المحتوى الرئيسى

المعارضة السورية في الداخل اسيرة وفي الخارج اجيرة بقلم:فيصل حامد

06/25 18:39

المعارضة السورية

في الداخل اسيرة وفي الخارج اجيرة

الكتابة عن المعارضة في الدول العربية التي تحتاج الى جهاز آلي وعصري لعدها وحصرها كتابة اليمة وسقيمة كالكتابة عن الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية فيها ولكن لا بأس من تجاوزهذه الاشكالية المعيبة التي كان المسببين لها ومسيسها هم حكام هذه الدول انفسهم بالمقام الاول الذين يبدو عليهم التآكل والاستنساخ في حواضن الخدج والمعاقين

لنتجاوز هذه الحالة العربية البائسة التي نراها تتداعى متساقطة على دروب الحياة بفعل النهوض والتجديد والارتقاء لكن علينا قبل الولوج من خرم الابرة للحديث عن المعارضة العربية بمجملها وليس بمعظمها يتطلب ان يكون حديثنا موضوعيا وجادا وجريئا بعيدا عن المواربة اوالاستقاء من موارد التعصب المذهبي اللعين

الذي ان اصاب امة جعلها كعصف مأكول وجعل من اسافلها اعاليها ومن ارذالها شرفائها تنهشها الذئاب الغادرة تعقرها الكلاب الشاردة وهنا تتبدى لنا الكثير من الاسئلة الحادة نطرحها على انفسنا بانفسنا

هل الحكام العرب في غالبتهم يؤمنون بمعارضة شعوبهم لهم؟

وهل تلاقي المعارضة لهم ان وجدت الاحترام والتقدير من قبلهم؟

كيف علينا ان نصدق الاعلام العربي الذي يتعيش على معالف الحكام العرب والغرب على السواء على انه اعلاما يتمتع بالصدقية والشفافية في طرحه لما يسمى بمطالب وآراء المعارضة العربية الداخلية والخارجية في وقت نراه لا يتمتع بالقدر الامثل بالحياد والايجابية لارتهانه لمقاصد مموليه من السياسيين واصحاب المنافع الخصوصية والمذهبية اللعينة من الذين يقبضون على زمام السلطة السياسة والدينية التكفيرية وعلى الآليات الاقتصادية واوراق المال الذي قد يكون مالا حراما وما اكثر هؤلا في العالم وفي ديارنا العربية خاصة

ثم هل الشعوب العربية مؤهلة لمعارضة حكامها وهي لا تزال في اكثرها رهينة في اقفاص وحواضن الحكام كلاطفال الخدش باستثناء القلة من هذه الاكثرية التي نراها لا تساق الا وراء لذائذها ومصالحها

بالواقع العربي المعاش نلحظ ان تلك القلة المستثناة لاسباب مدنية وثقافية تتخبط في مطالبها وتتوزع في هياكلها ومفرداتها مع انها تشترك تسمية واحدة لمعارضة مشتركة للانظمة الحاكمة من اجل التغيير للافضل لكن هذه الخاصية وان كانت محقة من حيث الرؤى والاهداف نراها على الارض غير ذلك تماما بسبب نوعية الاشخاص القائمين بها ومدى ترابطهم بعضا مع بعض وارتباطهم بمواطنيهم ووطنهم من ناحية اخرى وهنا تدخل الحالة الثقافية والتربوية والمدنية في الشأن العام للمعارضة التي عليها ان تكون بمنأى عن التبعية للجهات المعادية لاوطانهم وشعوبهم وهذ ما تفتقر اليه المعارضة العربية في معظمها وهذه الحالة البائسة مشاهدة ولا تحتاج الى تبيان وحيال ذلك تبقى المراهنة الاكثر صدقية على المعارضة الوطنية الداخلية لكننا نشاهد تلك الخارجية منها تعيش تداعيات الفرقة والتنازع والعمالة لهذه الجهة اوتلك حسبما تقتضيه مصالح اتباعها الطائفية والسياسية والمادية ولنا من المعارضة العراقية المثل الحي والبارز لما كانت عليه هذه المعارضة الكئيبة من عمالة برؤوس متعددة جلبت للعراق هذا الويل من القتل والدمار وسفك الدماء شآبيب شآبيب وخلقت بالمجتمع العراقي الذي كان ممبزا بوحدته الوطنية هذه المنغلقات الطائفية الكئيبة التي لا ترى مراجعها عيبا دينيا او انسانيا من تجريض اتباعها على التحارب على متاع الجنات وما فيها من بحور خمر وحوريات كواعب حسنوات فيا للعيب وما اكثر عيوبنا الدينية والمذهبية

ولكي لا نذهب بعيدا في التحليل والنقد خشية من غرة الشيطان الذي يسكن دائما في التفاصيل وحتى نكنمل موضوعنا الاساس المتعلق بالمعارضة السورية التي يمكن تسميتها بالمعارضة المتمارضة والمتشاققة التي يصف الكاتب الخارجية منها بالمعارضة الساقطة من القيم الوطنية والقومية سقوطا مذلا ومريعا لارتباطها الوثيق بالدوائر الاجنبية والعربية على السواء المعروفة بعدائها السافر لسوريا لتحالفها مع ايران ولدعمها المقاومة ضد الاحتلال اليهودي لارضنا في فلسطين(حركة حماس) وفي لبنان ( حزب الله) اضافة الى المقاومة الوطنية اللبنانية ولا يخلو الامر من الحالة المذهبية للرئيس الاسد التي لاترضي الجماعات السلفية التي تقودها الوهابية تمويلا وتكفيرامفرطا بالسلفية المتشددة

وهذه الصورة المفرطة بالتشدد تلاقي لها الكثير من الاتباع والاشباح بمقابل مادي بحت وبخس ونراها ماثلة بالاحداث المؤسفة التي تغصف بسوريا وتتبدى بالقتل والتمثيل بالجثث وهذه الجرائم الوحشية البشعة لم يعهدها الشعب السوري من قبل ومن يقل غير ذلك ما هو الاانسان واهم ومغاير على الحقائق الموضعية والمشاهدات النظرية والمعيب ان المعارضة الخارجية الاجيرة واسيادها من يهود وعرب وامريكان معارضة باطلة وخائنة لوطنها ومنقسمة في خيانتها الوطنية والدينية بين الدينار العربي النفطي والدولار الامريكي واليورو الاوروبي والشيقل الاسرائيلي لا يمكن الثقة بها وهي لا تختلف عن المعارضة العراقية التي استعدت الامريكان الى بلادها ليمعنوا بها قتلا ونهبا وتخريبا بل تزيدها ايغالا في العمالة الاجنبية والخيانة القومية

اما المعارضة السورية الداخلية فهى تتحلى في معظمها بالصدقية والمسالمة في مطالبها السياسية والاصلاحية على حد مشاهدتنا لها لكنها لا تخلو من الحاجة الى التوافق على مطالبها خاصة الاساسية والمهمة منها وكثير من اطيافها يتمتع بالاحترام الشعبي لها لمواطنيتها ونراها تلاقي التقدير من السلطات الحاكمة لراهنيتها الوطنية والملاحظ ان بعض مطالبها المحقة آخذة بالتحقيق ولو ببطء غير شديد وبهذه الخاصة بالمستطاع القول بانها معارضة اسيرة لوطنها وشعبها وهذا ما يؤكد شرعيتها واحترام الناس لها

فيصل حامد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل