المحتوى الرئيسى

محكمة جنايات لمقاضاة "إسرائيل"

06/24 18:24

محمد الصياد

مواقف الكاتب “الإسرائيلي” “إسرائيل شامير” من الدولة الصهيونية تزعج قادة “إسرائيل” الذين أنكروا في البداية وجود كاتب “إسرائيلي” يحمل هذا الاسم “إسرائيل شامير” في الواقع العملي، وإنما هي شخصية مختلقة من قبل أجهزة الدعاية المعادية للسامية، على حد زعمهم بعد ذلك وحين لم يجدوا مناصاً من الاعتراف بوجوده، أقروا بأنه يسبب إرباكاً وإزعاجاً كبيرين ل”إسرائيل”، ولطبقتها السياسية ويحرجهما أمام الرأي العام العالمي، خصوصاً أنه يهودي ومن مواطني الدولة الصهيوينة .

لقد دأب “إسرائيل شامير” على توجيه النقد اللاذع ل”إسرائيل” ولسياستها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وهو لم يتوان عن كشف زيف ديمقراطيتها، خصوصاً في ما خص علاقتها بأبناء الشعب الفلسطيني وحقيقتها العنصرية . وكان هذا الكاتب اليهودي النزيه قد جال قرى الضفة الغربية فوق حمار وجالس وعاشر سكانها من العرب الفلسطينيين، وكتب بعد هذه الزيارة عن طيبة وكرم هذا الشعب الذي تعمل ماكينة الدعاية الصهيونية ليل نهار على تشويه سمعته والحط من قدره، حتى إن هذا الكاتب وصل لحد القول “إنهم (أي الفلسطينيين) أفضل منا نحن (اليهود مناقبياً)” .

في آخر إطلالة سياسية وثقافية وفكرية ل”إسرائيل شامير”، وكانت قبل أيام (11 يونيو/ حزيران 2011) على قناة “روسيا اليوم” الفضائية الروسية الناطقة باللغة العربية، طرح اقتراحاً جديراً بالاهتمام والدراسة، فتعليقاً على مواصلة “إسرائيل” ارتكاب جرائمها الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني من دون الاكتراث بردود الأفعال والملاحقات الجنائية والقضائية الدولية المحتملة لهذه الجرائم، وذلك لاطمئنانها على الحماية والغطاء اللذين تحظى بهما من قبل القابضين على مفاتيح صناعة القرارين السياسي والقضائي الدوليين، وتحديداً حكومات الولايات المتحدة وبلدان أوروبا الغربية، تعليقاً على ذلك يطرح “إسرائيل شامير” اقتراحاً بإنشاء محكمة جنائية إقليمية تختص بنظر الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني، وذلك رداً على تخرص وتنصل محكمة الجنايات الدولية من الاضطلاع بدورها في هذا الشأن، فهي ومنذ تأسيسها في روما في عام 1998 ودخولها حيز التنفيذ في الأول من يوليو/ تموز ،2002 خاضعة لنفوذ ومشيئة القوى الغربية، خصوصاً منها الولايات المتحدة التي وإن كانت رفضت التوقيع على معاهدتها، إلا أنها أثبت في أكثر من مناسبة أن المحكمة الجنائية الدولية باتت جزءاً لا يتجزأ من أدوات ممارسة السياسة الخارجية الأمريكية . وكما يقول “إسرائيل شامير” عن حق، فإنه ما لم تشعر “إسرائيل” بوجود ملاحقات قضائية جدية لكل جرم ترتكبه ضد الفلسطينيين الأبرياء، فإنها لن تتوقف عن مواصلة ارتكاب جرائمها .

الاقتراح، على ما نرى، يستأهل الدراسة، وقد يكون من المناسب أن تبادر الجامعة العربية للقيام بهذه المهمة، ومعها مهمة تسويق وترويج فكرته قبل إخراجها إلى العلن . ونعتقد أن الفكرة سوف تحظى بتأييد قوى إقليمية نافذة من قبيل تركيا .

الهدف، على ما نزعم، يتجاوز شكلية ومحتوى وأغراض إنشاء مثل هذه المحكمة الجنائية الإقليمية، فهو بالإضافة إلى ذلك يستهدف ويجب أن يستهدف إبقاء “إسرائيل” وقادتها وجميع أركان طبقتها السياسية، تحت الضغط المستدام . الضغط الذي لا بد أن يهز خصوصاً معنويات ضباط وجنود الجيش “الإسرائيلي” ومسؤولي السجون “الإسرائيلية” وجلاديهم، وكذلك استفزاز الضمير الأوروبي وإحراجه من أجل دفعه لاتخاذ مواقف جدية، وفاصلة في قضايا الانتهاكات والجرائم “الإسرائيلية” .

*نقلا عن "الخليج" الإماراتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل