المحتوى الرئيسى

‮أوسيم فى حداد لمقتل "شهد"

06/24 19:19

البداية‭ ‬خرجت‭ ‬‮«‬شهد‮»‬‭ ‬من‭ ‬منزلها‭ ‬لتلهو‭ ‬مع‭ ‬اصدقائها‭ ‬كعادتها‭ ‬في‭ ‬شارعهم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتسم‭ ‬بالأمن‭ ‬والامان‭ , ‬فجميع‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬متقاربة‭ ‬من‭ ‬سنها‭ ‬ينزلون‭ ‬وسط‭ ‬دفء‭ ‬وحميمية‭ ‬أهالي‭ ‬المكان‭ ‬المعروف‭ ‬عنهم‭ ‬توحدهم‭ ‬وكأنهم‭ ‬اسرة‭ ‬واحدة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬تعلم‭ ‬الضحية‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ذئبا‭ ‬بشريا‭ ‬تنكر‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬إنسان‭ ‬ليندس‭ ‬وسط‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬بالشارع،‭ ‬يغدر‭ ‬بأهله‭ ‬ويسلب‭ ‬البسمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬علي‭ ‬وجوههم‭ ‬ليترك‭ ‬مكانها‭ ‬حزنا‭ ‬وخوفا‭ ‬وحسرة‭, ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬ما‭ ‬يخفي‭ ‬لها‭ ‬القدر‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬نهاية‭ ‬حياتها‭ ‬علي‭ ‬يد‭ ‬شيطان‭ ‬بشري‭ ‬بكل‭ ‬جبروت‭ ‬اغتصب‭ ‬براءتها‭ ‬بطريقة‭ ‬وحشية،‭ ‬ثم‭ ‬كتم‭ ‬انفاسها‭ ‬محاولا‭ ‬خنقها‭ ‬بيده‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬ذبحها‭ ‬ليخرس‭ ‬صوتها‭ ‬،‭ ‬متوهما‭ ‬انه‭ ‬بذلك‭ ‬استطاع‭ ‬إخفاء‭ ‬الحقيقة‭ ‬،‭ ‬ونسي‭ ‬ان‭ ‬قدرة‭ ‬الله‭ ‬اكبر‭ ‬وأعظم‭ .‬

انتقلت‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬الي‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬فيه‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنعاء‭ ‬،‭ ‬ودخلت‭ ‬منزل‭ ‬المتهم‭ ‬لتلتقط‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬للمكان‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬أبشع‭ ‬جريمة‭ ‬ومازالت‭ ‬اثاره‭ ‬دليلا‭ ‬علي‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الانسانية،‭ ‬وبالدخول‭ ‬لشقة‭ ‬المتهم‭ ‬التي‭ ‬بالطابق‭ ‬الأرضي‭ ‬وجدنا‭ ‬الشقة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬غرفتين‭ ‬إحداهما‭ ‬علي‭ ‬الشارع‭ ‬والثانية‭ ‬صالة‭ ‬مغطاة‭ ‬ارضها‭ ‬بالدم‭ ‬لقربها‭ ‬من‭ ‬الحمام‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬بذبحها‭ ‬فبه‭ ‬،‭ ‬ورصدت‭ ‬‮«‬الوفد‮»‬‭ ‬ان‭ ‬المطبخ‭ ‬والحمام‭ ‬محطمان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاهالي‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬اي‭ ‬اثاث‭ ‬بالمكان‭ ‬بعد‭ ‬قيام‭ ‬الاهالي‭ ‬بتحطيمه‭ ‬وإلقائه‭ ‬خارج‭ ‬الشقة‭ ‬فور‭ ‬علمهم‭ ‬بارتكابه‭ ‬الواقعة‭ . ‬

والتقت‭ ‬الوفد‭ ‬أهالي‭ ‬الشارع‭ ‬وجيران‭ ‬الضحية‭ ‬،‭ ‬وتقابلت‭ ‬مع‭ ‬أصغر‭ ‬شاهد‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬عمره‭ ‬4سنوات‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بصحبة‭ ‬الضحية‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬المتهم‭ ‬يلهو‭ ‬معها‭ ‬قبل‭ ‬إرتكاب‭ ‬الواقعة‭ ‬بثوانٍ‭.‬

‭ ‬في‭ ‬صوت‭ ‬طفولي‭ ‬تشوبه‭ ‬نبرات‭ ‬الخوف‭ ‬والدهشة‭ ‬تحدث‭ ‬الطفل‭ ‬معاذ‭ ‬‮«‬4سنوات‮»‬‭ ‬بكلمات‭ ‬متقطعة‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬انا‭ ‬كنت‭ ‬بلعب‭ ‬مع‭ ‬شهد‭ ‬عند‭ ‬عمو‭ ‬جمال‭ ‬هنا‭ ‬مشيرا‭ ‬إلي‭ ‬شقة‭ ‬المتهم‭ - ‬وقالي‭ ‬اطلع‭ ‬كل‭ ‬واتشطف‭ ‬علشان‭ ‬احطلك‭ ‬برفان‭...‬وسيب‭ ‬شهد‭ ‬هنا‭ ‬لان‭ ‬ماماتها‭ ‬متعرفش‭ ‬أنها‭ ‬عندي‮»‬‭ . ‬ثم‭ ‬تناولت‭ ‬والدته‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬قائلا‭ ‬انها‭ ‬تسكن‭ ‬بالطابق‭ ‬الثاني‭ ‬فوق‭ ‬المتهم‭ ‬وان‭ ‬صغيرها‭ ‬اعتاد‭ ‬الجلوس‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬سكن‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬اشهر،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬حضرت‭ ‬اليه‭ ‬الضحية‭ ‬لتلهو‭ ‬مع‭ ‬معاذ‭ ‬ابني‭ ‬كعادتها‭ ‬لانه‭ ‬اقرب‭ ‬صديق‭ ‬اليها‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬نزلت‭ ‬معه‭ ‬إلي‭ ‬شقة‭ ‬المتهم‭ ‬ليلهو‭ ‬امامها‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬استكملت‭ ‬والده‭ ‬معاذ‭ ‬حديثها‭ ‬قائلة‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬ناديت‭ ‬علي‭ ‬معاذ‭ ‬لتناول‭ ‬وجبة‭ ‬الغداء‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬ان‭ ‬شهد‭ ‬مازالت‭ ‬معه‭ , ‬فطلب‭ ‬المتهم‭ ‬منه‭ ‬الاستجابة‭ ‬الي‭ ‬ندائي‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬تعال‭ ‬بعد‭ ‬الغداء‭ ‬والاستحمام‭ ‬لاعطيك‭ ‬برفان‭ , ‬واضافت‭ ‬ان‭ ‬شقتها‭ ‬اشتعلت‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭ ‬وتظاهر‭ ‬بأنه‭ ‬يسرع‭ ‬بإطفائها‭ ‬ولكنه‭ ‬قام‭ ‬بسرقة‭ ‬جهاز‭ ‬ابنتي‭ ‬،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬لم‭ ‬‮«‬يرتاح‮»‬‭ ‬إليه‭ ‬وكان‭ ‬دائما‭ ‬يحذرهم‭ ‬منه‭, ‬واكدت‭ ‬انها‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬صرخات‭ ‬الضحية‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬الكاسيت‭ ‬بصوت‭ ‬مرتفع‭ ‬وكان‭ ‬ايضا‭ ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬التلفزيون‭ ‬مرتفعا‭ . ‬وقالت‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتظاهر‭ ‬بالخوف‭ ‬علينا‭ ‬وعلي‭ ‬البيت‭ ‬ويخاف‭ ‬علي‭ ‬أولادي‭ ‬،‭ ‬ويشغل‭ ‬قرآنا‭ ‬علي‭ ‬طول‭ ‬وأنه‭ ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬يجد‭ ‬ابنتي‭ ‬ترتدي‭ ‬إيشاربا‭ ‬ينصحها‭ ‬بأنها‭ ‬ترتديه‭ . ‬وان‭ ‬المتهم‭ ‬حكي‭ ‬لهم‭ ‬انه‭ ‬متزوج‭ ‬ولديه‭ ‬بنت‭ ‬وبيكره‭ ‬البنات‭ .‬

ثم‭ ‬أضافت‭ ‬ان‭ ‬المتهم‭ ‬بعد‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬سمع‭ ‬صوتي‭ ‬وانا‭ ‬باطلب‭ ‬مياه‭ ‬لانها‭ ‬كانت‭ ‬منقطعة‭ ‬،‭ ‬فقام‭ ‬بالنداء‭ ‬عليٍ‭ ‬واعطاني‭ ‬بعض‭ ‬المياه‭ ‬المخزنة‭ ‬لديه‭ ‬وكان‭ ‬يضع‭ ‬وجهه‭ ‬في‭ ‬الارض‭ ‬فلم‭ ‬أشعر‭ ‬بأي‭ ‬علامات‭ ‬إرتباك‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬قلبي‭ ‬انقبض‭ ‬حسيت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬عرفت‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬‮«‬لشهد‮»‬‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعلم‭ ‬ان‭ ‬‮«‬شهد‮»‬‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬أثناء‭ ‬ندائها‭ ‬علي‭ ‬ابنتها‭.‬

ثم‭ ‬تناولت‭ ‬جارة‭ ‬أخري‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬موضحة‭ ‬أنهم‭ ‬عثروا‭ ‬علي‭ ‬كشكول‭ ‬داخل‭ ‬شقة‭ ‬المتهم‭ ‬مكتوب‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬أسماء‭ ‬أطفال‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬منهم‭ ‬اسما‭ ‬معاذ‭ ‬وشهد‭ ‬،‭ ‬وأضافت‭ ‬ان‭ ‬ابنها‭ ‬قابل‭ ‬المتهم‭ ‬علي‭ ‬المحطة‭ ‬مصابا‭ ‬بحالة‭ ‬اعياء‭ ‬وتعب‭ ‬حاملا‭ ‬حقيبة‭ ‬سفر‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬سأله‭ ‬مصطفي‭ ‬ابني‭ ‬عما‭ ‬يحمله‭ ‬بالحقيبة‭ ‬،قال‭ ‬له‭ ‬انه‭ ‬مسافر‭ ‬لأهله‭ ‬في‭ ‬البلد‭ .‬

وتوجهنا‭ ‬الي‭ ‬والدة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بمسكن‭ ‬أسرتها‭ ‬حيث‭ ‬تقيم‭ ‬هناك‭ ‬منذ‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬علي‭ ‬تحمل‭ ‬بقائها‭ ‬بمسكنها‭ ‬المقابل‭ ‬لسكن‭ ‬المتهم،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الأم‭ ‬الحزينة‭ ‬حديثها‭ ‬ودموعها‭ ‬تسبق‭ ‬حديثها‭ ‬بشفاه‭ ‬ترتجف‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الألم‭ ‬وحرقة‭ ‬القلب‭ ‬قائلة‭ ‬ان‭ ‬شهد‭ ‬كانت‭ ‬بهجة‭ ‬حياتها‭ ‬فهي‭ ‬البنت‭ ‬الوحيدة‭ ‬علي‭ ‬شقيقين‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬توفي‭ ‬طفلان‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الطفوله‭ ‬البرئية‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬زوجها‭ ‬تم‭ ‬انتدابه‭ ‬للعمل‭ ‬بالساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬وقبل‭ ‬الحادث‭ ‬بأيام‭ ‬اتصل‭ ‬بزوجته‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬الحضور‭ ‬إليه‭ ‬بصحبة‭ ‬الضحية‭ ‬للتنزه‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬،‭ ‬وعقب‭ ‬عودتها‭ ‬إلي‭ ‬المنزل‭ ‬شاهدت‭ ‬ابنتها‭ ‬المتهم‭ ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬مسكنه‭ ‬،‭ ‬فسلم‭ ‬عليها‭ ‬وقال‭ ‬لها‭ ‬‮«‬‭ ‬اوعي‭ ‬تنزلي‭ ‬ياشهد‭ ‬لوحدك‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬علشان‭ ‬في‭ ‬ناس‭ ‬كتير‭ ‬وحشة‭ ‬بتخطف‭ ‬البنات‮»‬‭ ‬،‭ ‬فقالت‭ ‬الام‭ ‬لابنتها‭ ‬سمعة‭ ‬ياشهد‭ ‬عمو‭ ‬بيقول‭ ‬ايه‭ ‬لكن‭ ‬الطفلة‭ ‬أجابت‭ ‬بكل‭ ‬براءة‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬كذابة‭ ‬ياماما‭ ‬ما‭ ‬احنا‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بنزل‭ ‬مفيش‭ ‬حد‭ ‬بيخطفني‭ ‬ليه‭ ‬‮«‬‭ ‬واستكملت‭ ‬الام‭ ‬حديثها‭ ‬ان‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬بعد‭ ‬تناول‭ ‬وجبة‭ ‬الفطار‭ ‬ذهبت‭ ‬‮«‬شهد‮»‬‭ ‬الي‭ ‬الحضانة،‭ ‬ثم‭ ‬عادت‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬،‭ ‬فوجدت‭ ‬أمها‭ ‬تقوم‭ ‬بنشر‭ ‬الغسيل‭ ‬فحاولت‭ ‬مساعدتها‭ ‬واتصل‭ ‬والدها‭ ‬ليخبرهم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬الي‭ ‬المنزل‭ ‬عائدا‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬الطفلة‭ ‬الحضور‭ ‬سريعا‭ ‬لاشتياقها‭ ‬اليه‭ ‬،‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬أمها‭ ‬إعداد‭ ‬بيض‭ ‬مقلي‭ ‬لها‭ ‬وبعد‭ ‬تناوله‭ ‬قامت‭ ‬بشراء‭ ‬لبان‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬أمها‭ ‬لصق‭ ‬الصورة‭ ‬الموجودة‭ ‬عليه‭ ‬علي‭ ‬يديها‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬اسرعت‭ ‬بالخروج‭ ‬لمنزل‭ ‬معاذ‭ ‬بالمسكن‭ ‬المقابل‭ ‬لتفرجه‭ ‬صورة‭ ‬الحناء‭ ‬علي‭ ‬يدها‭ , ‬واستكملت‭ ‬الام‭ ‬روايتها‭ ‬قائلة‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬عاد‭ ‬الاب‭ ‬وسأل‭ ‬عن‭ ‬‮«‬‭ ‬شهد‮»‬‭ ‬،‭ ‬فأسرعت‭ ‬إلي‭ ‬شرفة‭ ‬الشقة‭ ‬أنادي‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬جدوي‭ ‬فسألت‭ ‬والدة‭ ‬معاذ‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬عندك‭ ‬،‭ ‬فأخبرتني‭ ‬بعدم‭ ‬وجودها‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الأم‭ ‬تشعر‭ ‬بخوف‭ ‬شديد،‭ ‬لان‭ ‬شهد‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬إلي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بعيد‭ ‬بمفردها‭ ‬،‭ ‬وظلوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عنها‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬حتي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬علموا‭ ‬بالكارثة‭ . ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬جاءت‭ ‬لهم‭ ‬احدي‭ ‬الجيران‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬وقالت‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬طفلة‭ ‬مقتولة‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬مواصفات‭ ‬‮«‬شهد‮»‬‭ ‬،‭ ‬فتعرف‭ ‬عليها‭ ‬والدها‭ ‬داخل‭ ‬المشرحة‭ ‬بعدها‭ ‬أصيب‭ ‬بحالة‭ ‬انهيار‭. ‬وأكد‭ ‬جد‭ ‬الطفلة‭ ‬ان‭ ‬الاهالي‭ ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬الفتك‭ ‬بالمجرم‭ ‬أثناء‭ ‬تمثيله‭ ‬الجريمة‭ ‬وأعدوا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬البيضاء‭ ‬ولكنهم‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ . ‬حيث‭ ‬وقعت‭ ‬مشادة‭ ‬بين‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬المكلفة‭ ‬بحماية‭ ‬المتهم‭ ‬وتأمين‭ ‬فريق‭ ‬النيابة‭ ‬لإعادة‭ ‬تمثيل‭ ‬الجريمة‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬توجه‭ ‬أحمد‭ ‬رشاد‭ ‬وكيل‭ ‬أول‭ ‬نيابة‭ ‬حوداث‭ ‬شمال‭ ‬القاهرة‭ ‬إلي‭ ‬منزل‭ ‬المتهم‭ ‬بمنطقة‭ ‬بشتيل‭ ‬بالجيزة‭ ‬بصحبة‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬الشرطة‭ ‬،‭ ‬لتصوير‭ ‬تمثيل‭ ‬الجريمة‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬الشرطة‭ ‬فوجئت‭ ‬باهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬يحتجون‭ ‬أمام‭ ‬سيارة‭ ‬الشرطة‭ ‬المتواجد‭ ‬بها‭ ‬المتهم‭ ‬،‭ ‬مطالبين‭ ‬بالانتقام‭ ‬منه‭ ‬والأخذ‭ ‬بثأر‭ ‬ابنتهم‭ ‬،‭ ‬فقامت‭ ‬القوة‭ ‬بحماية‭ ‬حياة‭ ‬المتهم‭ ‬لمحاكمته‭ ‬قانونيا‭ ‬،‭ ‬ومنعته‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬النيابة‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬تمثيل‭ ‬الجريمة‭ ‬،‭ ‬واكتفت‭ ‬باجراء‭ ‬المعاينة‭ ‬المبدئية‭ ‬لمسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬،‭ ‬وتأجيل‭ ‬تمثيل‭ ‬الجريمة‭ ‬لدواع‭ ‬أمنية‭ ‬حتي‭ ‬تتمكن‭ ‬الشرطة‭ ‬العسكرية‭ ‬تأمين‭ ‬المنطقة‭ .‬

وقالت‭ ‬احدي‭ ‬الجيران‭ ‬‮«‬احنا‭ ‬كنا‭ ‬عايزين‭ ‬نمزق‭ ‬جسده‭ ‬وهو‭ ‬حي،‭ ‬الاهالي‭ ‬تجمعوا‭ ‬للفتك‭ ‬به‭ ‬بالسنج‭ ‬والعصي‭ ‬والمطاوي‭ ‬،‭ ‬لان‭ ‬اللي‭ ‬ارتكبه‭ ‬في‭ ‬شهد‭ ‬مش‭ ‬شوية‭ ‬طفلة‭ ‬زي‭ ‬دي‭ ‬ياخد‭ ‬لها‭ ‬مخدرات‭ ‬امال‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬واحدة‭ ‬ست‭ ‬كان‭ ‬عملها‭ ‬ايه‭ .. ‬يخنقها‭ ‬ويضرب‭ ‬فيها‭ ‬ليه‭ ‬كل‭ ‬ده‮»‬‭.‬

وعلي‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر‭ ‬قرر‭ ‬المستشار‭ ‬ملهم‭ ‬مختار‭ ‬قاضي‭ ‬المعارضات‭ ‬بمحكمة‭ ‬شمال‭ ‬القاهرة،‭ ‬بحضور‭ ‬أحمد‭ ‬رشاد‭ ‬وكيل‭ ‬النيابة‭ ‬تجديد‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬15‭ ‬يوما‭ ‬علي‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات‭ ‬بعد‭ ‬اعترافه‭ ‬بقتل‭ ‬‮«‬شهد‮»‬‭ ‬بذبحها‭ ‬من‭ ‬رقبتها‭ ‬والقاء‭ ‬جثتها‭ ‬داخل‭ ‬احدي‭ ‬دورات‭ ‬المياة‭ ‬بقطار‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬خط‭ ‬إسكندرية‭ ‬القاهرة‭ ‬،‭ ‬عقب‭ ‬اغتصابها‭ ‬والتعدي‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬استدراجها‭ ‬إلي‭ ‬منزله‭.‬

واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬جمال‭ ‬توفيق‭ ‬‮«‬‭ ‬39‭ ‬سنة‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬أحمد‭ ‬رشاد‭ ‬وكيل‭ ‬أول‭ ‬نيابة‭ ‬شمال‭ ‬القاهرة‭ ‬الكلية‭ ‬بإرتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬،‭ ‬قائلا‭ : ‬إنه‭ ‬اعتاد‭ ‬مشاهدة‭ ‬الاطفال‭ ‬يلعبون‭ ‬أمامه‭ ‬ويسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالدخول‭ ‬لمنزله‭ ‬ويلعب‭ ‬معهم‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬استأجر‭ ‬شقته‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬،‭ ‬موضحا‭ ‬انه‭ ‬تربي‭ ‬في‭ ‬ملجأ‭ ‬وعاني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬طفولته‭ ‬،‭ ‬وأضاف‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬سمح‭ ‬باللهو‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬بصحبة‭ ‬صديقها‭ ‬معاذ‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬تركهما‭ ‬ونزل‭ ‬لشراء‭ ‬سجائر‭ ‬من‭ ‬المحل‭ ‬المجاور‭ ‬لمنزله،‭ ‬وشريطين‭ ‬من‭ ‬الأقراص‭ ‬المخدرة‭ ‬‮«‬أماتريل‮»‬‭ ‬،‭ ‬وبعد‭ ‬تعاطيه‭ ‬الأقراص‭ ‬المخدرة‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬معاذ‭ ‬ان‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬شقته‭ ‬لان‭ ‬والدته‭ ‬كانت‭ ‬تنادي‭ ‬عليه‭ ‬وظلت‭ ‬شهد‭ ‬معه‭ ‬بمفردها‭.‬

وقال‭ ‬باكيا‭ ‬‮«‬‭ ‬مكنتش‭ ‬اقصد‭ ‬اقتلها‭.. ‬انا‭ ‬كنت‭ ‬بحب‭ ‬الاطفال‭ ‬وعمري‭ ‬مافكرت‭ ‬اقتلها‭ .. ‬واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬بمحاولته‭ ‬التعدي‭ ‬عليها‭ ‬واغتصابها‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬بدأ‭ ‬يلهو‭ ‬معها‭ ‬قائلا‭ ‬سوسته‭ ‬البنطلون‭ ‬مفتوحه‭ ‬،‭ ‬اخلعيه‭ ‬حتي‭ ‬اصلحه‭ ‬لكي‭ ‬،‭ ‬وبكل‭ ‬براءة‭ ‬خلعت‭ ‬الطفلة‭ ‬البنطلون‭ ‬،‭ ‬فحاول‭ ‬التعدي‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬الطفلة‭ ‬صرخت‭ ‬وحاولت‭ ‬ان‭ ‬تنادي‭ ‬علي‭ ‬والدتها‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬المتهم‭ ‬إلي‭ ‬محاولة‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬بخنقها‭ ‬بيديه‭ ‬حتي‭ ‬فقدت‭ ‬الوعي‭ ‬فقام‭ ‬بسحبها‭ ‬إلي‭ ‬دورة‭ ‬المياة‭ ‬وطعنها‭ ‬وذبحها‭ ‬من‭ ‬رقبتها،‭ ‬وتخلص‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬الجثة‭ ‬باخفائها‭ ‬داخل‭ ‬كيس‭ ‬بلاستك‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬احدي‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬بقطارات‭ ‬السكه‭ ‬الحديد‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬علي‭ ‬القفز‭ ‬داخلها‭ ‬لسرقه‭ ‬ركابها‭.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل