المحتوى الرئيسى

الكنيسة أفسدت العالم بقلم محمود طراد

06/24 14:05

الكنيسة أفسدت العالم

كانت دور العبادة فى أول الأمر موضوعة لهدفها السامى وهو العبادة ، ثم تحول الأمر وانتهى الهدف السامى بعد موت بعض الأنبياء فتحولت ديانتهم إلى تحريف وكذب واستغلال للشعوب باسم القداسة والروح والرب ، ومن بين أولئك الانبياء سيدنا عيسى عليه السلام ، متمثلاً ذلك فى المسيحيين الذين ينتسبون إليه ، استغل كل منهم سلطته المقدسة فأمر ونهى وأخذ وسلب باسم صكوك الغفران وباسم الدين والملة .

هذا ما فعلته الكنيسة ! وصكوك الغفران باختصار هي الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب على الخطايا والتي تم العفو عنها ، يختلف كل منهم حسب ذنبه فهذا يدفع بالجنيه السودانى والآخر بالمصرى والثالث بالدولال والين !! وينتهى الأمر .

وه1ا ما دعا مارتن لوثر إلى حركة الإصلاح البروتستانتى ، لست متعجباً من هذا ففى الكتاب المقدس _ وقد قرأت من التوراة والإنجيل ما يزيد على 80 % قراءة ودراسة وقمت بتدريس النصرانية بالأكاديمية الإسلامية فاقتربت مما هو أفظع من هذا

لقد أمست المعرك فى أوروبا هى المعارك مع الكنيسة التى كانت تريدج إغلاق العقول وكبت الشعور ومصادمة الحق والعقل ، كانت تريد للناس أن لا يخرجوا من بوتقة الإيمان المطلق الذى لا يقوم على هدى العقل الذى خلقه الله لا ليكون عبثاً وإنما ليكون مرشداً .

الأرض كروية .. هكذا اكتشف العلم ، وبالمناسبة فالقرآن الكريم قد قال بكروية الأرض منذ نزل على النبى صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) وقال تعالى ( والأرض بعد ذلك دحاها ) فارجع غلى التفسير العلمى لهذا الآيات فى مظانها .

نعم الأرض كروية هكذا قالوا ، وهى ليست مركز الكون ، هكذا اكتشفوا ، أما الكنيسة فخافت ، إنها وجدت العلم ونوره يصل إلى عقول من تسيطر عليهم الكنيسة ، وإن معنى هذا أنهم سيفكرون ألف مرة قبل الاستجابة لما تقوم عليه الكنيسة من خرافة .فقامت الكنيسة بردة فعل ، هذه الردة فعل لم تكن باليسيرة ، فلقد فقدت اللكنيسة عقلها وهى تشاهد صولجانها بدأ يسقط على حافتى نهر العلم بعد أن دمرتها أمواجه .

قتلت الكنيسة العلماء

قثل كوبرنيكوس الذي قال ان الأرض كروية و كفرتة الكنيسة من اجل رأيه واحرقته بتهمة الزندقة بعد ان رفض ان يتنازل عن رأيه وهو ما كاد ان يتكرر مع جاليليو لولا انه تراجع وقال لهم جملته الشهيرة لا تريدونها كروية اذن هيا ليست كروية .

طغيان الكنيسة

لم يكن لذلك الطغيان صورة واحدة ، لقد كان هناك الطغيان الروحى حيث ادعى الكنسيون أنهم الوحيدون الذين يستطيعون تفسير الكتاب المقدس وهذا يعنى أنهم الوسيط بين الإله والناس ، لذا كان من حقهم الغفران والحرمان ( وحق الحرمان شبح أخاف أفراد الشعب ) ، واسألوا البريطان ماذا حدث لهم حينا حدث خلاف بين البابا وبين الملك يوحنا ملك الإنجليز ، لقد حكم البابا بحرمانه وحرمان أمته فعطلت الكنائس عن الصلاة منعت عقود الزواج وكان الناس يذهب بهم إلى الفبور بلا صلاة عليهم .

واسألوهم عن محاكم التفتيش :

إستُخدِمَت بشكل عام لمحاكمة المهرطقين بواسطة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وكان ذلك من خلال محاكمات إكليريكية أو المحاكم التي كانت تقيمها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لقمع أو مكافحة الهرطقة، وكانت مهمتها اكتشاف السحرة ومعاقبتهم حيث قامت محاكم التفتيش بحرق 59 امرأة باسبانيا، 36 بإيطاليا و4 بالبرتغال، بينما قامت محكمة القضاء المدني الأوروبي بمحاكمة 100 ألف امرأة، 50 ألف منهم تم حرقهم، 25 ألف بألمانيا خلال القرن السادس عشر من أتباع مارتن لوثر. وكانت سلطة محاكم التفتيش على أتباع الكنيسة من المعمدين فقط، والذين كانوا يشكلون الغالبية من السكان، لكن كان ممكنًا لغير المسيحيين أيضًا أن يحاكموا بتهمة سب الدين ) راجع ذلك بالموسوعة الحرة ويكيبيديا .

كان من الممكن أن نقول تهمة سب الدين ليست سهلة .. ولكن ماذا نقول حينما نرى أمثال جاليلو وغيره يحكم عليهم بالإعداد وينفذ هذا الحكم إلا من رجع عن نظرياته مثل جاليلو والذى كان قد وضع تحت إقامة جبرية . اسألوهم إن كانوا ينطقون .

من هنا بدأت القرارات الحاسمة فى الانفصال عن الكنيسة وبدأ الحرب التى انتهت ولا شك بسقوط الكنيسة أمام نهضة العلم ، وهزمت الكنيسة العاتية على دماء المكتشفين الذين أحرقتهم وقتلتهم بتهمة العلم ! .

وبدأ الناس يشعرون أن الحرية والراحة والسعادة هى فقط بالابتعاد عن الدين المتمثل فى الكنيسة ، يبدو أنها سنة سيئة ، أن يرى فعل سىء من متدين فيترك الدين بسبب فعله ، لكن على كل الحمد لله أن هذا فقط حدث مع الكنيسة ، تلك السعادة التى بحثوا عنها أوحت إليهم أن يتركوا الدين وأن يفصلوه عن الدولة وحكمها لأن الكنيسة كانت مسيطرة على الحكام المولوك بسبب هذا الطغيان الروحى .

من هنا نشأت العلمانية والتى تعنى فصل الدين عن الدولة ، فرأوا إنشاء دساتير لا تمت إلى الدين بصله ولكن يختار الشعب حكمه وحاكمه وقوانينيه التى يسير عليها حتى وإن تعارض هذا مع الدين .

فالديمقراطية حكم الشعب للشعب لا حكم الشرع للشعب ، ليس هناك مرجعية دينية للدستور ، وليقل غير هذا من يقل ، ولينعق كل ناعق بتحريف هذا الكلمة كيف شاء .

الليبرالية تعنى الحرية والليبرالى هو الحرر أو المتحرر ، هذا التحرر شمل ، تحرر من كل سلطة تحرر من كل سطو تحرر من كل قيد حتى من قيد الدين والسلطة .

الحرية تيار يشبه تيار العلمانية ولكن بينهما فارق :

فالعلمانية التى تدعوا إلى فصل الدين عن الدولة ما هى إلا جزء من الليبرالية التى تعنى فصل الدين عن مناحى الحياة حتى حياة الأفراد ، إذ لا بد أن تكون حرية الأفراد هكذا : يفعل ما يشاء ، يلبس ما يشاء يتزوج شرعياً أو مدنياً جارته أو أخته ، هو حر هو ليبرالى !

والظاهر من التاريخ أن الليبرالية ظهرت كردة فعل تجاه سطوة الكنيسة والإقطاعيين ، فالكنيسة التى كانت تنادى أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، لم تكن على علم بأن هذا القهر القيصرى لن يدوم وسيطال الناس الكنيسة بإعلاء حرية الأفراد على الجماعة و وضع الفرد فى مكانة مطلقة أعلى من الجماعة فالفرد هو الأساس فى العملية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .

هكذا بلا خوف أطلقت الأصوات فى وجه الكنيسة .

لكن أما وقد تغير وجه الليبرالية فالنداء بالحرية ليس حراماً ولكن الليبرالية كحركة تنادى الآن بالحرية المطلقة ، بالتحرر المطلق حتى من الدين ، شرب الخمر حرية الزنا حرية ، الردة وترك الإسلام حرية

الليبراليون يدعون إلى فصل الأخلاق عن الأديان واعتبارها بشرية تواضع عليها الناس .

فأن رأى الناس أن العرى من الأخلاق العرفية للمجتمع فبها ونعمت وخل الدين جانباً !!

هل هنا ك عاقل مسلم يرضى ؟ والسبب الكنيسة وسطوتها قديماً .

النبية الأخلاقية لدى الليبراليين تقول بأن فكرة الخير والشر تتغير بتغير اللزمان والمكان " ألا يعل هؤلاء أن هناك ثوابت فى الدين لا تتغير وإن تغير الزمان والمكان ؟ النسبية تقول لا بد أن تعتقد أن كل إنسان على حق من وجهة نظره يختار لنفسه الأخلاق التى يعيش عليها ، ومن هنا فلا مانع من انتشار الشذوذ الجنسى طالما كان الشذوذ منفعة وسعادة لمن طلبه ، نشر الرذيلة بحجة السعادة والمنفعة الإباحية ، التفسخ الأخلاقى ... الخ

من يعرف عن نظرية السيادة فى الفكر الليبرالى :

وهى فى الأصل نظرية فرنسية نشأت فى نهاية العصور الوسطى وقد نص الدستور الفرنسى على أن السيادة تكمن فى الشعب وليس لأى قسم أن يمارس سلطة الشعب بكاملة " فأن تذوب الهوية الدينية مع هوية أقليات غير مسلمة داخل الشعب هذا هو المطلوب .

فالدعوة إلى إلغاء المادة الثانية من الدستور هو الطريق إلى مبدأ سيادة الشعب حتى لا يكون الدين هو مصدر السلطات بل الشعب هو المصدر ، الليبراليون والكنيسة يقفون جنباً إلى جنب حتى تلغى تلك المادة والسبب الأول هو الكنيسة قديمًا .

الإنسانية :

يقوب دكتور محمود الصاوى فى كتابة الفكر الليبرالى تحت المجهر " النزعة الإنسانية مذهب فلسفى أدبى مادى لا دينى يؤكد فردية الإنسان ضد الدين ويغلب وجهة النظر المادية الدنيوية وهو من أسس فلسفة كونت الوضعية وفلسفة بنتام النفعية وكتابات برتراند الإلحادية " وهو ينقل من الموسوعة الميسرة للأديان .

الإنسانيون كما نقل الدكتور لا يقرون بالأخلاقيات والقيم التى جاءت من الخالق سحانه فهم بذلك يقفون فى وسط طريق الإلحادية .

المعيار فى كل شىء هو الإنسان ، يضع لنفسه قيماً وأخلاقاً ومعتقدات كما يشاء ، لقد جاءت الإنسانية لتعلى من صفة الإنسان ليرقى إلى مرتبة الإلوهية لنفسة _ عياذاً بك اللهم _

وقد قدم الدكتور عبد الرحمن بدوى _ الكلام لدكتور الصاوى _ تلخيضاً وافياً لخصائص النزعة الإنسانية يبين فيها الآتى :" معيار التقويم هو الإنسان أخذا بقاعدة " الإنسان مقياس كل شىء " فهى تحرر الإنسان من كل مؤثر خارجى سواءً كان فيزيائياً مادياً أو كان إلهًا ( ولاحظ كلمة إلها .. الكاتب ) أو آلهةً متعالية ).

هذه حركة أخرى أو مبدأ آخر نشأ وهو الآن يسعى إلى الانتشار وهو هو فكر الليبراليين المنتسبين إلى الإسلام والسبب فى نشأته سطوة الكنيسة .

والسؤال الآن :

هل هناك مسوغ للمسلمين يجعلهم بنتمون إلى تلك الأفكار الواهية الموضوعة التى لا لا تمت إلى الإسلام بصلة ؟ إذا كانت الكنيسة قد أبغضت الناس فى الدين فما ذنب الإسلا؟ ، إذا كانت الكنيسة قد أحرقت العلماء ومنعت العقل من التفكير والسير خلف هرطقات العلم كما أسمتها فما ذنب الإسلام ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل