المحتوى الرئيسى

لامساحة في قلبه, للحب

06/21 22:00

لا مساحة في قلبه للحب

لم يكن مثلما كانت تريد

حلمت أن يغدوَ, شيئاً, عتيد

كم تمنَّت,ان يعش حراً, لا كالعبيد

آهِ من ذاك الزمان العتيد

لم أنل من زماني, ماطمحتُ, وما كنت أريد

كبُر في حضنها,كان يشعر بدفء صدرها,وصدق عواطفها, اقوى مما يشعر به تجاه والدته,ووالدته لن تكن تشعر بغيرةٍ, تجاه مايكنه ولدها من تعلق بها, فهي أختها الصغرى, وتحتل جزءاً,كبيراً من مساحة قلبها.

إن حصل خصام بينها وبين أختها نراها تلجأ الى القسوة في التعامل مع ولدها كي تغيض أختها الصغرى, فبساطة ثقافتها وقلة حيلتها في الحياة اليومية يجعلها تتصرف هكذا.

فهل لكم أن تتخيلوا كم كانت تحبه حباً عظيماً ؟ لقد عاشا سوية في بيت العائلة الكبير, عائلة والدته, كبرا سوية رغم فارق السن الذي تعدى العقد من السنين, وكان من الطبيعي ان يتقدم الكثير من الشباب لخطبتها, لقد كانت تمتلك شخصية جذابة مما جعلها محط أنظار من كانوا في الحي الذي تقطن فيه أو ممن كانوا معها إبان سنوات الدراسة الجامعية.

كان مكثاراً, في الأسئلة,الممزوجة ببراءة وسذاجة الأطفال وكم سألها , لماذا لاترفضين الخُطاب ومامعنى ان تقترنين بمن يتقدم اليكِ؟ كانت ترد عليه, بان معنى الأقتران هو ان تنتقل للسكن مع من يختاره قلبك لتكوين عائلة جديدة وصغيرة وبهذا تستمر الحياة.

يتابع هو باسئلته التي لايمل منها, وهل ان هذه الأشياء تكون بتلك السهولة, تجيبه هي, لا ياصغيري الحبيب, إن تلك الأمور تتطلب التهيؤ لشراء ملابس الفرح والحلي الذهبية, والبدلة البيضاءوكل متطلبات الحفلة, ثم بعدها يكون الانتقال الى عش الزوجية.

تعصره العبرات, تخنقه الآهات الطويلة, ثم يتوسل إليها صدقيني ساشتري لكِ بدلة بيضاء , واقراط ذهبية ومن اغلى ماموجود في المحال, وسأعمل حفلاً,ضخماً,كي تظلي في هذا البيت الكبير ارجوكِ ياخالتي,لاتتركي هذا البيت, كيف لي ان أعيش بدونكِ,من ذا الذي سيحميني من ضربات أمي ومن قساوة الأيام, الا تعلمي ان الله بخل علي بأبٍ حنون , وأمي تلك الانسانة, التي لن تسنح لها الحياة ان ترتقي لمراحل دراسية فتتعلم كيف تعاملني برفق ولين,كيف يهون عليكِ ان تتركيني وحيداً, في هذا العالم القاسي؟ كانت كثيراً ماتضحك من براءته, يأتي الليل قاتماً, بسوادهِ الكالح,وهدوءه الموحش حيث تدق صفارات الأنذارلتعلن بدأ الغارات الجوية حيث نيران الحرب المستعرة فيما بيننا وبين دولة إيران التي لاأظن انها ستكون على مايرام في يوم ما.

كل بيت في المدينة يطفيء مصابيحه الضوئية, وكلٌ, ياخذ زاوية من أركان البيت فالمتعارف عليه آن ذاك ان الزوايا هي أأمن الأمكنة.

يعم الظلام ارجاء الغرفة, تعلن صفارات الانذار انتهاء الغارة الجوية, يشرع الناس في فتح الاضواء الكهربائية,الجميع ينهض الا هي تظل مغمضة الأجفان, ينادي عليها بأعلى صوته , يصرخ فلايجد من يجيبه يبكي بصدق لاحدود له, ثم تفاجأه بقهقهة عالية , فهي كانت تود ان تخيفه وان تعرف مقدار حبه لها, تداعبه بقساوة ثم يضربها على وجهها ويصرخ اني اكرهكِ وهو يعني انه يحبها حباً لاحدود له, تغادر البيت الكبير الى عش الزوجية وتقترن بحبيبها الذي اختاره قلبها,يكبر هذا الطفل الذي طالما دللَّته,وكأنه طفلها وليس طفل اختها, تبخل على نفسها كي تشتري له مايشتهي من الحلوى والمرطبات.

حبه لها يجعله يكتم كرهاً,عميقاً, تجاه حبيبها وكيف لا وهو الذي انتزعها من البيت الكبير.

تمر السنين تضع وليدها الاول كانت تحلم ان يحب وليدها كما أحَبَتْهُ هي لكنها تفاجيء, انه لايملك اية مشاعر طيبة تجاه زوجها او ولدها, في احدى المرات كان لأبنها دمية بلاستيكية من النوع الذي يمكن الكتابة عليه فلون الحبر يأخذ حيزاً وينتشر بسرعة رهيبة ولايمكن ازالته بسهولة, كانت ممسكة باللعبة واذا بها تقرأ أسم زوجها مضافاً اليه كلمة حمار وغبي وحقير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل