المحتوى الرئيسى

الكذبة الثورية ... من النكسة إلى النكتة بقلم:الخمالي بدرالدين

06/24 17:28

الحقيقة المرة التي كشفتها انتفاضات بعض الشعوب العربية في سنة 2011 عمليا وبحجج قاطعة خاصة في الدول ذات النظام الجمهوري العسكري ، أن من يحكم تلك الجمهوريات العربية ، هم مجموعة من العصابات الإجرامية المنظمة ، التي مصت دماء الشعوب و سرقت خيرات الأوطان و عبثت بالقيم و الأخلاق وباعت القضايا القومية المصيرية بتواطؤ رخيص مع أعداء الأمة ، كان رأسهم وقائدهم إلى مزبلة التاريخ ، هارب تونس بن علي ، الذي حارب القيم الإسلامية الأصيلة ، و الحريات الفردية و الجماعية في التعبير و الممارسة السياسية و النقابية و الحقوق الإنسانية التي ضرب بها عرض الحائط وأذاق شعب تونس الويلات ، تحت أنظار وسمع الدول الغربية بل وبدعمهم المباشر ، وثانيهم مبارك الراحل إلى شرم الشيخ الذي حول مصر إلى إقطاعية كبرى له ولزبانيته ، و الباقون هم أخس و أحقر ، كمجنون ليبيا و أهبل اليمن و أسد سوريا العقور ، وكلهم على شاكلة أولهم ، بل هم أشد بأسا وأطغى

القاسم المشترك ، بين هذه العصابات الحاكمة من حيث الشكل هي أنظمتهم الجمهورية العسكرية الانقلابية، أو الثورية حسب زعمهم، وهيهات مما يزعمون، هم و أيديولوجياتهم المزعومة التي أسقطت عنها الشعوب العربية ورقة التوت الأخيرة، وشاء الله تعالى أن ينكشف الغطاء عن بشاعتها و يظهر للعالمين انحطاطها الأخلاقي ، وفساد أطروحاتها القيادية ، كما هو الأمر بالنسبة لسوريا حيث ينص دستورها ، أن حزب البعث هو القائد للدولة و المجتمع ـ لكن القائد إلى أين ؟ إلى الهاوية طبعا ، و القائد بمن ، بأسرة حافظ الأسد ووريثه المفدى بشار

الانقلابات العسكرية التي حدثت على عدد من الأنظمة الملكية ببعض البلدان العربية منذ بداية الخمسينيات، والتي شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الأمة العربية، بدأً بانقلاب الضباط الأحرار بمصر الذي كان إبانه نقطة فاصلة في التاريخ القومي العربي ، باعتبار الشعارات التي كان يرفعها الضباط الأحرار ، ولحجم الآمال التي عقدتها الجماهير العربية من أجل رد الاعتبار لهزيمة 1948 ، و دعم الشعوب العربية الرازحة تحت نير الاستعمار لتنال استقلالها ، وفعلا فقد لبى جمال عبد الناصر هذه التطلعات بسياسته العملية التي جمعت في مضمونها بين التوجه الاشتراكي و الروح القومية ، لكن ويا أسفاه على ما حدث بعد ذلك وعلى النتائج الكارثية التي خلفتها ، من النكسة إلى النكتة ...نكتة القذافي طبعا حول حبوب الهلوسة ....ونكتة بشار حول المندسين ، الذين فاتهم الكطار على حد تعبير علي صالح الراقد بمستشفى الرياض ، بالمملكة السعودية راعية الرؤساء المخلوعين وضامنة مأواهم الأخير قبل لقاء رب العالمين .

لقد كانت تلك الانقلابات ـ مقلبا ـ كبيراً ـ شربته الأمة العربية على حد تعبير إخواننا المصريين ، لم يوقظنا منه سوى البوعزيزي رحمه الله ، حين حرق نفسه فحرق الخرافة العسكرتارية القومية العربية وكذبتها ، فلله ذره من شمعة .

كما أن البقية الأخرى من الأنظمة العسكرية ، دورها قادم لا محالة ، خاصة في الجزائر و السودان ، ويكفي أن نذكر أسماء البلدان العربية التي وقعت بها انقلابات عسكرية ، حتى نتخم بحجم الكوارث الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي راكمتها ، وطبيعة الحكام والساسة الذين أنجبتهم ، حتى أن تعداد تلك الكوارث وتفصيلها للناس الآن يعد مضيعة للوقت ، باعتبار أن الكل أصبح يعرفها يقينا و يحزن لها ولا شك .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل