المحتوى الرئيسى

الفتنة تنام بعين واحدة !

06/21 09:42

راجح الخوري

لا قصة مزايدات ولا حكاية تسجيل نقاط. هي قصة تراشق بالتصريحات. تماما كما يحصل في "ليالي الاينيرغا" بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس.

كان من حق الرئيس فؤاد السنيورة، وربما من واجبه، ان يرد على الرئيس نجيب ميقاتي الذي اتهم ضمناً تجمع 14 آذار بافتعال حوادث طرابلس، بدعوته الى اعلان المدينة منزوعة السلاح، وان يتم تنفيذ هذا الامر فورا ويلاحق كل مسلح بأشد العقوبات والتدابير وان لا خيمة فوق رأس احد.

وعندما يرد ميقاتي بأنه يؤيد ان تكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح، مؤكدا انه يسعى الى ذلك وان هذا من طموحه، فإن ذلك يفترض ان يقود عمليا الى المباشرة في وضع خطة فعلية لنزع هذا السلاح، لا الى الدخول في التراشق مع المعارضة الجديدة بالقول إن السنيورة يريد ان يسجل عليه نقطة من خلال هذه الدعوة وانه مخطئ وواهم!

لقد جاء في كلام السنيورة: "إننا سنكون الى جانب الحكومة والاجهزة الرسمية قلبا وقالبا إن أقدم رئيسها واقدمت الحكومة على ذلك". اذاً لماذا لا يتحدى ميقاتي المعارضة فيضعها امام كلام السنيورة ويسجل عليها وعليه عدداً كبيراً من النقاط عندما يبدأ بنزع السلاح الذي اوحى انه مسؤول عن الاحداث الاخيرة؟!

لا يكفي ان يعطي ميقاتي تعليمات تقول: "إن الامن خط احمر وانه لا بد للقوى الامنية والعسكرية من ان تأخذ دورها كاملا في بسط الاستقرار... ولا تمييز بين حي باب التبانة وجبل محسن"، لان العبرة تبقى دائما في التنفيذ. وقصة "ليالي الاينيرغا" في طرابلس طويلة ومزمنة، وقد سمع الطرابلسيون واهل الشمال وكل اللبنانيين كلاما تكرر دائما عن "يد من حديد" للدولة تضرب لجعل الامن خطاً أحمر، ولكن لا يد المخمل استعملت ولا الخطوط الحمر ارتسمت!

إن التراشق بالتصريحات مثل التراشق بالرشاشات. ولقد قرع ميقاتي ابواب 14 آذار بالايحاء انهم فجروا الاوضاع في طرابلس، فكان من الطبيعي ان يسمع جواب السنيورة الذي يقول انزعوا السلاح ونحن معكم والى جانبكم... سيروا ونحن من ورائكم!

لكن الحكي شيء والفعل شيء آخر. ويعرف ميقاتي، كما يعرف السنيورة وآخر مواطن في هذا البلد السعيد، انه لم يكن في وسع الحكومات السابقة ولا في استطاعة هذه الحكومة ان تنزع ولو سكيناً للبصل من طرابلس.

ولماذا يا طويل البال؟

على الاقل لأن نزع السلاح في طرابلس يشكل سابقة لنزعه في امكنة كثيرة، وليس من يريد لهوى الشمال ان يخرّب الجنوب!

وليس صحيحا "ان الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها"، كما قال السنيورة لميقاتي.

لا، الفتنة لا تنام، وإن غفت فبعين واحدة!

نقلا عن (النهار) اللبنانية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل