المحتوى الرئيسى

محمد موافي يكتب : نريد جملة مفيدة

06/24 19:01

ليس سوى أن تريد ..أنت فارس هذا الزمان الوحيد..لكن أولا اعلم بالضبط ماذا تريد؟وتسمحوا تقولولنا نقعدوا فين... العبارة الشهيرة على لسان بطل الفيلم الصعيدي,لخص بها  كثيرا من موقفنا الحالي ,قولوا لنا أين نقعد أين نعمل وماذا نعمل ؟نريد جملة مفيدة,نريد مشروعا مصريا نجتمع عليه,فلا يكفي أن ندعوا للعمل,فقد غاب مفهوم العمل في السنين الماضية,فالعمال يصنعون سلعا لا تباع والمصانع التي كانت تنتج سلعا مهمة تم بيعها ,والفلاح أصبح يزرع محاصيل ترفيهية أو محاصيل طريقها للتخزين والبحث عن مشتر حكومي,والطلبة أصبحت المذاكرة لهدف شهادة ودمتم ,والامتحانات صارت عبئا,ولو هي سهلة فالتضخم سمة المجاميع,ولو صعبة قلب أولياء الأمور الأمور على رؤوس واضعي الامتحانات .,مع أن المحصلة واحدة وأعداد المقبولين بكل كلية معروفة سلفا,وحتى ضابط الشرطة كان يحمي أمنا لا يعنيه,ويؤمن أشخاصا أصبح مصيرهم السجن,والتبست الأمور,ولم يقل لنا أحد :اعملوا كذا,وكلنا عطشى لجملة مفيدة,وهذا الشعب رائع لو قيلت له جملة مفيدة مختصرة.

وعلى مدى التاريخ كان كلما تلقى مثل هذه الجملة برع وتفانى و(أصبح )بعد أن (كان),فحينما دخل الفرنسيس وأمعن بونابرتة وجنوده في الأرض الفساد,قال الأعيان والأزهر الشريف جملة مفيدة فأصبحت القاهرة  بأهلها وبالشراقوة والمنايفة والبحاروة والصعايدة وحتى الشوام والمغاربة جمرات ثورة لا تهدأ,ولما قال محمد على باشا :سأبني مصر.,استجاب المصريون وأصبح كل مبتعث للخارج يشعر بمدى المسؤولية,وصارت نهضة من أول الفلاح الذي يجمع القطن وحتى العامل على المطبعة والجندي في الجيش الحديث,وهكذا ظل حالنا على مدى التاريخ والأمثلة كثيرة ولعل أقربها في الذاكرة قبل الثورة  قرار الجملة المفيدة بالاستنزاف وانهاء أسطورة الجيش المجرم الذي لا يقهر فقهرناه وعبرنا فوقه إلى أراضينا بالضفة الشرقية للقنال,وحينما كون شباب المحلة وعمالها جملة مفيدة بسيطة تجمعت إليها الجملة بعد الجملة  وتجاذبت حتى صارت مقالة الثورة.

وكان النظام المخلوع  يعتبر أن افتتاح  مشروع مجاري هو هدف قومي,وأن الاستدانة وبيع الغالي بالرخيص والرخيص بالغالي هدف قومي,وأن فوز المنتخب في إفريقيا هدف قومي,وأصبحت الأهداف القومية أغنية لتمورة في أعياد أكتوبر.

وبعد الثورة كان أجمل مشهد هو الأطفال والشباب يجمعون بضعة جنيهات من كل بيت لنظافة الشارع وإعادة طلاء الرصيف,وبقدر ما كان المشهد رائعا كان مدعاة للحسرة فهذه الطاقات تريد أن تحتشد وهي بحاجة لجملة مفيدة تشير لها إلى طريق واضحة.

والجملة المفيدة باختصار هي تحديد هدف لكل قطاع ,هدف واضح مخطط له ومحسوبة نتائجه ومراراته ونجاحاته,ونحن بحاجة لجلسات  أو مؤتمر صياغة وطن لا ينشغل بالدستور أولا  أو بالانتخابات ابتداء,ولا بالبيضة أم الفرخة,مؤتمر صياغة أهداف ومشاريع وأفكار كالتي قدمها العالمان الجليلان زويل والباز,وتلك المشاريع ليست من مهام الحكومة الحالية التي يبدو أنها بحاجة لتذكرتها بصفتها الغائبة وهي أنها حكومة تسيير أعمال وتصريف شؤون البلاد والعباد حتى إشعار آخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل