ما ينزل الاتحاد السكندري وإيه يعنى.. ما حصلت ليوفنتوس!
بقلم: شوقي عبد الخالق
القاهرة- ما حدث في استاد الإسكندرية الأسبوع الماضي خلال لقاء الاتحاد السكندري ووادي دجلة والذي تم إلغاؤه قبل النهاية بثوان بسبب اجتياح الجماهير أرض الملعب يجعلنا ننظر للأمور بعين الحقيقة دون مجاملة أو زيف اعتدنا عليه من أجل كسب ود الجماهير مهما كان عددها، ولكننا أمام ظاهرة لم تكن وليدة اللحظة وإنما لها جذور منذ سنوات طويلة والأرقام تؤكد ما نقول.
الاتحاد السكندري يعانى من شبح الهبوط منذ سنوات طويلة، ويأتي في نهاية كل موسم ينتظر تعاطف الآخرين حتى وصل الحال إلى تعاطف الكبار فوجدنا الاتحاد السكندري يفوز على الأهلي بالقاهرة بهدفين تحت قيادة طه بصري في الوقت الذي كان الاتحاد السكندري صيداً سهلاً لفرق الوسط والمؤخرة وبقى الاتحاد السكندري هذا الموسم في المسابقة بفعل فاعل وبناء على رغبة المشاهدين.
وفى مشهد آخر كاد الاتحاد السكندري أن ينزل للعب في الدرجة الأولى موسم 2001 / 2002 عندما واجه فريق غزل السويس في الجولة الأخيرة برصيد 26 نقطة و كان فريق السويس يملك 25 نقطة ومن خلفهم القناة 24 نقطة وأخيرا سوهاج الهابط برصيد 15 نقطة، وكانت نتيجة اللقاء تقدم فريق غزل السويس بهدف قبل أن يتعادل فريق الاتحاد السكندري بهدف في الوقت بدل الضائع ليبقى الاتحاد ويهبط غزل السويس في معجزة لم تحرك ساكنا في مسؤولي الاتحاد ليبقى الاتحاد موسم 2002 -2003 في الدوري الممتاز برصيد 31 نقطة وخلفه المقاولون الهابط برصيد 28 نقطة.
ليأتي موسم 2003 -2004 ليشهد طفرة في نادى الاتحاد الذي صعد إلى المركز الخامس خلف الزمالك والأهلي والإسماعيلي والمحلة وكأنها كانت آخر أفراح الاسكندرانية لأن من بعدها يعانى الفريق الأمرين، ولولا تعاطف أصحاب القلوب الرحيمة لهبط الاتحاد السكندري منذ سنوات طويلة وأصبح في طي النسيان كالمنصورة وطنطا ودمنهور والأولمبي وأخيرا غزل المحلة.
نغمة.. لا بد أن يبقى
في كل موسم نسمع نغمة واحدة "لابد أن يبقى الاتحاد السكندري في الدوري" .. فكيف يبقى فريق بهذا الشكل المتواضع في مسابقة كل ما فيها يؤدى بقوة ورجولة ؟ سؤال لم يحاول مجلس إدارة الاتحاد الحالي أو السابق الإجابة عليه، و لكنهم يكتفون بتوجيه الإعلام صوب لافتة تحمل معنى ضرورة بقاء الاتحاد السكندري في الدوري ولو بنقاط (الرأفة)، ولكن بعد أن أصبحت الأمور داخل الرياضة في مصر بهذا الشكل، فلابد أن يبقى من يستحق وان يهبط من لا يستحق البقاء وسط الكبار.
وعلى جماهير الإسكندرية وأعضاء الجمعية العمومية بالاتحاد السكندري النظر لمرة واحدة للمتسبب في هذا الفشل المستمر منذ سنوات ومحاسبة مجالس الإدارات المتعاقبة التي لا هدف لها سوى الشو الإعلامي والصفقات المضروبة التي أودت بحياة زعيم الثغر إلى الهاوية.
ولدى سؤال أبحث له عن إجابة عند مسؤولي اتحاد الكرة والإعلام وإدارة الاتحاد : هل هناك أزمة إذا هبط الاتحاد السكندري ؟؟؟ مع كل الحب و التقدير للاتحاد وجماهيره ولكنه ليس أكبر من اليوفنتوس الإيطالي ولا مارسيليا الفرنسي وغيرها من الأندية الأكبر في العالم والتي هبطت إلى الدرجة الأدنى بل وبقرار من اتحاد بلدانهم.
ولم نسمع أن أحداً حاول الحديث في وسائل الإعلام في أوروبا على ضرورة بقاء أحد الهابطين بين الكبار، ولا أنسى موقف الاتحاد الايطالي عندما حاول البعض التأثير عليه في قرار العقوبة بهبوط اليوفى للدرجة الثانية بالدوري الايطالي وتم اتخاذ القرار عندما كان يخوض المنتخب الآزورى منافسات كاس العالم في ألمانيا وأغلب لاعبيه من فريق السيدة العجوز، وتعالت الأصوات تنادى ببقاء اليوفي لو حصد المنتخب الإيطالي كأس العالم، وبالفعل حقق الآزوري لقب كأس العالم وتمسك الاتحاد الايطالي بعقوبة هبوط اليوفي للدرجة الثانية وخصم 12 نقطة من رصيده في قرار أبهر دول العالم الثالث فقط بينما استقبلته وسائل الإعلام الأوروبية بمنتهى الواقعية نظراً لتطبيق اللوائح والقوانين.
فرصة أخيرة أمام الرجال
Comments