المحتوى الرئيسى

غزة.. مدينة رفاهية أم مدينة النكسات؟!بقلم:حسام خضرة

06/24 22:15

غزة.. مدينة رفاهية أم مدينة النكسات؟!

كتب/ حسام خضرة

ربما سألجأ هذه المرة إلى معارضة بعض ما كتبه الآخرون لأنظم بعضاً مما أراه واقعياً بعض الشيء على غرار ما كتبوا، فالمتجول في قطاع غزة يدرك كم الرفاه الاجتماعي الذي بدء يتوفر شيئاً فشيئاً تبعاً للتحول الفكري الذي بدأت تؤول إليه عقول الكثير من الناس، فلا يكاد يخلو شارع أو حي من مكان ما للترفيه؛ منها ما هو متواضع ليناسب دخل غالبية أفراد المجتمع، ومنها ما هو فاخر يرتاده أناس ربما يسعفهم في ذلك مستواهم الاجتماعي.

وبعيداً عن عالم النكسات التي يحياها المواطنون هنا، فإن مجموع الأشخاص الذين يرتادون تلك الأماكن ليس بالقليل، والمدقق في الأمر يتضح له أن مستوى الرفاه الاجتماعي لهؤلاء الناس ربما يكون ضمن الإطار العالمي الذي غالباً ما نراه في التلفاز، لعدم مقدرة الغالبية على السفر لرؤيته حقيقة واقعة؛ فالسيارات الثمينة والملابس الراقية والعطور الزاهية، جميعها مظاهر بدأت تطفوا على السطح بسبب تلك الظواهر التي اجتاحت المجتمع.

والمهتم بذلك فعلاً يرى أن مستوى الرقي لهذه الأماكن بدأ يأخذ نهجاً ربما يكون أوروبياً بعض الشيء، فترتيب الطاولات بات يشكل نماذج لا نراها إلا بالأفلام الرومانسية، وملابس النادل الرسمية تتسم بأناقتها بشكلٍ ربما يشعرك بأنك ترى باريس أمامك من أعلى قمة إيفل، ولكم تشعرك طريقة التقديم التي يتفنن بها كل مكان من هذه الأماكن بغرض راحة الزبائن الذين بدءوا بالاعتياد على أن الزبون هو سيد المكان يفعل ما يشاء دون أدنى مستوى من الأخلاق التي من الممكن أن يتعامل بها البشر أحياناً.

شيء ربما يشعرك بأنك بمعزل عن غيرك من المنكوبين هنا، فقد بدأت ملامح الانقسام الاجتماعي تبرز بشكل جلي خلال فترة باتت قريبة، مما يشير إلى قرب اختفاء إحدى الطبقات الطبيعية الثلاثة في كل مجتمع، لنصبح إما أعلى أو أسفل دون نظرة وسطية تمكن الفرد من ممارسة حياته بصورةٍ طبيعية بعيداً عن التكلف الزائد.

والمتحدث إلى أحدٍ ما في الخارج واصفاً ما يراه هنا يعطيه انطباعاً بأنه يعيش في أرقى المدن العالمية التي تتسم بأسماء الأماكن الفاخرة، والتي قلما نجدها في بلدان أكثر منا حداثةً وتقدماً، بغض النظر عن حياة الناس شمالاً وجنوباً، وبجزء من الوسط بسمتها البسيطة بشدة، وربما تميل أحياناً إلى الفقر المدقع الذي قد يصل إلى عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة.



وربما يكون هناك شيء من الغرابة حين يدرك المنكوبون هنا أن من يمتلك غالبية أماكن الرفاه الاجتماعي في قطاع غزة هم الثلة التي تتحكم في أنفاس الناس، فتارة ينعتونهم بالصامدين المرابطين، وتارةً أخرى يدللون لهم ببشائر النصر المبين؛ حتى بات الناس لا يلتفتون إلى شيء مما يقوله هؤلاء ولا أيٍ من أولئك الجالسين هناك، منتظرين استرجاع ما فقدوه على مدار أربع سنواتٍ سابقة، فالناس قد بدأت باكتشاف خيوط الحقيقة التي يتخفى خلفها الكثير، تحت ظل الوطنية وتحرير الإنسان الذي بات مستعبداً في أرضه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل