المحتوى الرئيسى

محمود كرم الدين محمود يكتب: مجرد تأملات

06/25 08:15

كثيراً ما أقف عند آيات عظيمة فى سورة الكهف، تلك الآيات من الستين حتى الثانية والثمانين وقصة الخضر مع موسى عليهما السلام التى تحدثت عن خرق المركب، وإقامة البناء دون مقابل، وقتل الولد، وكيف أن نظرتنا للحدث تغيرت بشكل عجيب، فإذا بعيب المركب كان سبباً لعدم الاستيلاء عليها من ملك يأخذ كل شىء غصباً، وأن إقامة البناء دون أجر كان سبباً للحفاظ على مال أيتام يقع خلف البناء، وأن قتل الولد كان ليبدل والديه بولد خير منه وأقرب رحمة.

فلننظر جزاء الصابرين، الذى سخر لصاحب المركب من يعينه على حفظ مركبه، وللوالدين من يحفظ مال أولادهم بعد وفاتهم، إن صبرهم كان جزاؤه معونتهم فيما يوفق قدراتهم.

كم من الأحداث تمر على حياتنا، فتعيب فيه مراكبنا، ونقيم فيه أبنية نجتهد فيها أشد الاجتهاد دون مقابل عاجل ترضاه أنفسنا، فإذا بأقدارنا توضح لنا أن ذلك الذى كنا نظنه عيباً كان سبباً لابتعاد شر يعلم الله أننا لا نتحمله فكان هذا العيب أخف الضررين، وأن هذا البناء الذى لم نتقاض أجرنا عليه كان فيه من الخير لنا بما يفوق أى أجر عاجل كنا ننتظره.

ما أحوج الإنسان إلى الصبر والعلم أثناء العمل، ذلك الصبر الذى يرضى القلوب باليقين من حكمة ربها، وأنه إن كان علمنا بما هو خير لنا الآن، فإن علم ربنا بما هو خير لنا بما يفوق علمنا ويتعداه إلى كل زمان وأوان.

كم غضبت قلوب من أحكام قدرها، وأدركت حسن الجزاء حين صبرت لحكم ربها.

إن مركبك أخى ليست معيوبة، فكم من العيوب رسمت طريق النجاح لأنها هدت صاحبها لطريق الإصلاح.

وبناء الخير الذى بنيته لوجه الله وجحده البشر، لا تظنه فات وضاع أثره واندثر، ثق من علام الغيوب الذى بحكمته يقدر القدر، فإذا بأجرك يأتيك من حيث لا تحسب ولا يدرك بشر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل