المحتوى الرئيسى

ناريمان ناجي تكتب: أيهما: الحق أم الواجب؟؟!!

06/19 19:52

ناريمان ناجي تكتب: أيهما: الحق أم الواجب؟؟!!

ناريمان ناجي

الجريدة (خاص) – كتبت ناريمان ناجى

ما بين الحق والواجب أسئلة كثيرة تتصارع بداخل الكثير مننا،حاولت أن أجتهد في إيجازها و الرد عليها. و أسأل الله التوفيق و السداد:

السؤال الأول: ما شكل العلاقة بين الحق و الواجب؟ هي علاقة تكاملية تناسبية، فكل شئ عند الله بمقدار، و هو أعلم بطبيعة عباده… فإن عاش الإنسان للواجب فقط دون حقه تصوره من حوله فريسة سهلة، و لو لحقه فقط هابه الناس كأسد الغابة يأخذ بلا رحمة… لذلك خلق الله الحق و الواجب ما بين 50:50 أو 60:40، و من الممكن أكثر أو أقل من ذلك بقليل، لكن إذا حدثت فجوة كبيرة بين النسبتين كان ذلك مؤشراً لخلل داخلي ربما شخصي فردي أو مجتمعي …مثلما كانت الفجوة في مصر حتى ثورة 25 يناير، فالطبقة المتوسطة وما أدناها عاشوا مقهورين بتأدية الواجب ثلاثين عاماً دون أن يأخذوا 10% من أبسط حقوقهم و الصفوة تنهب حقوقا -ليست لها- دون أن تؤدي 10% من واجباتها.

السؤال الثاني: هل يجوز في وقت ما أن آخذ حقي دون أداء واجبي أو أن أقوم بواجبي دون أن أطالب بحقي (دون أن يكون ذلك مؤشراً لخلل ما)؟ الإجابة نعم، وارد جداً و أحياناً يكون ذلك التصرف في حد ذاته واجب و حق…كيف ذلك؟! فمع الله ثم الوطن و الأم واجبكم تجاههم أهم من حقهم عليك، لأن ما قدموه لك من حقوق يصعب حصره أو أداء حقه… أما مع كل مغتصب عدو كاسرائيل مثلاً فحقك ثم حقك ثم حقك فتمسكك بحقك في حد ذاته واجب تجاه الله و الوطن و نفسك.

السؤال الثالث: في الفترة الحالية الأولوية للحق أم للواجب؟ دعونا أولاً نٌشخص الحالة المصرية لنصل أخيراً إلى إجابة أو علاج…المواطن المصري عاش في مصر كالفلاح في وسية الخواجة، فالأرض في الأساس أرضه “حقه” لكنها سُلبت منه قهراً فأصبح واجبه فقط أن يزرع الأرض حتى يحصل على حقه في المعيشة… فوَلَد َ الكبت انفجاراً و أصبح الجميع يبحثون عن حقوقهم…و انطلقت المظاهرات و الاعتصامات من المصريين المكلومين و كان الضمير المصري والحس الوطني ما بين مؤيد لمزيد من الحقوق بعد حرمان طويل، ومعارض لأن الواجب يقول الوطن أولاً و أهم… إذن نعالج هذه الفجوة؟ .. العلاج في أن يصبر ميسورو الحال على حقوقهم و أن يحاولوا تأيدة مزيداً من الواجب حتى تتعافى مصر ويتعافى إخوانهم من القهر و السلب الحقوقي فتعود للمجتمع المصري من جديد روح التوازن و التكامل بين الحق و الواجب…

السؤال الرابع: كيف نضبط ميزان الحق والواجب؟ أو بمعنى آخر كيف أعرف أن مرحلة ما الحق فيها يتقدم على الواجب أو العكس؟ لن أعطي خارطة طريق كرد.. بل سأعطي مثالاً و قصة الكل يعرفها لكننا أحياناً لا ننظر إليها بمنظور الحق و الواجب…المثال هو غزوة أحد، وبالمناسبة ما سأكتبه كان نص رسالة أرسلتها لأحد أشهر الوجوه الإعلامية نجاحاً و تأثيراً والذي قيل عنه أنه ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية:

” في غزوة أحد، تاه المسلمون بين حقهم و واجبهم، فبعد النصر بحث أربعون من الرماة عن “حقهم” في الغنائم والتحقوا بسَوَاد الجيش ليشاركـوه فـي جمع الغنائم‏، وخالفوا واجبهم بألَّا يبرحوا أماكنهم كما أمرهم رسول الله فتركوا مواقعهم من الجبل، وهكذا خلت ظهور المسلمين، ولم يبق فيها إلا ابن جبير وتسعة أو أقل من أصحابه والتزموا مواقفهم مصممين على البقاء حَتَّى يؤذن لهم أو يبادوا‏، ‏فانقلب النصر إلى هزيمة… هكذا هو حالك، فالترشح للرئاسة حقك لكن واجبك أن تبقى مكانك تؤدي رسالتك، فالعشرات يصلحون للرئاسة لكن لا يوجد من يحل مكانك و يؤدي نفس رسالتك ” .

قبل أن تقرر أيهما الحق أم الواجب؟؟ أو الحق و الواجب سوياً!!… حاسب يدك ( العمل ) وقلبك ( الإحساس ) وعقلك ( التفكير) وضميرك… و قل لهم “هل أديتم واجبكم حتى تنالوا حقوقكم؟” و في نفس الوقت ارفق بهم و أعطهم حقهم بعد أن يؤدوا واجبهم…

اللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً وجنبنا اتباعه….

الرابط المختصر: http://www.algareda.com/?p=18017

بإمكانكم دومًا متابعة آخر أخبار الجريدة عبر خدماتها على موقع تويتر أو عبر موقع فيسبوك.



أهم أخبار مصر

Comments

عاجل