المحتوى الرئيسى

خـارطة طـريق سـينما ما بعـد الثـــورة

06/20 04:08

ويري المخرج محمد خان أن التدرج السينمائي صعودا أو هبوطا يختلف من وقت لآخر تبعا لروح المشاهد المعنوية‏,‏ ولكن هذا لا يعني تغيير نوعية الأفلام بعد ثورة‏25‏ يناير‏,‏ ومثلما حدث بعد ثورة‏1952‏ فإن نوعية الأفلام لم تتغير‏,‏ وما يمكن أن يتغير في الأفلام التي سيتم إنتاجها حاليا أنها ستصبح أكثر نضجا واحتراما‏,‏ لأن المشاهد المصري بعد‏25‏ يناير لن يتقبل أي عمل سينمائي يستخف بعقله‏,‏ وليس معني ذلك أن تكون الاعمال سينمائية سياسية جادة فقط ولكن من الممكن أن تكون كوميدية واجتماعية ولكن في إطار الجدية وعدم الاستهانة بعقلية المشاهد‏.‏

ويقول المخرج أحمد يسري إن طباع الشعب المصري لن تتغير في يوم وليلة فالذي حدث بعد ثورة‏25‏ يناير تغير وليس تغييرا‏,‏ ولكن ما يحدث حاليا هوجة في الأعمال السينمائية وبرامج التوك شو والمسلسلات ستصبح أكثر وطنية وميلا للسياسة‏,‏ ولكن هذه مرحلة وستمر مثلما حدث في الثورات الماضية مثل ثورة‏1919‏ فالسينما دائما تمر بمراحل كثيرة مثل مرحلة الكوميديا ورجال الأعمال وقضايا الفساد وحاليا مرحلة الوطنية‏,‏ كما أري أن ثورة‏25‏ يناير غيرت طباع الشعب السياسية ولكنها للأسف الشديد لم تغير اخلاقيتهم فاصبحت سيئة ويرجع ذلك الي عدم وجود الأمن فالثورة هدفها النبيل هو التعبير عن آراء الشعب المصري بكل احترام وديمقراطية‏.‏

أما السيناريست بشير الديك فيقول إن ثورة‏25‏ يناير أعطت للاعمال السينمائية حرية حقيقية دون خوف أو نفاق لصالح أحد ضد آخر وبالتالي ستتيح مناقشة كل القضايا المهمة دون الاضطرار لتفادي مناقشة أشياء خوفا من السلطة كما أن السينما ستتغير مثلما تغير كل شيء في المجتمع بدءا من الشعب الذي تغير من داخله تغييرا عميقا‏.‏ فالمشاهد اصبح اكثر نضجا وادراكا ولن يقتنع بأي عمل يشاهده إلا إذا كان جادا ولا يستخف بعقليته‏.‏

وتعتقد الناقدة ماجدة موريس أن السينما يجب أن تأخذ جانبا آخر غير الأفلام الهابطة مثل أفلام الكوميديا الساخرة التي لن يتقبلها الجمهور وانما سيتقبل الافلام الوطنية التي تواكب ما يحدث معه حاليا وهي التي ستجذب المشاهد الي السينما فالثورة عملت علي تغيير ذوق المشاهد تغييرا تاما وجعلت كثيرا من المواطنين لا يتحدثون في مجال الجهة السياسية واصبحت ميولهم الآن سياسية حادة بسبب الحرية التي اطلقتها الثورة فجعلت الشباب يقول الحقيقة دون الخوف من أحد‏.‏

ومن جهته يقول رفعت عبد الباسط‏,‏ استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان‏,‏ إن السينما هي الوجدان والاحساس الذي يخاطب الجمهور كما لها دور مهم في ابلاغ الشعب عما يحدث حوله‏,‏ وبالتالي ستركز السينما حاليا علي قضايا الفساد والظلم التي حدثت في النظام السياسي السابق وهذا الذي يتقبله تفكير الشعب المصري بان يري كل المهازل التي حدثت من قبل وهي التي ستشجعه علي الصمود اكثر واكثر بعد الظروف المأساوية التي مر بها‏,‏ كما ستكون هذه الاعمال هي الدروس التي سيستفيد منها المشاهد لانها ستبرز ايضا الجوانب الحضارية وما هي الثورة ؟ وما هي الفوضي الاجتماعية التي تتعقب الثورات ؟ وبالتالي أري أن كل المجالات الفنية ستتجه إلي الوطنية مثل فيلم الفاجومي و صرخة نملة لأن المشاهد لن يتقبل غير ذلك‏.‏

وهو ما يؤكده ناجي بدر‏,‏ استاذ الاجتماع بجامعة الاسكندرية‏,‏ حيث قال إن عقل المشاهد المصري حاليا أصبح متركزا في منطقة واحدة وهي الوطنية التي تقوده الي استرجاع حقوقه من النظام الفاسد السابق وبالتالي لن يتقبل موضوعات غير ذلك يناقش بها وبما أن السينما هي النافذة التي يتم من خلالها رؤية كل ما حوله فيجب ان يكون هدفها ورسالتها عن المضمون الوطني الشعبي حتي تقترب من المشاهد ويثق بها وبالتالي يجب ان تقدم السينما الاعمال الوطنية والقضايا المهمة التي تشغل المواطن مثل الفساد والظلم واستغلال النفوذ والفتن الطائفية حتي يري من خلال هذه النافذة الحلول المقترحة لحل هذه القضايا‏.‏

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل