المحتوى الرئيسى

لافتات (13): زيدان ليس جزائرياً ولا الشعراوي مصرياً....!

06/22 16:00

قد خيرتك فاختار. محتار؟ صعوبة اختيار؟ أم قدر الاختبار؟ أعرف أن الظروف أشكال فمنها الاختيار وبعضها الحيرة وغيرها صعوبة..كما أن كثيراً منها كالاختبار إما ننجح أو نفشل. أها إذاً أداة "إما" تجمع بين كل شيء في حياتنا. إما تكون هذا أو ذلك وليس بالإمكان أن نجمع صفتي الكذب والصدق سوية. الناس فعلت ذلك. ربما تريد تخفيف طمث الكذبة فيحليها الإنسان على أنها "مخرج". في نهاية الليلة سيبقى الصادق صادقاً والكاذب كاذباً.   

فلست أعرف لماذا نبتهج مثل ليالي الفرح على مسرح أم كلثوم حينما نحيي لاعب فرنسي يمثل الأصول العربية؟ لا هذه فقط قطع تذكرة الدخول إلى المهرجان..فالحفلة هي أننا نرقص ونغني فنرفع الأعلام الجزائرية لأن هذا الشَاب الغربي ذو الأصل العربي كان قد توج بلاده فرنسا بلقب واثنين. حسناً دعونا نتفق على شيء وهو أن زيدان أعظم لاعب في تاريخ الكرة. انتهى فليس هذا موضوعي.




أيُ عادات نالها الشعراوي حتى نبتهج بمصراويته؟ إنه لا ينطق العربَية! حسناً هذا ليس معياراً فالمذنب والده كريم لم يدخله صف مدرسي ينطق بالضاد لكن ألا يعرف المصريين أن ستيفيان قد رفض في أكتوبر 2009 تمثيل المنتخب الأم؟ ولماذا يصر المبوبيَن على كتابة لافتات تنعيشية: الشعراوي المصري في طريقه لميلان؟ لماذا لا نهتم أكثر بعناوين حقيقية لأولادنا جدو ومتعب وغيرهم؟ لا بل نحن نصطادهم في الماء العكر فنقول هذا خائن وذلك هارب ونبدأ بتشويه العناوين حتى صار اللاعب كأنه ليس "ابن بلد"...!

ما الفرق بين زيدان ومادجر؟ لماذا نال الأول سيطاً غزيراً من الشعب مع أن الثاني كان قد صنع حتوتة بورتو والوطن؟ وأن ذات الشعب فيه من لا يعرف مادجر! لماذا سخرتم حينما فشلت صفقة القحطاني مع البعثة الأوروبية؟ وابتهجتم مع توقيع ابراهيم أفيلاي لبرشلونة؟ لماذا يصور الناس سمير نصري بطلاً عربياً؟ ولماذا يقول المعلق التاريخي: يلا بنزيمة يابن بلادي؟ سجل يا خضيرة وارفع تونس للعالي؟ دافع يا عادل رامي أصلك مغربي؟!
أليس الشماخ أولى بالبعبعة الإعلامية؟ كيف سنحيا بلاعبينا؟ نصري والشماخ في فريق واحد فلماذا حصل الأول على دلال أكبر؟ متى نفخر بأبناءنا؟ ألم تروا كيف عصى ميسوت أوزيل مشاعر الشعب التركي فهاجوا عليه للأبد؟ قد خيرتك فاختار من بين كل الظروف والأقدار والأحكام وليس هنالك تربص أو تعصب للعرق بل عشق للواقع. لا مشكلة فلتحملوا لزيدان علم الجزائر وللشعراوي مصر...في نهاية الليلة سيبقى زيدان فرنسياً والشعراوي ايطالياً. الوطن كالإنسان لا يولد مرتين. ولا تقولوا لي (أصلهُم جزائري ومصري)، فها هم تخلوا عن الأصل..!

صفحة الكاتب على موقع الفيس بوك.


أهم أخبار مصر

Comments

عاجل