المحتوى الرئيسى

المضمون التربوي في الدراما المدبلجة- دراسة تحليلية لبعض الأعمال الدرامية التركية - دراسة بقلم:د.أميمة منير جادو

06/19 20:08

المضمون التربوي في الدراما المدبلجة

(المسلسلات التركية والكورية – نموذجاً )

(دراسة في تحليل مضمون المادة وجمهور الانترنت)

د / أميمة منير جادو

باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية

تسير الدراسة وفق الخطة التالية و تشتمل على محورين رئيسين :

أولاً : الإطار النظري العام ويتناول :

(مقدمة وتمهيد / مبررات الدراسة):الأهمية التربوية لوسائل الإعلام والتليفزيون _ الإحساس بالمشكلة من خلال الدراسة الاستطلاعية _ تساؤلات الدراسة- أهداف الدراسة- أهمية الدراسة – المنهج والأدوات والعينة – مصطلحات الدراسة )

ثانيا : الدراسة التحليلية والنتائج والتوصيات .

( نوع وفكرة كل مسلسل وملخص له _ تحليل المضامين الإيجابية والسلبية بكل منهم_ النتائج والتوصيات)

أولاً : الإطار النظري العام:

مقدمة وتمهيد (مبررات الدراسة)

الأهمية التربوية لوسائل الإعلام والتليفزيون :

صار مما لا يقبل الشك أو الجدل مدى خطورة وسائل الإعلام في العملية التربوية و تشير الأدبيات إلى أنها " من أخطر المؤسسات تأثيراً على المجتمعات والشعوب ، ومن ثم توليها الحكومات والجماعات أهمية قصوى،نظراً لتعدد وسائلها من صحافة وإذاعة وتليفزيون ومطبوعات "( )،وسينما وفيديو، ومسرح وشبكات الأنترنت التي صارت أخطرها على الإطلاق نظراً لسعة انتشارها عالمياً وارتباطها بعصر التكنولوجيا والمعرفة ، ونظراً " لسهولة وصول هذه الوسائل إلى قطاعات عريضة جدا من المجتمعات المختلفة ، حيث تفعل فعلها في عقول الناس ونفوسهم ، ومن ثم تؤثر في اتجاهاتهم ، ومن ثم في المواقف التي يتخذونها حيال كثير من القضايا يستوي في ذلك صغيرهم والكبير، غنيهم والفقير ، متعلمهم والجاهل "( ) .

يشير البعض إلى أننا " لا نغالي إذا قلنا بأننا نعيش اليوم مرحلة الدولة الإعلامية الواحدة التي ألغت الحدود ، وأزالت السدود ، واختزلت المسافات ، والأزمان ، واختصرت التاريخ ، وتكاد تلغي الجغرافيا ، حتى بات الإنسان يرى العالم ويسمعه من مقعده، ولم يقتصر الأمر على اختراق الحدود السياسية، والسدود الأمنية ، وإنما بدأ يتجاوزه إلى إلغاء الحدود الثقافية ، ويتدخل في الخصائص النفسية ، وتشكيل القطاعات العقدية ، فيعيد بناءها وفق الخطط المرسومة لصاحب الخطاب الأكثر تأثيراً ، والبيان الأكثر سحراً والتحكم الأكثر تقنية "( ). فنحن نعيش في عصر الإعلام الذي " مكنت له وسائله الضخمة من احتلال مكانة خاصة في قلوب الناس حتى ليصعب عليهم تصور الحياة وقد خلت من وسائل إعلام تنقل إلى الإنسان تفاصيل الأحداث والوقائع ، وشتى الأفكار والاتجاهات والآراء ، وصنوف المعرفة ، من حيث تصدر إلى حيث تكون ، دون أن تحول بينه وبين ذلك عوامل الزمان أو المكان أو اختلاف اللغات واللهجات ، أو حتى مستويات استيعاب الحقائق ، أو الإفادة منها ، أو التأثر بها "( ) . كما أنه لا يمكن فصل الإعلام عن العملية التربوية بأي حال من الأحوال ، لذا يربط التربويون بين الإعلام والتربية من حيث الأهداف المشتركة على النحو التالي :

"1- كلاهما يهدف إلى خدمة المجتمع ، وإلى المحافظة على القيم والمبادئ التي يؤمن بها ، ويعمل على تثبيتها والمحافظة عليها، فالتربية تعمل على تحقيق ذلك بما تقدمه من مناهج وعلوم لنقل التراث ، وتهيئة الأجيال لمستقبل أفضل ، والإعلام يعمل على تحقيق ذلك بما يقدمه للجماهير من مواقف زاخرة بالقيم والمعايير ، سواء أكان ذلك في صورة واقعية أو خيالية أم في صورة ممزوج فيها الواقع بالخيال ، فإن لذلك كله تأثيراً قوياً في قيم الأفراد واتجاهاتهم وأفكارهم .

2- وكلاهما يهدف إلى المحافظة على ثقافة المجتمع وشخصيته ، وكل ما هو أصيل في ماضيه وتاريخه ، ويتفاعل مع مشكلات المجتمع ، ويسعى لحل المعضلة منها ، ويقدم كل ما يستطيع لينعم المجتمع بالحياة الرغدة في حاضره ، مؤثراً في عصره ، ومتأثراً به ، ويؤهله للمستقبل بما يتلاءم معه.

3- وكلاهما يهدف إلى ( التعليم والتعلم) فكما أن ذلك واضح في التربية،كما يتضح من قربته للاسم من خلال التنظير العلمي، ومن خلال التطبيق العملي، ومن السهل أن ندرك التماثل والتطابق بين ما يقوم به الإعلام ، وما تقوم به التربية ، إذا عرفنا أن التعليم في المدرسة تدخله ستة عناصر، لها ما يقابلها في الاتصال الجماهيري، وعناصر التعليم الستة هي :

• المثير( المدرس أو الوسيلة التعليمية)

• فرد (التلميذ المتلقي).

• يخضع لإثارة (من خلال المدرس أو الوسيلة ).

• إدراك الفرد للإثارة .

• تفسيره إياها .

• تأكيد الاستجابة الأولى باستجابة ثانية .

أما عناصر الاتصال الجماهيري الستة فهي :

• مرسل (هو المثير).

• رسالة (هي إدراك المثير أو حركة الإثارة ).

• فك الكود، وهو تفسير الإثارة .

• مستقبل (هو الفرد).

• الاستجابة العلنية للمثير .

• الاستجابة المؤكدة (رجع الصدى) وهي (الاستجابة التي تتوقف على نتيجة الاستجابة الأولى لتؤكدها أو تنفيها "( )

مما سبق يتبين بوضوح أن العلاقة بين وسائل الإعلام والتربية علاقة وثيقة ولم تعد بخافية أو بحاجة إلى أدلة وبراهين فوسائل الإعلام في جوهرها وسائط تربوية لا نظامية متوازية في عملها وأهدافها وأهميتها وتأثيرها مع الوسائط التربوية النظامية من مدارس وجامعات ،وكما أن "التربية في جوهرها عملية اتصال ، فإن الإعلام في جوهره ومظهره عملية اتصال ،كما أن التربية في بعض جوانبها عملية إعلامية "( ).

لذا تؤكد الأدبيات أن " وسائل الإعلام المرئية تؤدي دوراً مهما ومؤثرا في المجتمعات الحديثة بوصفها إحدى وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية من جانب ، وباعتبارها إحدى أدوات التنمية من جانب آخر "( ) ،" كما تقوم وسائل الإعلام – والتليفزيون في مقدمتها- بدور خطير في تربية وتثقيف أبناء المجتمع عامة ، وهو ما نطلق عليه في التربية (التربية اللا مدرسية)، وقد تكون التربية اللا مدرسية أعمق أثرا في نفوس البشر- مدرسة الحياة- لذا تقوم وسائل الإعلام بدور خطير في عملية التطبيع الاجتماعي "( )

ويمارس التليفزيون – خاصة هذا الدور – نظرا للانتشار الواسع والسريع لهذه الوسيلة الإعلامية في العصر الحديث،" حيث أطلق عليه جورج جربنر Gerbner في دراساته عن المؤشرات الثقافية "Cultural Indicators " "عصر التليفزيون" نظراً لتغلغله في برنامج الحياة اليومية للفرد وهيمنته على البيئة الرمزية "Symbolic Environment" ( ) . "فالتليفزيون يتعرض من خلال المواد الإعلامية المختلفة لشتى ميادين ومجالات الحياة ومن ثم فهو يعد مصدراً رئيساً من مصادر المعلومات "( ).

ويرى ولبور شرام Schramm أن " حوالي (70%) من الصورة التي يرسمها الإنسان لعالمه مستمدة من وسائل الإعلام وخاصة المرئي ، حيث تقوم هذا الصورة بدور واضح في تشكيل آراء الناس وتكوين اتجاهاتهم ومواقفهم وأنماطهم السلوكية تجاه الأشخاص والموضوعات والأشياء والحياة "( ) ، " فالفرد يتعرف على العالم الخارجي ويتعامل مع الواقع الاجتماعي من خلال الصور الذهنية التي تقوم وسائل الإعلام - التليفزيون خاصة – برسمها وترسيخها في ذهنهم أثناء تعرضه وتلقيه المواد الإعلامية المختلفة ، سواء كانت هذه المواد إخبارية أو ثقافية أو درامية أو تعليمية أو فنية...إلخ ، الأمر الذي يساهم إلى حد كبير في تشكيل الاتجاهات النفسية والقيم السلوكية والأفكار وأنماط وأساليب الحياة للفئات الاجتماعية المختلفة"( ) ولا سيما القابلة للاستهواء مثل الأطفال والمراهقين والشباب والأميين وأغلب النساء. ( )

" ويجمع الخبراء على أن التليفزيون وسيلة إعلامية فعالة من وسائل الإعلام وله الدور في عملية صياغة الرأي العام ، وفي التأثير في السلوك الإنساني فقد أصبح للتليفزيون مكانة متميزة ،وكثرت الدراسات والبحوث حول مدى تأثيره في السلوك الإنساني ، ويذهب بعضهم إلى أنه استطاع أن يحدث ثورة في أمزجة البشر وفي عادات الشعوب وثقافاتها ، وإذا كان للتليفزيون ما يُشار إليه من قوة هائلة في التأثير في العقول والاتجاهات والقيم عند الراشدين حقاً فإن التصورات عن الأثر الذي يمكن للتليفزيون أن يحدثه في العقول قد تبدو لنا قاصرة عن بلوغ حقيقة ما يجري في الواقع "( ).

إذ يؤكد إنجلاند England " أن التليفزيون جهاز ذو إغراء غير محدود ، كما أنه مجاني ومتاح للجميع دون استثناء ، وعوامل جاذبيته وإغرائه كثيرة جدا وغير محدودة ، لا بالإقليم ولا بالسن ، ولا بالمستوى الاقتصادي أو الاجتماعي ،وليس هناك فرد لم يتأثر به ، أو يمكن أن يكون غير واعٍ بما يمثله " ( )

وأشرت إحدى الدراسات إلى أنه "يتراوح المعدل العالمي لمشاهدة التليفزيون واستخدام البرمجيات والمواقع الألكترونية بين أربع وسبع ساعات يومياً ،أي بمعدل متوسط قدره خمس ساعات ونصف ساعة يوميا ، وكان المعدل العالمي في الثمانينيات نحو 3.2 ساعة يومياً ، ويرجع زيادة المعدل إلى انتشار القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية ثم انتشار الكومبيوتر والأنترنت "( ).وهذا يعني أن "حقيقة انتشار التليفزيون ، وتحول مشاهدته إلى فعالية يومية شائعة ،وازدياد الخيارات المتنوعة في انتشار الأقمار الفضائية جعلت من التليفزيون طرفا فاعلاً في التنشئة الاجتماعية للأجيال ، بالإضافة للأسرة والمدرسة والأصدقاء ،لذا احتلت وسائل الإعلام المعاصرة مكانة كبيرة في المجتمعات العربية في توجيه الأجيال الصاعدة ، وأصبح التليفزيون عنصراً مهماً بالنسبة للمؤسسات المتحكمة في الشباب العربي والتأثير في أذواقه على وجه الخصوص "( )،إذ يرى علماء النفس والاجتماع والتربية أن " الشباب يتغذى فكرياً ويكون شخصيته اعتماداً على النماذج التي تقوم ببثها وسائل الإعلام وفي مقدمتها التليفزيون ، ولا غرابة في ذلك ،إذ أن نسب الاستهلاك للمضامين التليفزيونية تصل إلى ما يفوق (50%) في مجتمعات مثل مصر وسوريا والعراق ."( )،وتشير بعض الكتابات إلى أن" التليفزيون بات ثالث الأبوين بالنسبة للأبناء ، ومع الأسف فإن الأبوين كثيرا مايدفعانهم إلى هذا الاتجاه ،تهرباً مكن المسئولية وضماناً لهدوئهما" ( )

ولا غرابة إذن فيما أطلقه الأمريكيون على التليفزيون - منذ السبعينات في القرن العشرين- " لقب (الأب الروحي)، كما أطلقوا على الأطفال والشباب (أطفال التليفزيون- جيل التليفزيون)"( ) ،ولا غرابة إذن أن يطلق العالم اليوم عليهم جيل الفضائيات والإنترنت. وهذا لا يعني مجرد تسمية بلهاء بل يتجاوز حدود التسمية السطحية إلى الأثر العميق الذي تحدثه الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت في الجماهير الغفيرة المستهلكة لجميع أنواع الثقافات الوافدة إلينا ، وبكل مشتملاتها ومكوناتها وأهدافها سلباً وإيجاباً .

وفي الدراسات السابقة وأدبيات الموضوع نلاحظ كثرة" الكتابة حول التليفزيون وآثاره خصوصا في الفترة الأخيرة التي بدأت تنتشر فيها أجهزة استقبال البث المباشر( الأطباق-Dishs )- في جميع أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي والإسلامي – وقد ركزت بعض الكتابات المتحمسة على الجوانب السلبية للتليفزيون ، فهاجمت برامجها ومعديها، وحذرت من الآثار السلبية الهائلة التي صاحبت وصول التليفزيون للمنازل"( ) ناهيك عن البث الفضائي المباشر عبر الأقمار الصناعية المختلفة التي صارت متاحة للجميع بفعل انخفاض أسعارها ، كما يمكن ملاحظة قلة الكتابات التي تناولت الجوانب الإيجابية للتليفزيون ،وانطلاقا من حيدة البحث العلمي وموضوعيته يمكن القول بأنه لا يمكن التحامل المستمر على التليفزيون كما لا يجوز الدفاع الدائم عنه باعتباره السلاح ذي الحدين ، فكما أن له سلبياته فإن له إيجابياته أيضاً .( )

وعلى الرغم من ثراء وتنوع المادة الإعلامية تظل الدراما في التليفزيون من أحب الفنون لدى المشاهد العربي ، " وقد أثبتت نتائج البحوث الإحصائية وعمليات الاستفتاء وقياس الرأي العام سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي أن الدراما التليفزيونية تأتي دائماً في مقدمة ألوان الفن التليفزيوني التي يحرص المشاهد على مشاهدتها بشغف كبير لقدرتها على الترفيه عنه، وتسليته ، ولأنه يجد فيها نفسه وطموحاته ممثلة في مختلف الموضوعات والشخصيات التي تجسدها له ، ومن هنا كان حرص التليفزيون على العناية بالدراما بكافة أشكالها وقوالبها الفنية باعتبارها أكثر الفنون قدرة على الوصول إلى وجدان وفكر المُشاهِد وبالتالي فهي أكثر قدرة على توصيل ما يسعى لتوصيله إلى الجمهور المستهدف من قيم وتقاليد وأخلاقيات ، ومن ناحية الموضوع الذي تتصدى له الدراما في التليفزيون فقد شهد المجال أكثر من تطور كاستجابة حتمية للمتغيرات الاجتماعية والسياسية "( ) التي تعيشها المجتمعات بصفة عامة على المستويات المحلية والعربية والعالمية .

ومن هذه التطورات التي فرضت نفسها على الساحة الإعلامية ، ما تبثه الأقمار الصناعية ( الفضائيات) من برامج وأفلام ومسلسلات وأخبار وغيرها ، ومما تقدمه الفضائيات مؤخرا ( المسلسلات التركية المدبلجة) ، ومثيلتها الكورية المدبلجة ، تلك التي تجاوزت حدود المشاهدة والانتشار والإعجاب إلى التأثر السلوكي ، ويمكن الإشارة إلى بعض ما نشر من عناوين حولها في الصحف والمواقع الألكترونية :

(حمى المسلسلات التركية ) ( )، (المسلسلات التركية وسابقاتها )( )،( نحن ومجتمعنا والمسلسلات التركية ) ( )،( المسلسلات التركية .. هذه هي الإم بي سي .. وهذا أسلوبها الرخيص )( )،(هل نجحت المسلسلات التركية بتحسين صورة الأتراك في العالم العربي؟؟)( )، (لماذا فتنت الزوجة العربية بالمسلسلات التركية؟)( )،( لماذا سحرت المسلسلات التركية السعوديين؟!.)( )،(شخصيات المسلسلات التركية في عيون النساء السعوديات )( )،( صراع المسلسلات التركية )( ))،( آخر مصائب المسلسلات التركية )( )،( المسلسلات التركية... سلبت العقول ( )(،( المسلسلات التركية ، ماذا لمست لدينا )( )

والمتصفح للمقالات السابقة الذكر بأقلام عربية أغلبها سعودية( )، يلاحظ التأكيد على ظاهرة انتشار ومتابعة الدراما التركية المدبلجة والتأثر بها وأغلبهم يرى أن :" ردود الفعل التي تثيرها المسلسلات التركية مثيرة للتفكير والتأمل فمن جهة تحظى المسلسلات بنسبة متابعة عالية جدا وبتماه بين المشاهدين والأبطال وصل إلى مستويات مرتفعة جدا، فقد سمعنا عن أسر سمّت أبناءها على أسماء الأبطال، كما سمعنا عن حالات طلاق نتجت عن تأثر الأزواج بالمسلسل( ). إضافة إلى هذا هناك قراءات عديدة تحاول فهم ما يجري ومحاولات رصد لأخبار هذه التأثيرات من قبل الصحف والقنوات الفضائية. أيضا أصبح موضوع تأثير المسلسلات التركية يطرح نفسه من خلال أسئلة المستفتين مما أدى إلى إصدار فتاوى في هذا الخصوص( ).ويذهب هؤلاء الكتاب في حياد إلى القول بـ ( " أن ما يحدث يثبت أن تأثير الفن لا يجاريه أي تأثير آخر. فالفن قريب جدا من الإنسان ويتلاقى مباشرة مع أحاسيسه وأفكاره. وهذا سر علاقة الإنسان بالفن التي ابتدأت واستمرت منذ الوجود الأول. تطورت الفنون مع الوقت وامتزجت مع بعضها البعض واسـتطاعت الرفع من قدرتها على التأثير على المتابعين. المسلسلات اليوم، يجتمع فيها التمثيل مع الموسيقى مع عرض الأزياء مع الرقص مع فنون الديكور والتنسيق.. إلخ مما يجعلها تمثل مزيجاً من الفنون تتفاعل مع أكثر من حاسة لدى الإنسان") ( ) ، ويرجع بعض الكتاب أسباب هذا الذيوع والانتشار للدراما التركية إلى عدة عوامل يمكن تلخيصها فيما يلي:

- ( طرافة الموضوع وجدته

- الانفتاح على (الآخر) الثقافة التركية

- حالة الرومانسية العالية في المسلسل.

- ارتفاع معدلات جمال الأبطال

- عرض الكثير من المشاهد الطبيعية الجميلة.

كما يفند الكاتب أسباب الهجوم والرفض في المجتمع السعودي إلى :

- ردود فعل ناتجة عن زيادة متابعة الفن، الذي يعتبر لدى البعض محرما ولا تجوز متابعته

- فالثقافة الذكورية العربية قد تم المساس بها بأكثر من وجه ، يعرض المسلسل طبيعة علاقة بين الرجل والمرأة تختلف عما تطرحه وتؤيده الثقافة الذكورية لدينا، فالمسلسل يطرح علاقة رومانسية متكافئة الجانب لا يمارس فيها الرجل دورا سلطويا تحكميا بل تأخذ المرأة في هذه العلاقة دورا فاعلا مهما ومؤثرا ولا تؤدي دور المرأة الخاضعة الخانعة. هذه العلاقة بين الرجل والمرأة تتعارض مع طبيعة العلاقة بينهما في الثقافة العربية ولذا فإن الحساسية العربية لا بد أن تتحرك باتجاه رفض المسلسل واستنكار الإقبال عليه

- يبدو أن الفتاة العربية تمارس من خلال التفاعل مع المسلسل نوعا من الانتقام من الرجل العربي، فهي من خلال انجذابها للبطل التركي كأنها تقول للشاب العربي : انظر وتعلم. إنها تطرح أمامه نموذجا لما تبحث عنه. هي تعلم أنه نموذج خيالي ومستحيل ولكنه يوازن المعادلة ومن خلاله يمكن إثارة حساسية الشاب العربي ليعدل من سلوكه تجاه المرأة ويتعرف أكثر على طبيعتها وحاجاتها من خلال النموذج التركي الرومانسي العاشق الهائم والوسيم أيضا)( )

• الإحساس بالمشكلة البحثية ومصادر الاستدلال عليها :

وانطلاقاً مما تقدم وتأسيساً على ما سبق من حيث انتشار دراما المسلسلات المدبلجة في الآونة الأخيرة عبر القنوات الفضائية التليفزيونية ، وإعادة بثها في أوقات وقنوات أخرى ، ولما لاقت من إقبالٍ وإعجابٍ جماهيري واسعٍ ، وإعجاب الشباب بها و تسجيل موسيقاها وتحميل نغماتها على أجهزة هواتفهم المحمولة ، عبر الإعلان المستمر عنها على شاشات التلفازات ، ونشر أرقام الاتصال لتحميلها كنغمات رنين ، فضلاً عن إعادة بثها عبر مواقع الكترونية ومشاهدة الحلقات المقبلة قبل بثها خلال التلفاز ، كما وصل حد استهواء الجمهور والتأثر بها إلى تقمص البعض لبعض شخصيات المسلسلات أو الرغبة والحلم في تغيير الطرف الآخر (رجلا كان أو إمرأة وخاصة الأزواج ) واكتساب الأطفال (لهجة الدبلجة)- اللهجة السورية – والتحدث بها مما دعا كثير من الكتاب الصحفيين لتناول هذه الظاهرة الجديدة بأقلامهم ، التي لاقت رواجا بين فئات كثيرة من جمهور المشاهدين بكافة أوساطه الاجتماعية الاقتصادية والثقافية . وفي الوقت نفسه لاقت إدانة واستنكار ورفض من بعض المتشددين، وإصدار الفتاوي بشأنها مما أثارت جدلاً واسعا في الأوساط الصحافية والاجتماعية وإثارة الرأي العام حول تأثيرها على الشخصية العربية مما أدى إلى ظهور بعض السلوكيات الجديدة المكتسبة ( )التي لم تكن موجودة من قبل ، ودراسة أسباب نجاح وانتشار وقبول هذه النوعية من الدراما الوافدة إلينا عبر الفضائيات .

وانطلاقاً مما سبق فقد لفت نظر الباحثة – من جهة بحثية- هذا الانتشار السريع والرواج الإعلامي لهذه النوعية من الدراما التي استقطبت حديث وجدال الرأي العام ، وفرضت نفسها عليه وعلى مواقع الإنترنت. مما دعاها إلى متابعة بعض النماذج الدرامية- متابعة بحثية موضوعية حيادية جادة ومستمرة –عبر أوقات البث المختلفة وتكراراتها وذلك بهدف رصد أهم المضامين التربوية والتهذيبية الأخلاقية والعادات والسلوكيات الاجتماعية وغيرها مما تؤكد عليه الدراما المدبلجة ، ومن ثم قامت الباحثة بمتابعة أولية لبعض الحلقات وتسجيلها على شرائط فيديو واستعادة مشاهدتها لتكوين فكرة عامة أكثر وضوحا من تكرار المشاهدة باعتبارها دراسة استطلاعية مبدئية عبارة عن ملاحظة علمية موجهة تتمثل في تحليل عينة عمدية من الدراما التركية والكورية المدبلجة المعروضة على القمر الصناعي ( النايل سات- Nile Sat ) في قنوات فضائية مختلفة مثل : mbc1 - mbc4 - الحياة مسلسلات( 1) - الحياة مسلسلات(2) – بانوراما دراما- دبي one - حنبعل – حنبعل الشرق – الكويت 2- Otv – النيل دراما . باعتبارها نماذج مبدئية مثل مسلسل : نور ، سنوات الضياع ، لا مكان لا وطن من النموذج التركي ، وقصة حب حزينة ، وجوهرة القصر ، وامبراطور البحر من النموذج الكوري.

توصلت الباحثة إلى مجموعة من الظواهر والنتائج رصدت خلالها مجموعة من الظواهر البحثية ، كما قامت بمتابعة وتصفح بعض المواقع الإلكترونية حول موضوع البحث مما أثرى الأفكار البحثية ، ومن ثم أمكن تحديد مشكلة البحث وتساؤلاته البحثية فيما يلي :

• ما المضامين التربوية الإيجابية التي تنطوي عليها الدراما المدبلجة في عينة الدراسة ؟

• ما المضامين اللاتربوية السلبية التي تنطوي عليها الدراما المدبلجة في عينة الدراسة ؟

• ما تأثير هذه الدراما على الجمهور المتلقي ( في عينة البحث) في بعض جوانب شخصيته ؟

• ما أسباب الإقبال على مشاهدة أو تفضيل وإيثار الدراما المدبلجة لدى عينة الدراسة ؟

• كيف يمكن الاستفادة من إيجابيات وسلبيات هذه الدراما المدبلجة في الارتقاء بالبرامج والدراما المصرية ذات المضمون الهادف والمربي المؤثر والموجه للناشئة وشرائح الجمهور المستهدف في المجتمعات العربية ؟

* أهدا ف الدراسة :

تهدف الدراسة إلى الإجابة على التساؤلات السابقة للتعرف على محتوى ومضمون الدراما المدبلجة في (عينة الدراسة) ، الإيجابي منها والسلبي ،وأسباب تفضيل الجمهور المشاهد لها ، حتى يتسنى لنا تقديم رؤية موضوعية للاستفادة من ايجابيات التجربة ،وتلاشي سلبياتها .

* أهمية الدراسة :

تستمد الدراسة أهميتها من أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التربية –التليفزيون خاصة- ولا سيما المسلسلات الدرامية التي مازالت تحظى بأعلى نسبة مشاهدة من جمهور المشاهدين كما دلت الدراسات والإحصاءات .

-تعتبر الدراسة استكمالاً لجهود الباحثة في مجال التخصص( الإعلام التربوي) وقضايا الرأي العام .وذلك لأهمية التربية اللامدرسية( ) بجميع فروعها .

- تعتبر الدراسة حديثة وجديدة في المجال التربوي حيث لم يتناول باحث تربوي الدراما المدبلجة من حيث المضمون والأثر ، وبهذا تعتبر إضافة غير مسبوقة في مجال لم يٌطرق من قبل تربوياً .

- تستمد الدراسة أهميتها من حيث تجاوزها الحدود الإقليمية إلى ثقافات أخرى عالمية بما تعكسه هذه الثقافات من مضامين وقيم وعادات وبالتالي تفتح نافذة على عوالم خارجية للتعارف إليهم ضمن الدعوة للانفتاح على الآخر وحوار الحضارات.

- تستمد الدراسة أهميتها من حيث اقتحامها بجرأة مجالات بكر قلما يتصدى لها باحث تربوي تقليدي لا يؤمن إلا بالتربية النظامية حتى بعد فشل المدارس في أداء رسالتها وإحلال الدروس الخصوصية بدلا منها ، وتغير القيم المجتمعية نتيجة العولمة والكوكبية والسماوات المفتوحة والقرية الكونية الواحدة ،وتداخل الثقافات وتأثر الشخصية بكل هذه العوامل العولمية الوافدة علينا.

• تحديد الخطوات المنهجية المستخدمة في الدراسة :

* اختيار العينة :

1- عينة السلاسل التليفزيونية :

أ‌- النموذج التركي : سنوات الضياع – لا مكان لا وطن – لحظة وداع .

ب- النموذج الكوري : جوهرة القصر .

وأذيعت منذ منتصف عام 2008 تقريبا على القنوات الفضائية mbc1- mbc4 : - حنبعل الشرق (تونسية)، وقد تم إعادتها فيما بعد على الحياة ، والحياة مسلسلات ، والنيل دراما ، وotv ، وبانوراما دراما ، وغيرها ومازال يعاد بثها وتعرض على قنوات أخرى الآن .

2- عينة الجمهور :

قامت الباحثة بتحليل نماذج مختلفة تعكس أغلب الآراء الواردة في بعض المواقع الالكترونية وكذلك تحليل آراء الخبراء والمتخصصين من الكتاب وهذه المواقع هي : مدونات مكتوب , صحيفة الوطن ، القدس ، همسات ، أقلام ثقافية ، الرياض ، العروبة ، دنيا الرأي ، دنيا الوطن ، عبث الصدور ، mbc

3- ينتمي الجمهور للجنسية العربية من أغلب الدول العربية ( العراق والأردن فلسطين والسعودية والجزائر وتونس وسوريا والمغرب ومصر والإمارات ودول الخليج أو مقيمين بالخارج)

• منهج الدراسة والأدوات :

تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يعتمد على أسلوب تحليل مضمون مادة الاتصال أو الرسالة الإعلامية الموجهة للجمهور عبر شاشة التلفاز( فئات ماذا قيل ؟ ولمن قيل ؟ وكيف قيل؟ ) ، وكذا استخدمت المنهج النقدي الذي يتجاوز الوصف والتحليل إلى النقد والتقييم وصولا لرؤية أشمل واستندت الباحثة في النقد إلى مجاراة أو مخالفة المعايير الثقافية العربية التي تعتمد الهوية العربية والإسلامية إطاراً مرجعياً للحكم على القيم والمضامين والتوجهات والسلوكيات .

كما أعتمدت الباحثة على استقراء القيم والمضامين التربوية وتحليلها من خلال المشاهدة اليومية والمتابعة الدقيقة للسلاسل المنوطة بالدراسة (راجع العينة) ، باعتبار الفكرة العامة الواحدة هي وحدة التحليل .وقد تم رصد التحليل في صحيفة استبيان أعدت خصيصا لرصد المشهد الدرامي والحواري لاستنباط القيمة الدالة وبقية المضامين التربوية الأخرى،بالإضافة لاستمارة تفريغ آراء الجمهور ، ولما كان عمل التليفزيون يعتمد على الصوت والصورة بالإضافة للمضمون فقد قامت الباحثة بتحليل واستقراء الصوت والصورة أيضاً وهو ما يندرج في فئة : كيف قيل .؟

مصطلحات الدراسة :

• المضمون التربوي ومضمون العمل الدرامي :

وتقصد الباحثة بالمضمون التربوي بشكل عام : هو مجموعة القيم والأهداف والتفضيلات والأخلاق والتوجهات والعادات والسلوكيات أو الممارسات المرغوبة في المجتمع العربي أي التي تتفق وتتسق مع ما يناسب (الهوية / الأيديولوجية ) الثقافية العربية والإسلامية.

والمقصود بمضمون العمل الدرامي " هو الموضوع الذي تدور حوله التمثيلية التي تكتب للتليفزيون بما يشتمل عليه هذا المضمون من أحداث وما ابتغاه من أهداف "( )

• الدراما :

" استعملت كلمة دراما للأعمال الأدبية التي يمكن أن تُمثل على المسرح ، إلا أن كلمة دراما أصبحت تعبر عن القطع التمثيلية التي يغلب عليها الناحية الجدية "( ) ، وللدراما أنواع منها الميللودراما وهي القصيرة ، والتراجيديا وهي المأساوية ، والسوسيودراما وهي الاجتماعية ، والسيكودراما وهي النفسية ، والمونودراما وهي تعتمد على الممثل الواحد والحوار الذاتي ، ...إلخ ( )

- أهداف تقديم الدراما :

تلتمس الدراما موضوعها من الحياة ذاتها ، بكل جوانبها " فهي ترتبط بالحياة الإنسانية والإنسان ومشاكله كلها ، والدراما في تطورها تحاول أن تجد نوعاً من التفسير لهذه الحياة التي ما زالت بعض أسرارها مغلقة على الأفهام ،هذا التفسير الذي يهدي الإنسان إلى جوهر هذه الحياة "( )، " وعلى الفن الدرامي أن يقدم المادة للناس في صورة مركزة ومنتقاة من بين كثير من الأفكار، ومرتبطة ببعضها البعض ارتباطا منطقياً بحيث لا يكون مؤلف الدراما ساردا لأمور الحياة في إطناب ممل وإنما يختار ويركز الأفكار التي تتطور حول الصراعات الموجودة في الحياة , الصراعات الموجودة في العمل الفني الدرامي لا يمكن اعتبارها صراعات إلا إذا كانت بين أمرين متوازنين أو متوازيين بمعنى أن يكون الصراع متكافئاً ، ويتناول مثلاً الصراع بين الإنسان ونفسه كما في هاملت أو بين الإنسان والمجتمع أو بين الإنسان والقدر كما في أوديب .. وهكذا "( )

" إن من يقرأ تاريخ الفن يمكنه أن يعرف أن النهضة الفنية في أثينا كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالوعي الدرامي ،الذي كان موجوداً حينئذ ، وأن هناك صلة طردية بين الجمهور والمادة ، فكلما ازداد اهتمام الجمهور كلما ارتفع مستوى المسرح ، وكلما ارتفع المستوى الفني للمادة كلما ازداد اهتمام الجمهور بها ." ( )

• المسلسلات والسلاسل التليفزيونية :

من الأخطاء الشائعة لدى الجمهور وبعض المتخصصين إطلاق كلمة مسلسل تليفزيوني على التمثيليات المتعددة الحلقات التي يتابعونها يومياً عادة وتبث في زمن محدد وعلى قناة خاصة ، لكن ثمة فارق مهم بين المسلسل والسلاسل " فقد جرت العادة بأن تتكون كل مسلسلة من ست حلقات يستغرق عرض كل حلقة منها نصف الساعة أسبوعياً ، والأساس الفني الذي تقوم عليه المسلسلة التليفزيونية هو احتواؤها على مجموعة من المواقف الخطيرة التي توتر الأعصاب ، وتخضع لعناصر معينة لابد من مراعاتها في كتابتها ، وأهم هذه العناصر هو التشويق ،فالمسلسلة التي تشد المشاهدين إليها وتحملهم على التساؤل والتخمين بعد كل واقعة من وقائعها تكون قد قطعت نصف الطريق إلى النجاح ومن المعتاد جعل شخصية رئيسة – أو شخصيتين- تستمر خلال الحلقات الست كلها لأن الشخصية المستمرة تساعد على تركيز الانتباه ، كما تساعد على ربط أحداث المسلسل بعضها ببعض ، ويعتمد الحدث الدرامي فيها على الفكرة الصغيرة المبتكرة ، بينما السلسلة شيء مخالف تماماً للمسلسلة ومن ثم تحتاج إلى معالجة من نوع آخر ، إن المسلسلة عبارة عن تمثيلية يستغرق عرضها ثلاث ساعات ، وهي مقسمة إلى ست حلقات متتالية ، بحيث تؤدي كل حلقة منها إلى الأخرى ، أما السلسلة فهي خيط يضم مجموعة من الأحداث كل منها كامل بذاته وان انتظمتها جميعاً فكرة واحدة أو شخصية مفردة أو مجموعة من الشخصيات ، لذا يمكن- بمجرد وضوح الشخصية أو الموضوع للمشاهدين – أن تتتابع حلقات السلسلة إلى مالا نهاية "( )، وبناء على ما تقدم يمكن اعتبار المسلسلات التليفزيونية - سواء المصرية منها أو العربية أو المدبلجة - هي في واقع الأمر تنتمي إلى السلاسل التليفزيونية. وبالتالي فإن عينة الدراسة الحالية تنتمي في الواقع إلى السلاسل التليفزيونية.

• الدبلجة :

تنتمي إلى ما يعرف بفن أو تقنية أو علم (الدوبلاج)، و" دبلج" لفظة أجنبية تعني ترجمة العمل الفني إلى اللغة أو اللهجة المحلية للبلد التي قامت بالدبلجة وإحلال لغتها أو لهجتها هي على لسان شخصيات أخرى تقوم بالتمثيل أو أداء الأدوار دون أن يظهروا على الشاشة ، أي الاحتفاظ بالممثل الأصلي في العمل الفني ، مع إتباع تقنية كتم الصوت الأصلي للممثل ، وتركيب صوت جديد عليه بعد الترجمة ،( ) مع مراعاة الاحتفاظ بالموسيقى التصويرية الأساسية للعمل الفني ، وأحياناً الغناء ، على نحو ما ورد في المسلسلات التركية موضوع الدراسة ، والتي أعجبت كثير من الجمهور فراحوا يحملون نغماتها على أجهزة الهواتف النقالة ، تأكيداً لإعجابهم بها واستهوائها لهم .

ثانياً : الدراسة التحليلية :

1- تحليل فئة لمن قيل ؟ :

هذه الدراما تركية الأصل أي إنتاج تركي، للجمهور التركي ، لكن مع الترجمة وتقنيات الدبلجة وبيعها للفضائيات المختلفة صار الجمهور المشاهد عالمياً ، وتجاوز حدود الجنسية التركية إلى معظم جنسيات وشعوب العالم ومن هذا الجمهور تعني الدراسة بالجمهور العربي الذي شكل جزءا كبيرا من الظاهرة المدروسة بحكم الانتشار .

2- تحليل فئة ماذا قيل ؟ :

أولاً : مسلسل سنوات الضياع( تركي) :

أ‌- نوع المسلسل: ينتمي للسوسيودراما أي الاجتماعية الرومانسية( نموذج رفيف ويحيى، لميس ويحيى، ورفيف وأخو لميس ، وسوميد ونزار ، وسوميد وأخو لميس) وبعض شخصيات ثانوية ويهتم بالقطاع الاقتصادي الخاص وخاصة الشركات الكبرى والعمالة في المجتمع وبعض أدوار المجتمع المدني ، بالإضافة لبعض أحداث تنتمي للسيكودراما (نموذج تايم) ، ولا يخلو المسلسل من بعض العنف والجريمة ( نماذج الشر مقابل نماذج الخير) وتعتمد دراما المسلسل على أنواع مختلفة من الصراعات ( الصراع بين بعض الشخصيات وبعضها ) أو( الشخصية والقيمة المجتمعية أى مع ذاتها) أو (الشخصية والقدر ).

ب‌- فكرة وملخص الأحداث : يقع المسلسل في 150 حلقة ، مدة الحلقة 45 ق ، تذاع في ساعة تقريبا وتتخللها الإعلانات المختلفة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل