المحتوى الرئيسى

"المحاكاة".. طريق الشباب لممارسة السياسة

06/22 20:10

الطلاب:

- تنمية سياسية واجتماعية وإدارية

- أداة لاكتشاف المواهب المختلفة

- ندعم نماذج تعزيز الهوية، ونحذر من الانسلاخ

 

المختصون:

- وسيلة للتعريف السياسي وأحد عوامل تنظيم الثورة

- أداة للنهضة الشاملة بعد الثورة

- منابر الإصلاح ليست "الأحزاب" وننتظر المزيد من الشباب

تحقيق: سماح إبراهيم وإسلام عادل

نماذج "المحاكاة" واحدة من أهم المبادرة الشبابية التي ظهرت بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بشكلٍ أساسي، وعدد من الجامعات الأخرى كالجامعة الأمريكية لتعزيز المشاركة السياسية، وتتلخص فكرة نماذج المحاكاة في تبني مجموعة من الطلاب لإقامة نماذج مشابهة لكيانات سياسية قائمة كمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس الشعب والكونجرس الأمريكي، لعرض القرارات الصادرة عنهم ومن ثَمَّ مناقشتها والبحث في آليات النهوض بتلك المؤسسات وعقد لقاءات دورية لاستخراج مشاريع قومية.

 

وبدأت فعاليات تجربة "نماذج المحاكاة " تحديدًا عام 2006م في الوقت الذي تفنن فيه النظام البائد في وأد الممارسة السياسية لطلاب الجامعات، بالإضافة إلى عزوف الكثير من الشباب، وبالأخص طلاب الجامعات، عن المشاركة السياسية؛ بسبب التضييقات الأمنية عن طريق المطاردة والإرهاب الأمني المتعمد، فظهرت فكرة المبادرة لمحاولة النهوض بالوعي السياسي وإحداث نوع من الوعي السياسي لاستكمال الرسالة العملية للكلية.

 

نماذج بديلة

ومن أحد هذه النماذج "M.O.I.C " وهو نموذج محاكاة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وبدأ عمله في عام 2006م بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على يد مجموعة من الطلاب بمختلف الكليات، وكان يهدف لإيجاد نموذج يحمل الهوية الإسلامية يجمع الأمة بين طياته؛ فكانت منظمة المؤتمر الإسلامي هي السبيل لتحركهم ولبدء نشاطهم، ويهدف النموذج للوصول إلى الفرد الذي يكون نواة النهضة لكامل الأمة الإسلامية، وقد لاقى النشاط في بدايته الكثير من العقبات حتى يبدأ؛ كان من أهمها إيجاد مصادر التمويل المناسبة، خاصةً أن الكلية لا تقدم أي مساعدة للأنشطة.

 

وينقسم " M.O.I.C" إلى 3 لجان رئيسية هم " OC" وهي اللجنة التنظيمية، وتضم 5 لجان داخلية هي لجنة "النشر" ولجنة "الصحيفة" ولجنة "التصوير" ولجنة "الدعم اللوجستي" ولجنة "العلاقات العامة"، وهناك لجنة "AC" وهي اللجنة الأكاديمية وتشمل بداخلها 5 كيانات هي: "مجلس مؤتمر القمة" و"جلسة عرب" و المركز الإسلامي للتجارة والاستثمار ومجتمع النهضة والمجلس الفرنسي، كما يوجد قسم "PC " وهي لجنة "المشروعات"، والذي يحوي بداخله لجنتين هما: "MOIC JUNIOR" و"GOOD DEEDS".

 

أما نموذج جامعة الدول العربية "ALMUN"، ويُعد من الأقدم والأول بين النماذج فيضم أيضًا بداخله لجنتين أساسيتين هما "OC" وهي اللجنة التنظيمية و"AC" وهي اللجنة الأكاديمية، كما يحوي بداخله العديد من الكيانات المختلفة مثل: "مجلس تنمية المرأة العربية" و"مجلس تنمية الفكر العربي الإستراتيجي" و"مجلس القمة العربية الإفريقية" و"المجلس العربي لحقوق الإنسان" و"منتدى الفكر العربي".

 

روح الإخاء

ويقول الطالب "محمد كمال" أحد الطلاب المشاركين في نموذج "M.O.I.C": إن أفضل ما في نماذج المحاكاة هو الدور التثقيفي التي تقوم به هذه النماذج بالنسبة لعموم الطلاب، وخاصةً أولئك الذين لا ينتمون إلى أي تنظيمات سياسية مثل: الأحزاب أو الجماعات السياسية المختلفة كما تقوم هذه النماذج بترسيخ مبدأ وملكة التنظيم والعمل الجماعي واستحضار روح الفريق داخل العمل، محذرًا من عيوب بعض النماذج مثل الانسلاخ من الهوية العربية والإسلامية في بعض نماذج المحاكاة.

 

ويضيف محمد أنه من أهم الأشياء التي أُعجب بها في نموذج منظمة المؤتمر الإسلامي "MOIC" هو روح الإخاء بين أفراد النموذج، وهو ما جعل النموذج يتفوق على غيره من النماذج التي بدأت قبله ولها خبرة أكبر؛ وذلك لأن الفكرة الإسلامية هي المحرك والدافع الدائم لأصحاب النموذج.

 

توعية سياسية

ويؤكد الطالب "أحمد دبور" أحد الطلاب المشاركين في نموذج جامعة الدول العربية "ALMUN" أن نماذج المحاكاة هي من أفضل الأنشطة الطلابية في الجامعة؛ نظرًا لأن الطالب يكتشف أفضل ما فيه من قدرات ومن مواهب شخصية من خلال التواصل مع الآخرين والخطاب مع الناس، فضلاً عن الكمِّ الأكاديمي، وهو ما يعطي إحساسًا بإمكانية إيجاد توعية سياسية صحيحة للطلاب، وقال أيضًا: إن أهم شيء فيما يخص نموذج جامعة الدول العربية "ALMUN" هو حالة التنوع الفكري بين الطلاب بداخل النموذج، وأيضًا مساعدته من أجل اكتشاف مواهب الفرد، كما يرى أن الاستفادة الكبرى تكون في الجانب الاجتماعي وليس العلمي الأكاديمي.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل كانت هذه النماذج كيانات بديلة عن الأحزاب التي فشلت في استيعاب الطلاب؟!، أم أنها كانت نتاج حالة القمع الذي مارسه النظام السياسي على شرائح المجتمع كل بما فيها الطلاب، وماذا عن مستقبل تلك الكيانات بعد الثورة؟!.

 

تعريف بالمؤسسات

 الصورة غير متاحة

 د. سيف الدين عبد الفتاح

ويقول الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ النظرية السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن نموذج المحاكاة أحد الأساليب التعليمية والمهنية المهمة التي تبناها وأشرف عليها طلاب كلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعتيّ القاهرة والجامعة الأمريكية، ولاقت إقبالاً وترحيبًا من قِبَل الأساتذة وعموم الطلاب، وكان لها أثر بالغ في إدارة الشباب لأنفسهم في أطر الإدارة الذاتية أو ما يسمي بالتيسير الذاتي.

 

ويثمن د. عبد الفتاح أهمية نماذج المحاكاة المختلفة ومنها: "مجلس الشعب والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والكونجرس" في تسهيل مهمة التعرف على المؤسسات وإسهام الشباب في إمكانية تطويرها مستقبلاً بشكل أو بآخر.

 

وتحدث عبد الفتاح عن تجربته في إدارة نموذج منظمة المؤتمر الإسلامي فيما يقرب من ثلاث سنوات، ومدى الإفادة التي حققها النموذج في تنظيم أفكار الشباب، كما أنه كان من عوامل تنظيم الثورة بشكلٍ غير مباشر، مؤكدًا أن نموذج المحاكاة يعتبر أحد الكيانات التي كان لها أثرها البالغ في التعريف السياسي وإثراء الجانب المعرفي للشباب، ولم تسلط الأضواء على رصد وتقييم هذه التجربة إلا بعد الثورة.

 

ويؤكد عبد الفتاح ضرورة استمرار ودعم تلك النماذج والسعي إلى تعميمها لاستثمار طاقات الشباب وتوظيفها وإكسابهم خبرة في الممارسة السياسية بعد التخرج، بالإضافة إلى تقييم فعاليات النماذج وبحث إمكانية تنفيذها فيما بعد.

 

تبادل خبرات

يختلف معه الدكتور مصطفى كامل السيد الأستاذ بكلية "الاقتصاد والعلوم السياسية"، حيث يرى أن هذه الأنشطة هي مجرد نشاطات طلابية داخل الكليات، وأنها ليست بديلاً عن الأحزاب السياسية الموجودة في الشارع، ودلل على ذلك بأن تجربة نماذج المحاكاة هي تجربة موجودة في دول كثيرة بها نهضة سياسية وأحزاب قوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وأنها عبارة عن مجموعة من الطلاب تبنوا منظمة معينة وعملوا على مجاراتها وتبني قضية معينة جديدة كل عام يتم مناقشتها واستخراج مشاريع قرارات لحلها.

 

ويقول إنه بعد الثورة فإن هذه النماذج بالطبع سوف تشهد تغييرًا في سياساتها أثناء مناقشة القرارات في المؤتمرات النهائية، فعلى سبيل المثال: موقف ممثل "مصر" في نموذج محاكاة الجامعة العربية "ALMUN" سوف يختلف اختلافًا جذريًّا عما كان قبل الثورة؛ نظرًا لتغير سياسيات الدولة ذاتها.

 

ويدعو د. مصطفى إلى إيجاد نوع من التواصل بين المنظمات الأصلية ونماذج المحاكاة الخاصة بها؛ لأنها تعتبر وجهة لها في الدول الموجودة بها، ضاربًا المثل بما تقوم به الأمم المتحدة من تنظيم رحلات لمجموعات من طلاب نماذج المحاكاة الخاصة بها لمقر المنظمة بنيويورك، وتقوم بعقد دورات لهم لمعرفة أهداف المنظمة والغاية من وجودها حتى يكونوا وجهة مشرفة للمنظمة أمام الطلاب في الجامعات.

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل