المحتوى الرئيسى

بالضمير المستتر (29): الليجا الأفضل في الواقع و الخيال

06/20 03:59

لايزال الحديث و النقاش عن الدوري الأفضل أوروبياً خلال السنوات الماضية متواصلاً، فالجدل مايزال مستمراً و كل عاشق لدوري أوروبي كبير لا يكل و لا يمل من التأكيد على أن الإنجليزي، الإيطالي، الألماني أو الإسباني هو أفضل ما يمتع عيناه في كرة القدم منذ نشأته حتى بلوغه و إدراكه المعنى الحقيقي للجلد المستدير.

ربما هناك من سيدافع عن البرمييرليج و يقول أنه الأفضل بالنظر إلى تقارب مستوى الأندية و السرعة في الأداء و نقل الكرات، كما أن الحماس فيه منقطع النظير و من الصعب أن تجد الأندية العملاقة تضمن الفوز قبل دخول كل مباراة فذلك يبدو صعباً و مستحيلاً في هذا الزمان بالنظر إلى إمكانيات الأندية الأخرى مادياً و رياضياً.

أما الإيطالي، فهو يظل الدوري صاحب المتعة و الطابع الخاص الذي يعجز المتتبع عن إعطاء وصف له فهو دوري الأبطال لو صح القول، و هو دوري "الرجال" و القوة في اللعب.. بالإضافة إلى أنه يمتاز بالوضوح فأغلب مبارياته تقام نهاراً و مع ذلك لا تشهد مبارياته سوى الأهداف و اللقطات الجميلة التي تمتع البصر و تغريه عن مشاهدة شيء آخر.

و لنأتي إلى ما نراه الأحق بوصف الدوري الأفضل في أوروبا والعالم بأسره و هو الدوري الإسباني لكرة القدم الذي انتقدناه بشدة و على الرغم من ذلك فهو يظل "الأفضل بصراحة".. ولو أنه دوري "توم و جيري" كما سلف لنا الذكر، إلا أن عوامل كثيرة تدفعنا للقول بأنه الأفضل بالمقارنة مع الدوريات الأوروبية الأخرى و هذه هي الأسباب الخمسة التي تدفعنا لقول ذلك -:


- ضمه لأفضل نجوم كرة القدم العالمية -: من الصعب على محبي الدوري الإنجليزي و الإيطالي و حتى الألماني الاعتراف بأن الليجا الإسبانية هي التي تمتلك خيرة لاعبي كرة القدم خلال العقود الأخيرة و ربما من ضمن هؤلاء النجوم من نشأ و ترعرع في إحدى المدن أو القرى الإسبانية فتجد ثلاثة من نجوم فريق واحد و ليس فقط في دوري واحد يتنافسون على جائزة أفضل لاعب بالعالم!
هذه السيطرة ليست سوى تأكيداً على أفضلية الليجا على باقي الدوريات، حيث نرى العديد من اللاعبين يخذلون أنديتهم و يطلقون تصريحات قوية يعترفون من خلالها برغبتهم بالإنتقال للعب في الدوري الإسباني سواءً للعملاقين مدريد أو برشلونة، أو للأندية الأخرى الهامة كفالنسيا، إشبيلية، فياريال و أتلتيكو مدريد...

- ضمه لخيرة حراس المرمى بالعالم -: ربما هذه هي المعضلة التي تعاني منها باقي الدوريات لاحتياجها لحراس مرمى يظفون نكهة الإثارة و الفرجة على مبارياتها و يكون لهم يد طويلة في حسم المباريات و بعض النقاط لأنديتهم .. ففي الليجا الإسبانية قلما لا تجد فريقاً يمتلك حارساً دون المستوى فحتى ألميريا الذي انهار أمام الكبيربين مدريد و برشلونة بالثمانية، يمتلك حارساً شجاعاً إسمه دييجو ألفيش و الذي انتقل حديثاً إلى فالنسيا الذي بدوره واصل المسير بفضل جهود حارسيه سيزار سانشيز و الشاب المفاجأة فيثنتي جوايتا.
ربما الدوري الألماني هو الذي ينافس إلى حد ما الليجا الإسبانية في إمتلاك حراس المرمى الجيدين لكن بالحديث عن فيكتور فالديس و إيكر كاسياس ترفع الأقلام و لا حديث بعد ذلك عن حارسين قلما تجدهما يخطئان و لهم كامل التجربة و الخبرة ليكونا من أفضل حراس المرمى على مر التاريخ.. إلى جانب حارس أتلتيكو مدريد و القادم بقوة للنجومية دافيد دي خيا الذي قد يودعنا هذا الصيف و يرحل إلى إنجلترا لإضافة بصمته الساحرة هناك.

- ضمه لخيرة المدربين بالعالم -: عادة ما تتناطح الأندية الأوروبية الكبيرة فيما بينها للتعاقد مع المدربين المميزين و القادرين على تقديم الإضافة و ربما هناك من الأسماء التي جاءت إلى الليجا الإسبانية و وضعت كامل أفكارها و فلسفتها الكروية هناك قبل أن تُحفر إنجازاتها في ذاكرة التاريخ.
لقد مر على الدوري الإسباني عمالقة التدريب و كان من ضمنهم مدربون قدّموا أشياء خالدة تدحرجت بفضل بصمات مدربين آخرين حتى تمكنّا اليوم من رؤية الأندية الكبيرة كما هي عليه الآن. ربما اللوم يقع على إيركوليس، مايوركا، أتلتيك بلباو و البقية لأنهم لم يعملوا على اكتساب مشروع كروي ضخم خطوة بخطوة كما فعل برشلونة أو ريال مدريد و هذا هو السبب الذي يكشف لنا الفواق الكبيرة بين العملاقين و باقي الأندية حتى في الفترة الحالية لأن ضمانها المسير على نفس الخطى جعلها ضمن الفرق العظمى سواءً مع الداهية جوزيه مورينيو القادر على انتشال فريق ضائع أو مع الفيلسوف الشاب بيب جوارديولا الذي طبّق خياله الكروي على أرض الواقع باتباع أسهل طريقة للعب كرة القدم و الاستمتاع بها!

- المنطقة الجغرافية و توقيت المباريات -: باستثناء الموسم القادم الذي سيشهد تغييراً كبيراً في مواعيد المباريات، إلا أن الميزة الكبيرة التي حظي بها الدوري الإسباني خلال الفترة الماضية كون أغلب مبارياته تقام في أوقات تسمح للناس بمشاهدتها سواءً داخل إسبانيا أو خارجها.
ربما المشكل البارز هو الولوج للسوق الآسيوية و هو الشيء الذي يسعى المسؤولون عن الاتحاد الإسباني لتدبيره في الموسم القادم إذ سيكون من الصعب أن تقام مبارتين في نفس التوقيت بعد الآن
حيث تقام أول مباراة في وقت مبكر و الختام سيكون بمباراة تنتهي مع منتصف الليل.
الحديث يطال شمال أفريقيا -المغرب العربي- حيث يتناسب توقيت المباريات مع الحياة اليومية للمواطن العادي إذ يتفرغ الناس مساءً طوال الأسبوع خاصةً يومي السبت و الأحد لمشاهدة ما لذ و طاب على شاشة التلفاز و ربما لا يواجه باقي عشاق الليجا أية مشاكل في مشاهدة المباريات في الخليج أو الشرق الأوسط في وقت متأخر بعض الشيء.

- قوة الإعلام الإسباني محلياً و دولياً -: نستطيع أن نلاحظ بأن الدوريات الكبيرة تستمد قوتها في الإعلام الرياضي المحلي و هكذا الحال بالنسبة لليجا الإسبانية التي تستفيد كثيراً من قوة الماركا، الآس و السبورت كمنابر إعلامية قوية لها سلطة و نفوذ في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى شبكة القنوات الضخمة "ديخيتال بلوس" التي تعطي للدوري الإسباني نكهة خاصة من خلال تغطيتها الفريدة للأحداث و المباريات.
ربما الدوري الإيطالي و شبكة سكاي سبورت العملاقة و صحف "لا جازيتا ديلو سبورت" و "كورييري" و "توتو سبورت" تمنحان قوةً إضافية للسيريآ -الكالتشيو- لكن ذلك لا يوازي الإهتمام الكبير الذي تحظى به الليجا الإسبانية و التي تستفيد من سهولة الوصول إلى الخبر و فتح جميع الطرق أمام إشهار أسماء الأندية و اللاعبين في جميع أنحاء المعمورة و هذا السبب قد يكون كافياً لجعل الكفة ترجح الليجا على باقي الدوريات الأوروبية الكبرى.


لزيارة صفحة الكاتب على الفيسبوك


لزيارة صفحة الكاتب على الفيسبوك


لزيارة صفحة الكاتب على الفيسبوك


لزيارة صفحة الكاتب على الفيسبوك


لزيارة صفحة الكاتب على الفيسبوك


اِقرأ أيضاًَ...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل