفراد جهاز الأمن بأن المجتمع إجمالاً يقدر ما يفعلون ويراه..

 ووقتها، سوف نكون فى الطريق إلى حالة أمنية نرضى عنها، وسوف نصل إليها سريعاً، لأن الأمن فى النهاية، كعملية متكاملة، إنما هو تعاون بين طرفين: فرد الأمن، ثم المواطن نفسه.. ويستحيل أن يتحقق الأمن، على الصورة التى نتمناها، ونتطلع إليها، إذا كان أحد الطرفين يحاول أن يؤدى، بينما الثانى يتفرج!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل