المحتوى الرئيسى

مضاد حيوى

06/20 08:11

انبرى الخبراء المأجورون فى شرح مخططاتهم لإفساد المشهد السياسى، وضرب الاقتصاد، وزرع الفتنة، ونشر الفوضى، وتحريض إسرائيل على مصر.. غمر الحماس الجميع، فهتفوا: «الثورة المضادة.. تا.. تعيش.. تا تعيش.. تا تعييييش»!! ثم تذكروا أن اجتماعهم سرى، فكرروا الهتاف بصوت هامس.

استعادوا هيبتهم، وانتقلوا إلى استعراض ما تم إنجازه حتى الآن من مؤامرتهم الميمونة على الثورة.. قال الخبير الإعلامى موجهاً كلامه لرئيس مجلس قيادة «الثورة المضادة»: تمام يا فندم.. الأقلام الصديقة تعمل بهمّة وفقاً للخطة.. تشويه صورة الإسلاميين والليبراليين على السواء يجرى بمنتهى الدقة.. موقع إلكترونى حبيبنا ادعى على شيخ سلفى أنه شبّه معارضى المجلس العسكرى بالمرتدين فى عهد الرسول! صحيفة أسبوعية تبَعنا نشرت خبراً عن تهديد السلفيين للكنائس، مع صورة لشخص ملتحٍ يشهر خنجراً، هى فى الحقيقة لشخص أردنى، وليس مصرياً!! شوفوا الشطارة!!

صحيفة حزبية من أصحابنا كذلك تواصل حملتها ضد الليبراليين واليساريين، وتهاجم مجلة أخرى تمدحهم، وتروج لأفكارهم.. هدف هذه الحملة يا فندم تهييج الرأى العام ضد الإسلاميين من ناحية، وتصويرهم كالوحش الذى كان نظام مبارك رئيسنا وتاج راسنا يكبله، ويحمينا من أنيابه.. إلى جانب التشكيك فى الأطياف السياسية الأخرى، حتى يجد الشعب نفسه تائهاً، لا يعرف رأسه من رجليه.. إن المشهد الصحفى صار بفضل ثورتنا المضادة مثل سوق الجمعة، وهذه هى فرصتنا الذهبية، فى غياب معايير تحريرية ثابتة، وميثاق للشرف المهنى يلتزم به الجميع.

أما برامج أصدقاء «الثورة المضادة» فى قنوات التليفزيون الحكومية والخاصة، فتتولى بنجاح منقطع النظير مهمة الشوشرة على عقول المؤيدين للثورة.. كل يوم نسرّب لهم ملفاً تافهاً ينشغلون به، ويحرثون فيه، دون الوصول لنتيجة، مثل صحة وثروة الرئيس، ومسلسل الأموال المنهوبة، وتصيّد الأخطاء لصبحى صالح، والبرادعى، وأيمن نور... إن غايتنا فى الثورة المضادة هى إطلاق فيروسات يومية تعبث بشفرة التماسك والوحدة بين أطياف الشعب.. هذه الفيروسات تتناسخ وتتكاثر ذاتياً، بفضل حب المصريين للنميمة، وتداول وتضخيم الشائعات.. لقد جندنا حتى الآن أقلاماً وصحفاً كثيرة، والمهمة بالنسبة إلينا لم تعد صعبة على الإطلاق.

هذه الفتنة الإعلامية ستخدم بلا شك مقاصدنا السياسية.. فالأقلام التى تدعو إلى اجتثاث وعزل الأعضاء السابقين فى الحزب الوطنى، لا تعلم أنها تعلف المارد الذى سيبتلع كل التيارات قريباً.. إن الباب الذى فتحته الثورة أمام قتلة السادات تغلقه الآن أمام من تصفهم بالفساد السياسى.. وسوف يستعديهم ذلك أكثر على الثورة، ويجعل منهم معارضة دموية غير قابلة للاستئناس.. هذا هو أحد أهدافنا الحيوية، ويساعدنا على تحقيقه أصحاب الصوت العالى فى الإعلام، الذين تحتاج إليهم وتعتمد عليهم ثورتنا المضادة العظيمة.

مزّات «الثورة المضادة» يا فندم هى التعليقات التى نضخها بالمئات على كل خبر يسىء للرئيس القائد حسنى مبارك فى المواقع الإلكترونية فور نشره.. تذكّر الناس بأفضاله، وتدعو له بالصحة، وتعتذر له، وتطالب بعودته.. والصفحات التى ندشنها على الـ«فيس بوك» لتشويه سمعة أقطاب الثورة الذين يتباهون بشعبيتهم ويفخرون بمصداقيتهم.. شعارنا يا فندم: تشويه سمعة الشرفاء.. وغسل سمعة رجالنا الأوفياء!

«الثورة المضادة تا.. تعيش.. حسنى مبارك غيره ما فيش»!!

[email protected]

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل