حكايات موسم: حدوتة عجوز مصري يأبى الموت
دبي - خاص (يوروسبورت عربية)
صوت الإسعاف، دوشة وأصوات، الكل يجري جارين عربة تحمل مصابا من ملامحه تدرك أنه عجوز متهالك، وسريعا دخل المريض إلى غرفة العناية المركزة.
وخارج الغرفة تسمع تمتات خافتة، تعرف منها أن موضوعه منته لا محالة، فالموت هو الأقرب لرأسه من الحياة، تصغي بسمعك فتلتقط طرف أحاديث المحيطون تسمع قلة يدعون له بالمغفرة، وآخرون هم الأكثرية تميز في حركة شفاهم كلمة "الله يحرقه مطرح ما راح".
وعلى جانب رواق المستشفى تجد ثلاثة يتناقشون فيما بينهم، يرتدون ألوانا حمراء وبيضاء وصفراء، إنهم الورثة يتناقشون حول مصير التركة؟
ويصل الطبيب، تعلو على وجهه الابتسامة، يبلغ الجميع أن المصاب قد نجا، هو يبتسم وآخرون يبكون!
عاد العجوز للحياة بعد أن ظن الجميع أن الأمر قد انتهى، وأن الحادثة قد أطاحت به أخيرا، هو الذي لا يتحمل قرصة بعوضة، فما بالك بحادث مثل التي فتكت به!
انه الدوري المصري، وورثته الزمالك الأهلي والإسماعيلي، هو نفسه المريض الذي تعرض لصدمة قوية وحادث كاد يودي بحياته، رغم أن الحادث لم يكن في الدوري ولكنه كان في دوري أبطال أفريقيا، هو حادث "الجلابية"، الحادثة التي شهدت نزول جماهير الزمالك لأرض الملعب في لقاء الأفريقي التونسي، وخرج الزمالك على إثرها من البطولة.
موقعة الجلابية 1
بعد نزول "الراجل أبو جلابية" أرض الملعب، واقتحام الجماهير للملعب، وكادت تفتك بلاعبي الفريق التونسي الضيف، اقتنع الجميع أن تلك الحادثة ستنهي عمر الدوري المصري العجوز المتهالك، بسبب الانفلات الأمني، وعدم وجود حماية كافية للفرق واللاعبين والحكام، ولكن العجوز المتمسك بالحياة رفض أن تكون نهايته على يد جلابية.
وبعد شد وجذب، وحكايات ووعود، عاد العجوز الخرفان، إلى الحياة الطبيعية، وبدأت المناوشات أو قل الأمراض الفتاكة تحل بجسد الدوري الهزيل، ما بين رفض الحكام، والاعتراض على ضربات الجزاء، ثم وصل الأمر إلى حد الأزمة القلبية، عندما قرر الإسماعيلي الانسحاب من الدوري اعتراضا على عدم التعامل بالمثل بينه وبين الأهلي والزمالك، وتعيين حكام أجانب له.
مات.. هل مات؟ لا.. استيقظ العجوز مجددا مخرجا للجميع لسانه، كيدا، وسحب الإسماعيلي قراره بالانسحاب، بعد وعود واعتذارات من اتحاد الكرة، ومن الأساس فالدراويش كان انسحابهم تهديديا لا أكثر.
موقعة الجلابية 2
وتمر الأيام بين شد وجذب، شجار هنا، وسباب هناك، ضرب هنا، وتحرش هناك، العجوز المتهرئ المدعو الدوري المصري، يرفض ترك الحياة رغم أنه كان ولا يزال يلفظ أنفاسه الأخيرة، التي لا تنتهي.
وتأتي الجلطة المخية، للعجوز، بتكرار موقعة "الجلابية"، ولكن هذه المرة في الدوري نفسه، وفي استاد إسكندرية، قبل انتهاء مباراة الاتحاد السكندري ووادي دجلة بثوان بعدما تقدم وادي دجلة في الدقيقة الأخير للمباراة، ونزلت جماهير زعيم الثغر أو سيد البلد كما يحلو لجماهيره أن تلقبه إلى أرض الملعب، وضربت اللاعبين، واعتدت على الحكم الأجنبي.
رصاصة الرحمة
هل انهار العجوز.. لم ينهار وواصل عناده وتحديه للورثة، واستمر وأكمل وتوغل، ولكنه يدرك أنه ذاهب لا محالة، في اتجاه الموت المحقق، فإن أفلت من أزماته القلبية وجلطاته المخية، فهل سيفلت من لقاء الأهلي والإسماعيلي، وإن أفلت العجوز المتصابي، المفعم بالأمراض، هل سينجو من موقعة الأهلي والزمالك في الجولة 28؟.
هي أيام معدودة يعيشها المريض "الميت إكلينيكيا" فقط لابد أن يفصل أحدهم أجهزة الإنعاش، ويترك الدوري يلقى مصيره الذي يستحقه في ظل إدارة اتحاد زاهر، وإدارات الأندية الموجودة حاليا..
أرقام وحقائق عن الدوري المصري
انطلقت المسابقة في الموسم الحالي في الخامس من آب/أغسطس 2010، ومنذ انطلاق المسابقة وضح تراجع الأهلي، وكان الزمالك هو الأقرب للقب حتى ما قبل الثورة، وإن أبعدت المباريات المؤجلة الفريق الأحمر عن المنافسة وأعطت الصدارة للزمالك طويلا.
ووصل الفارق بين الزمالك المتصدر والأهلي إلى 6 نقاط، وقد أطاح المستوى المتذبب لحامل اللقب بحسام البدري المدير الفني السابق، ليعود المنقذ مانويل جوزيه المدير الفني التاريخي للنادي الأهلي، ولكن جوزيه اصطدم بالثورة في بداية مشواره، وتوقف الدوري وكاد يعود إلى البرتغالي، إلا أنه أصر على المواصلة.
أما حسام حسن المدير الفني للزمالك فقد اتخذ جانب الحكومة المخلوعة ودافع عنها، مما أدى إلى انقلاب بعض الجماهير ضده في بداية عودة الدوري الذي عاد بقرار من المجلس العسكري يوم 13 نيسان/أبريل.
وبعد أن ترددت الأقاويل حول إلغاء المسابقة واحتساب الزمالك المتصدر وقتها لجدول الترتيب، بطلا للمسابقة، لكن الدوري عاد، ومع تدفق المباريات واشتعال المنافسة تناسى الناس انقلابهم على حسام حسن وساندته الجماهير البيضاء لتحقيق حلم اللقب.
ولكن حسام حسن لم يحسن غلق "محبس" النقاط فيفقد الزمالك النقطة تلو الأخرى، ويقفز الأهلي القادم من بعيد إلى صدارة المسابقة اعتبارا من المرحلة 25، برصيد 52 نقطة عقب تخطيه مباراة إنبي، بينما يتوقف الأبيض عن النقطة 50 بتعادله في الجولة نفسها مع طلائع الجيش، ويكتفي الإسماعيلي يدور المشجع بعدما كان في دائرة المنافسة، ولكن قصر النفس هو ثمة الدراويش منذ قديم الأزل.
من زياد فؤاد
الحكايات السابقة
:
وسط شاكيرا أخطر من هجوم ريال مدريد
"حبة البازلاء" التي وقفت في حلق المنافسين
المحمدي.. دليلك العصري للمحترف المصري
ريال مدريد وبرشلونة نكهة الكرة العالمية
مورينيو الرقم الصعب في ريال مدريد
Comments