المحتوى الرئيسى

كل يوم

06/21 23:37

الديمقراطية‏..‏ عناوين ومباديء‏(2)‏

إذا اتفقنا علي أن الديمقراطية هي العنوان الأبرز لسماحة ورقي أي مجتمع فإن ذلك يرجع في المقام الأول إلي تعدد وتنوع روافدها بدءا من حرية الاعتقاد, ومرورا بحرية الرأي ووصولا إلي حرية الإبداع.

الديمقراطية إذن هي الحرية, ولكن بشرط أن يجري توظيف هذه الحرية في البناء, وليس في الهدم, ونحو الأمل, وليس باتجاه اليأس, وبالاقتراب الحقيقي بأسلوب جذاب من واقع المجتمع وهمومه, وبما يدفع الناس للتعامل والانشغال التلقائي بقضايا الوطن الحقيقية, وليس بالاستغراق المعيب في المعارك الهامشية!

والحقيقة أنه ليس هناك من يسيء فهم الديمقراطية ويسيء استثمارها مثل أولئك الذين يتصورون أن حرية الفكر وحرية الرأي رافدان ديمقراطيان يفتحان الباب علي مصراعيه لمعارك' جدلية' وزوابع' مفتعلة'!

ومن حسن الحظ أن شريحة واسعة من الرأي العام لم يعد لديها أدني شك في أن أغلب أولئك الذين يتلهفون علي مثل هذه المعارك, وينتظرون هبوب هذه الزوابع باتوا رموزا معروفة بنرجسيتها ورغبتها في أن تظل في صورة الأحداث حتي لو كان الحدث حريقا مدبرا, وإذا نجحت جهود إطفائه فإنهم يعاودون النبش من جديد في الرماد المحترق بهدف إثارة الأتربة, وإشعال النيران.

وهكذا تتعبأ الأجواء تلقائيا بغبار مسموم تساندها موجات كثيفة من ضباب الحقيقة الغائبة لكي تصيب الرأي العام بالحيرة والقلق وتؤكد أن واقعنا السياسي والحزبي يعاني من خواء فكري يحتاج إلي هزة عنيفة ترتفع به إلي مستوي الحلم والطموح في ديمقراطية تليق بمصر ومكانتها!

ولا شك في أن ذلك الخلط المعيب للأوراق يرجع إلي غياب الفهم الصحيح لمعني حرية الرأي وضياع الخط الفاصل بين الجهل, والغرور, لدي البعض إلي الحد الذي أصبحنا نري فيه من يمنحون أنفسهم حق الفتوي, والتحكيم تجاه أي قضية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة والاستناد إلي المعلومات الصحيحة التي هي أساس أي إفتاء وأي تحكيم.. ثم إن هناك- بكل أسف- من يتصورون أن حرية الرأي تحت مظلة الديمقراطية ليست أكثر من حرية للتعبير يتوافر فيها حق الصراخ دون أي التزام بالموضوعية وأدب الحوار اللازم مراعاته عند نشوء اختلاف في وجهات النظر تجاه أي قضية!

وغدا نواصل الحديث

 

خير الكلام:

<< الخير تذهب مؤونته ويبقي أجره.. والشر تذهب لذته وتبقي تبعته!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل