المحتوى الرئيسى

ابنة العوا: لا يجوز إخراج رسالتي من سياقها.. وسأدعم والدي

06/23 02:59

كتب- أيمن شعبان:

قالت الدكتورة فاطمة سليم العوا إنها كتبت الرسالة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام مؤخرا، في عام 2009، من واقع معطيات اللحظة آنذاك، لأبيها ولبعض المفكرين المصريين للالتفاف حول القادم الجديد من الخارج دفعا لعجلة التغيير.

وأضافت فاطمة في رسالة بثتها عبر صفحة " محمد سليم العوا رئيسا لمصر " بفيس بوك الأربعاء : احتراما من الأب والمعلم والمفكر لما كتبت، رغم اختلافه مع كثير من تفاصيله، تفضل بوضعه على صفحته الإلكترونية ودعا إلى حوار فكري مع تلامذته وأبنائه حول ما تضمنته الرسالة، وكان هذا في إطار حوارٍ حَكَم حياتنا الأسرية بكل فروعها وأصولها، حوار لم يتوقف منذ نعومة أظفارنا حرص عليه كل الحرص الأب السياسي والمفكر.

وأكدت فاطمة على تجاوز الواقع السياسي بثورة 25 يناير المجيدة، كل الافتراضات والنظريات السياسية قبل الثورة، حيث هدمت الثورة كل ما كان قبلها، ودفنته بما لا يقبل الإحياء، وغيرت جميع المتاحات، ولا يقوم في المنطق السياسي السديد استخدام ما قيل في وضع معين وإنزاله على وضع آخر مغاير له في كل الظروف.

وشددت على انه لا يصح ولا يجوز إخراج ما كتبت في رسالتها عن سياقه، واستخدامه في سياق الترشح للرئاسة، مؤكدة وقوفها إلى جوار والدها وتأييده له كمرشح للرئاسة، بوقتها وجهدها جزء من حملة أبيها الانتخابية، جندية من جنودها الكثر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وتابعت قائلة إنها لا تري أية صلة إطلاقا بين ما تضمنته رسالتها عام 2009 ، و بين وقوفها التام والكامل إلى جانب أبيها فيما أقدم عليه بعد حدوث التغيير الذي تمناه كل مصري فعلا بثورة 25 يناير، والفارق بين الأمرين جلي، لا يحتاج أصلا إلى بيان، على حد قولها.

وكانت قد تداولت في وقت سابق رسالة كتبتها ابنة العوا في وقت سابق عنونتها بـ" لماذا نعم للبرادعي؟؟.. من جيل الوسط إلى جيل الآباء" قالت في جزء منها:" أكتب غيرة على وطني الذي أنتم عليه أحرص وبه أعلم، وددت أن أبثكم ما يعتمل في صدري وصدر كثيرين ممن ينظرون إليكم قدوة ومثلا وأملا لوطن على حافة الهاوية.. على مر الأربعين سنة الماضية شاهدت بأم عيني وصول مشهدنا المصري الآني للآتي:

1. لقد عمت الفوضى كل أرجاء الوطن وضرب الفساد بأطنابه كل ركن في بلدنا دون فعل جدي من المسيطرين على زمام الأمور لتغيير الواقع بل بمساهمة منظمة منهم في زيادته.

2. انهارت كل المرافق الرئيسية، التعليم والصحة والمواصلات، وحتى النهر الذي وهبنا هذا الوطن، يفرط في حقوقنا التاريخية فيه بمزاعم عدة مبعثها إما جهلا أو ضعفا، مما لا يهدد فقط المستقبل، ولكن يهدد حالة الوجود، حالة الكينونة المصرية.

3. لم تتداول السلطة في مصر منذ اغتيال الرئيس السادات.

4. توغل أصحاب الأموال بحيث أصبح كل ما في البلد للبيع وكل شيء له ثمن، إلا الإنسان المصري الذي رخص إلى درجة إطلاق الرصاص عليه وهو يحاول أن يبحث عن لقمة العيش الحلال في الدول المجاورة، إطلاق الرصاص من قبل جنود بلده لأنه يحاول التسلل خارجا من البلد!!

5. لا توجد مشاريع نهضوية مصرية، أجهض المشروع الاشتراكي الناصري بموت عبد الناصر والمشروع الساداتي ولد بلا جذر فمات بموت منشئه، لم يحل محلهما كما كان متوقعا المشروع الإسلامي، الذي انحسر اليوم في خمسة فرق إن صح التعبير:

a. الفريق التائب، السجناء القدامى، مبادرة نبذ العنف أخرجتهم نعم، ولكن أخرجتم جلوسا، لا يقف فيهم أحد، ولا يتصور وقوف أحدهم في القريب بعد تضحيات لا يعلمها إلى الله دفاعا عن ما ظنوه حقا، من عمر وعائلات عاشت تحت القهر الأمني، بعد تلك الأثمان الهائلة التي دفعوها لا يتوقع أن نرى منهم مساهمات في الحياة السياسية.

b. الإخوان، وهم يدفعون أثمانا غالية لما لا يشترون، لا فعل، هذا هو شعار ما اعتقدنا أنه قوة الشارع الضاربة، تلك القوة الضاربة التي لا نراها يوما إلا في الجنائز.

c. الوسطيون، أو اصحاب المشاريع المستقلة، لا يستطيعون خروجا من عباءة الإخوان ولا يعرفهم رجل الشارع.

d. المشايخ، هم أفراد وأحيانا فرق عدة "جبهة علماء الأزهر" ولكن انحسر دورهم إما في الفتوى أو في التصدي لفساد المؤسسة الدينية وتدجينها ويالها من مهمة تستغرق بدل العمر الواحد أعمارا، فحفظهم الله لها.

e. الدعاة الجدد، نوع جديد من المشايخ لا يخوض حروبا حقيقية، قضاياه شكلية تفرغ الطاقات بلا مردود حقيقي على قضية الوطن الكبرى.

5. فقدت مصر ريادتها العربية. تنطلق الكلاب السعرانة بعد مباراة كرة قدم ليقول أحد المذيعين بالنص داعيا الجماهير المصرية إلى أن "اذهبوا لكل بيت...أطردوهم...كل بيت لا تتركوا أحدا...." بلا حساب وبلا مراجعة من أحد.

6. فقدت مصر ريادتها الإسلامية. مثال ذلك قيام شيخ الأزهر بالتطوع للقاء حاخامات اليهود من تلقاء نفسه مدا ليد العون لليهود الغلابة يا عيني...

7. فقدت مصر ريادتها الإفريقية. إلى الحد الذي تقوم فيه السعودية بدور الوسيط للمصالحة بين السودان وتشاد. وقطر بدور المصالح بين الفرق الدرفورية المتناحرة.

8. أطلق النظام الحالي وسائله الإعلامية في حملة منظمة منهجية لتحويل الشعب المصري من شعب مثقف، عامل، إلى شعب خامل تحورت لديه منظومة الأخلاق التقليدية، أو شعب منهك، متعب، كفاحه لا يقوده إلى أية نهاية منطقية، تمحور هدف الغلابة والمطحونين حول ربح المسابقات التي تقدم الشقق والسيارات، نشهد تدهورا حادا في الخطاب والتفكير، الأمر الذي أوصل تكتل المعارضة الوحيد الذي يتحرك في الشارع إلى تبني شعار غريب في محاولة لخلق حراك اجتماعي وسياسي ضد التوريث المرتقب، الشعار يدل على الثقافة المصرية الحالية "ما يحكمش".

9. لا يوجد قادة واضحون، أعني قادة يمكن أن تكون لهم منابرهم التي منها يخاطبون الناس ويجمعون القوة اللازمة للتغيير.


10.أحدث النظام لبسا خطيرا في مفهوم الأمن القومي وفي تعريف من هو العدو. ساهم هذا في خلط الأوراق المصرية وتقليص "لحد العدم" دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية.

11.فقدنا الأمان بكل جوانبه، الاجتماعي، السياسي، القومي لا يوجد استثناء، يخطف الأطفال ويقتلون أو يعتدى عليهم في جرائم وحشية تعود بنا إلى القرون الوسطى وإلى عصور ما قبل الأديان ولا يتحرك أحد، تقتل أسر بأكملها ولا يجد الأمن الفاعل، وتحفظ القضايا أو تلفق، تفبرك التهم للمتهمين في قضايا الرأي العام ولا يتحرك أحد. أصبحت مصر وفقا للتقارير الدولية مركزا مهما ونشطا للإتجار في البشر، ولا تفعل الحكومة إلى الإنكار.

12.أظهرت الوسائل التقنية نمطا جديدا من المقاومة متمثلا في المدونين، حركات شبابية كحركة 6 إبريل وغيرها، صاحب هذا إضرابات عمالية واسعة النطاق اعتراضا على السياسات الاقتصادية للدولة ولكن كل هذا يتم بعشوائية شديدة وبلا قائد حقيقي يقود ويفكر ويصنع التغيير.

13.لقد وصلت مصر، وطننا الذي لا وطن لنا غيره لمرحلة غير مسبوقة من التردي.

14.من قلب كل هذه الظروف السابقة تخرج الأقليات في محاولات يائسة للحصول على حقوقها، أو في محاولات مستقوية بالغرب للحصول على ما يمكن أن تفرزه حقبة الضعف هذه من مكاسب وإن كانت غير عادلة.

ما العمل لتغيير هذا الوضع غير المسبوق في التاريخ الحديث لمصر، والهاجس الأمني، المعتقل، البهدلة، تتربص بكل معارض علني للنظام، وخصومة النظام فُجر مع معارضيه وتربص بالعِرض والمال والولد.

التغيير لن يأت من الشارع في غيابة الزعامة، لم ينزل المصريون الشارع طوال تاريخهم إلا مرات معدودة وكانت مصحوبة بوجود زعامة تحرك الأمور أو تفرضها فرضا.


 


اليوم في غياب هذه الزعامة لن يتحرك المصريون إلا تلك الحركات العشوائية التي لا تقود إلى شيء، تعبر نعم عن غضب عارم، احتجاج هائل ولكن...ما النتيجة علاوة هنا علاوة هناك وتخمد الأصوات في مسيرة الأفواه الجائعة والتعليم و...و..و... .

اسمينا جيل الوسط الذي تربى على موروثات التعذيب في السجون ورأيي المعارضين يطاردون وينكل بهم، وشاهد السادات يقتل في منصته ووسط رجاله، وشاهد كذلك الإسلامبولي في القفص يلوح بعلامة النصر، عشنا رعب الدم في الشارع والمواجهات المسلحة على قارعة الطريق، عشنا خوف الأهل علينا ودفعهم بنا إلى التعلم، كنا صغارا نسأل... نود أن ننضم لتلك الحركة أو هذه فكان الرد اكبر، تعلم، قم بما عليك، ثم افعل ما يحلوا لك، وعندما بلغنا هذا القدر الذي به لذنا... من نتبع...ما المنهج من المحرك الذي يمكن أن تأمن له وتطمئن إلى استقامته فكان الصمت والغضب يعتمل في الصدور، هذا هو نحن هذا هو جيل الوسط. لو كان هذا حالنا فهو حال المصريين في غالبهم، فلا أحد يود لابنته أن تبيت في القسم لتصبح مباحة لعساكر الدرك، ولا أحد يود ان يضيع مستقبل ولده في تلفيقة قضية ممنوعات انتقاما من رغبة تتبعها حركة لتغيير لن يحدث.

نعم هناك ثمن إن أردنا أن نغير، ولكن ثمن بلا نتيجة لا حالة ولا متأخرة، لن يقدمه أحد. هذا الشعب ليس شعبا دمويا، لن يكرر صورة الثورة الفرنسية إلا إن كانت ثورة جياع، وهذه حالة فوضى لا تتصور. ولا يريد أحدا تغييرا يدفع ثمنه المآت من أرواحهم بلا نتائج مرحب بها، لا تؤكد على التغيير أو على تداول السلطة.

اليوم يأت من لا يقدر عليه النظام، من لن تسكته معتقلات، ولن ترهبه التهم، من لا يستطيعون له اغتيالا في جنح الظلام، من نجح بعيدا عنهم ولا يدين لهم بشيء. يأتي بكلام معقول وتوقعات منطقية، هل هي خطة أمريكية؟؟ هل هو عميل؟؟ هل هو ...هل هو... الرجل يقول كلاما منطقيا، وهو ليس مرشحا بعد، ولم يعقد الأمر على شيء محدد سوى الرغبة في "أن أكون أداة تغيير":

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل