المحتوى الرئيسى

ولكن ما هى «النخبة»؟

06/23 08:04

لا أحترم من رموز النظام القديم، الذين لم يرتكبوا جرائم سوى من يصمتون تماماً، ويدركون أن نظامهم سقط بإرادة الشعب، وأن اعتزال العمل العام هو القرار الأخلاقى الوحيد، والشىء الذى يمكنهم به خدمة الوطن هو كتابة المذكرات، أو شهادة كل منهم على ما شاهده بعينيه وسمعه بأذنيه، وبأكبر قدر ممكن من الوثائق.

ما الذى يمنع أى إنسان، خاصة إذا كان يملك من المال ما يكفى أن يستمتع بحياته بعيداً عن السلطة بعد أن يتركها بإرادته أو رغماً عنه. كل إنسان وكل شعب يجب أن يغفر لغير المجرمين، لكن يجب ألا ينسى حتى لا تتكرر المهازل. المجرم يعاقب بالقانون، والمخطئ يعاقب بعدم نسيان الخطأ الذى ارتكبه.

وقد شاع فى النظام «البائد» أن رموز النخبة المصرية هم فقط العشرة المبشرون بالجنة على الأرض، الذين كان يلتقى معهم الرئيس السابق تارة من الكتاب وأخرى من الفنانين، وشاع أن «المثقف» هو الكاتب أو الفنان أو الصحفى، والحقيقة أن «المثقف» هو أى مواطن يهتم بالعمل العام والشأن السياسى سواء كان مهندساً أم طبيباً أم محامياً أم فلاحاً أم عاملاً من كل الأجيال ومن كل المهن والطبقات.

وكل التقديرات تجمع على أن من اشتركوا فى الثورة من الإسكندرية إلى أسوان مروراً بالقاهرة وميدان التحرير لا يقل عددهم عن عشرة ملايين مواطن ومواطنة، وهؤلاء هم نخبة الثمانين مليون مصرى، وهذه النخبة لها رموز من الشباب وغير الشباب، وهم من يجب أن يقوم الجيش الذى اشترك فى الثورة، وكان له الفضل فى نجاحها باختيار من يصلح منهم لقيادة مصر بعد الثورة. صحيح أن الثورة لم يقم بها حزب يريد السلطة، وإنما شعب يريد أن يراقب السلطة، ولكن المنطقى والطبيعى أن تكون القيادة فى المستقبل لقيادات الثورة أو من يؤمنون بها.

واستبعاد كفاءات غير فاسدة من النظام السابق كارثة على النظام الجديد، مثل الدكتور سمير رضوان، ومثل عصام شرف ذاته، الذى كان وزيراً فى حكومة نظيف الأولى واستقال، والفرق بين عهود عبدالناصر والسادات ومبارك أن الأول حكم برجال الملك، الذين تعلموا فى عهد تداول السلطة، والثانى حكم بمن تبقى منهم، أما الثالث فقد حكم بمن تعلموا بعد ثورة 1952، وكان أكبرهم فى العاشرة. الآن علينا أن نعلم قيادات مصر بعد عشرين سنة أن الحرية أهم شىء، ومن يبع الحرية من أجل أى شىء يفقد الحرية وكل شىء.

[email protected]

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل