المحتوى الرئيسى

محسود طبعاً

06/22 08:08

أظن، وبعض الظن ليس إثماً، أن رجل الأعمال حسين سالم، قد سعى بشكل أو بآخر، إلى تدبير مسألة القبض عليه فى إسبانيا، ثم الإفراج عنه، وإيداعه فى المستشفى!

إنه - وهذا مجرد تخمين طبعاً - لا يريد أن يقف أمام جهات التحقيق فى مصر، حالياً، لا لشىء، إلا لأنه قطعاً يتابع من هناك، منذ هروبه يوم 3 فبراير، كيف أن الشارع يضغط على المحققين عصبياً، بأكثر من اللازم، وكيف أن بعض المحققين، يمكن أن يكتشف، وهو يحقق مع متهم ما، أن هذا المتهم برىء، ولا تدينه التحقيقات، ولا المعلومات المتوافرة أمام المحقق، ومع ذلك، فإنه - أى هذا المحقق - يجد أنه فى موقف صعب للغاية، ويواجه حرجاً بالغاً أمام ضغط الشارع مرة، وضغط الإعلام مرات، ولا يكون أمامه مفر فى النهاية، والحال هكذا، إلا أن يحيل المتهم إلى المحاكمة، لتتولى المحكمة هى تبرئته، أو إدانته.

وليس أدل على ذلك، مما كتبه الأستاذ جهاد الخازن، فى مقالته اليومية، فى صحيفة «الحياة» اللندنية، عندما جاء إلى القاهرة، قبل أيام، وتابع ما يجرى عندنا!

يومها قرأ «الخازن» فى إحدى الصحف عنواناً يصف متهماً، فى الصفحة الأولى، بأنه مجرم، ويطلب إعدامه، فكتب فى الحياة يقول - ما معناه - إنه قد أفزعه أن يقرأ عنواناً أو خبراً بهذا المعنى فى صحيفة مصرية، ولم يفهم «الخازن» وقتها، ولا الآن، كيف يمكن أن يوصف «متهم»، لايزال قيد التحقيق، بأنه مجرم، ولا كيف تطلب الصحيفة إعدامه، قبل محاكمته!..

وكما قال الأستاذ جهاد، فإن نشر خبر من هذا النوع، فى أى صحيفة أوروبية، حيث يقيم هو فى لندن، يؤدى إلى شيئين على الفور: أولاً إلغاء التحقيق مع المتهم، لأن الخبر بهذه الصيغة يمارس تأثيراً مسبقاً لا يجوز على جهات التحقيق، ثم نقل التحقيق إلى مدينة أخرى، بعيداً عن المدينة التى وقع فيها التأثير!

فى أجواء كهذه، لابد أن المسؤولين السابقين الذين يقيمون الآن فى سجن طرة، يتطلعون فى هذه اللحظة إلى حسين سالم، بنظرة من الحسد ليس لها مثيل، ولا أعرف، فى الحقيقة، ما إذا كان الحسد هنا سوف يكون سببه أن «سالم» نجا فى نظرهم من 15 يوماً كانت مؤكدة، لو أنه ذهب مقبوضاً عليه، إلى المحققين أنفسهم، الذين ذهب إليهم المسؤولون السابقون؟!

لا نعرف.. ولا نعرف أيضاً، ما إذا كان الحسد هنا كذلك، سوف يكون سببه أن «سالم» الهارب، قد نجا من ارتداء «التريننج الأبيض» الذى ارتداه أولئك المسؤولون، بعد ساعات من خضوعهم للتحقيق!

حسين سالم، الآن، إنما هو رجل هارب، وهو مقبوض عليه، ثم مفرج عنه، بأكبر كفالة فى تاريخ القضاء الإسبانى، وهو مصاب - كما قيل - بأزمة صحية دماغية، وهو مطارد منذ فترة، وهو محل ملاحقة.. وهو.. وهو..

ولكن هذا كله، فى نظر أولئك الذين يحسدونه، وأكاد أرى نظرات الحسد على وجوههم، لا يعنى شيئاً، وإنما الذى يعنى شيئاً فعلاً، فى نظرهم تحديداً، أنه نجا من كذا، وكذا، وإنه حتى لو خضع للتحقيق ثم المحاكمة هناك، ثم أدين، فسوف يكون ذلك كله فى جو هادئ، يسمح للمتهم بأن يقول، وللمحقق، ثم القاضى بأن يسمع، ثم يحكم، وليس فى جو صاخب من الذى تراه!

يتابع المسؤولون المحبوسون إياهم تفاصيل حكاية «سالم» يوماً بعد يوم، ثم يقولون بينهم وبين أنفسهم إنه محظوظ، ومحسود، رغم كل شىء!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل