المحتوى الرئيسى

سياسة خارجيةمنحني الخطر

06/21 00:14

عندما سأل حسين حقاني السفير الباكستاني في واشنطن جمعا من كبار الضباط العسكريين الباكستانيين عمن يعتبرونه العدو الأول لبلادهم‏,‏ أجاب ثلثهم دون تردد الولايات المتحدة‏.‏

وحين تعرض روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي لأسئلة محرجة من أعضاء الكونجرس بشأن أسباب استمرار الدعم العسكري لباكستان, التي كذبت علي واشنطن بشأن وجود أسامة بن لادن داخل أراضيها, أجاب الرجل بصراحة أن معظم الحكومات تكذب وتتجسس علي بعضها حتي ولو كانوا أصدقاء أو حلفاء.

بين هذين القولين تتأرجح العلاقات الأمريكية الباكستانية علي منحني خطير يحتاج إلي فترة تهدئة يتفهم فيها الجانبان مبررات خيبة الأمل في علاقة استراتيجية, مازالت أسبابها قائمة, في حين أن لغة الحوار مفقودة تبحث عن مفردات جديدة تضعها علي مسار أكثر واقعية. لغة الحوار تتطلب من واشنطن أن تتفهم ما تتعرض له القيادة الباكستانية العسكرية ممثلة في رئيس الأركان اشفق كياني من ضغوط وتساؤلات بشأن ملابسات اغتيال بن لادن, ليس فقط من المدنيين والسياسيين ولكن وبدرجة أخطر من القيادات المتوسطة والصغيرة داخل الجيش. مثل هذه التساؤلات والمحاسبات ظاهرة صحية بالنسبة لمؤسسة ظلت طول تاريخها تحكم دون محاسبة دون الإفراط في المخاوف من انقلاب عسكري, أو انحياز العسكريين إلي صفوف المتطرفين.

وتتطلب أيضا ألا تبالغ واشنطن في رد الفعل بشأن اعتقال عناصر باكستانية نقلت معلومات للمخابرات الأمريكية عن أسامة بن لادن. فهذا هو ما ينبغي أن تفعله دولة ذات سيادة تجاه مواطنين يفشون أسرارها. ويتطلب أيضا أن تتوقف واشنطن طواعية عن شن هجمات بطائرات بدون طيار.

مثل هذه الخطوات ضرورية للتهدئة لكنها ليست كافية لتصحيح مسار العلاقة التي تتطلب من واشنطن منح القيادة الباكستانية درجة أعلي من الاستقلالية في التحرك بعد تقديم المعلومات المؤكدة عن مواقع وجود الارهابيين. وثانيا إشراك باكستان وكل الأطراف الاقليمية الأخري في الحوار الذي تجريه واشنطن حاليا مع عناصر طالبانية سعيا وارء تسوية في أفغانستان. هذه الخطوات قد لا تتوافق مع المزاج المناهض لباكستان داخل الكونجرس لكنها علي المدي الطويل أفضل من منحني الهيمنة الخارجية الذي يمكن أن يفجر باكستان من الداخل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل