المحتوى الرئيسى

سرطان الكبد يقتل مليون شخص حول العالم سنوياً

06/19 18:19

يعد مرض سرطان الكبد مسؤولاً عن وفاة مليون شخص حول العالم سنوياً، وتشير الإحصائيات إلى أنه يتسبب فى وفاة 13 ألف حالة فى أمريكا، و57 ألفاً فى أوروبا، و322 ألفاً فى الصين، و360 ألفاً فى اليابان، أما فى مصر، فتوضح الإحصائيات أن هناك زيادة سنوية فى مرض سرطان الكبد، وأن هناك ارتفاعاً ملحوظاً فى معدل الوفيات فى مصر بسبب المرض، وارتفعت النسبة من 2.8 لكل 100 ألف عام 1990، إلى 4.9 لكل 100 ألف فى عام 1999، لتصل إلى 7.9 فى عام 2009، وفى ظل تنوع الإحصائيات الخاصةبزيادة نسبة مرضى الكبد فى مصر، وانتشار سرطان الكبد كامتداد لانتشار فيروسى «سى» و«بى»، عقد المؤتمر الثانى لجمعية سرطان الكبد المصرية، مطلع الشهر الجارى، وناقش أحدث سبل علاج وتشخيص أمراض الكبد، فى حضور نخبة من أساتذة الكبد فى مصر.

تقوم الأشعة التداخلية بدور كبير فى علاج سرطان الكبد، وهى عبارة عن استخدام أدوات طبية رفيعة ودقيقة، مثل الإبر والقساطر والأسلاك، وإدخالها فى جسم الإنسان عن طريق الجلد، دون فتحة جراحية، ثم توجيه هذه الأدوات داخل جسم الإنسان باستخدام الأشعة التشخيصية، حتى تصل إلى مكان المرض داخل الجسم، ويتم استخدام هذه الأدوات فى علاج المرض، سواء بحقن عقاقير علاجية أو تركيب دعامات أو سد الأوعية الدموية المغذية لمنطقة المرض أو حرق الأورام، كما يؤكد الدكتور أحمد الدرى، مدير وحدة الأشعة التداخلية ووحدة سرطان الكبد بطب عين شمس، ورئيس جمعية سرطان الكبد المصرية.

وأشار الدرى إلى الوسائل المستخدمة حالياً فى علاج سرطان الكبد، ومنها الحقن الموضعى بواسطة الكحول النقى، والتردد الحرارى، والقسطرة التداخلية للشريان الكبدى، مع الحقن الكيماوى وسد الشريان المغذى للورم، هذا بالإضافة إلى وسائل أخرى حديثة جداً تم إدخالها إلى مصر مؤخراً، منها حرق الأورام بواسطة الميكروويف، والقسطرة التداخلية للشريان الكبدى المغذى للورم، مع حقن الحبيبات المشعة.

وحول حرق الأورام بواسطة الميكروويف، قال الدرى إنه تم إدخال هذه الوسيلة لأول مرة فى مصر عام 2007، بواسطته والدكتور محمد كمال شاكر، وتم تطوير الجهاز الخاص بها، وحصول وحدة سرطان الكبد على الجهاز المعدل فى عام 2009، وتم استخدامه فى علاج عدد كبير من المرضى بنجاح، وأضاف: من مميزات الميكروويف السرعة فى حرق الورم، وعدم التأثر بوجود أوعية دموية ملاصقة للورم، وعدم دخول تيار كهربائى إلى داخل جسم الإنسان، مما يعنى أن الألم الناتج أثناء الحرق، يكون أقل بكثير من الألم الذى يحدث أثناء الحرق بواسطة التردد الحرارى.

ويشرح الدرى إمكانيات استخدام القسطرة التداخلية للشريان الكبدى المغذى للورم، موضحاً أن هذه الوسيلة تستخدم فى المراحل الأكثر تطوراً من سرطان الكبد، الأكبر حجماً والأكثر تشعباً، والتى ظلت تمثل مشكلة كبرى عالمياً لأن عدداً كبيراً من المرضى يتم تشخيصهم فى هذه المرحلة، ولم تكن هناك سبل علاجية متوفرة ومتاحة لهم، لأن العلاج بالوسائل الأخرى لا يعطى نتائج جيدة فى هذه الحالات، كما أن العلاج بالإشعاع ظل لسنوات طويلة من الوسائل غير القابلة للاستخدام فى علاج سرطان الكبد، حيث يصعب توجيه العلاج المشع بدقة للورم فقط دون الإضرار بباقى النسيج الكبدى غير المصاب بالأورام، ونتيجة للتقدم العلمى المستمر تم تصنيع حبيبات مشعة متناهية الصغر، يمكن حقنها إلى داخل الورم مباشرة، عن طريق الشريان المغذى للورم، بإدخال قسطرة رفيعة من الشريان الفخذى، ويتم توجيهها تحت الأشعة حتى تصل إلى الشريان المغذى للورم، ويتم حقن هذه الحبيبات لتنتشر وتتوزع داخل الورم، وتصدر الأشعة القاتلة للخلايا المصابة، وذلك دون إحداث تأثير كبير على خلايا الكبد المحيطة بالورم.

وأكد الدرى أن هيئة الأدوية الأمريكية اعتمدت هذه الوسيلة حديثاً لعلاج سرطان الكبد الأولى بعد أن أثبتت فاعليتها، بالإضافة إلى وجود اتجاه عالمى لزيادة فاعلية هذه الوسيلة، باستخدام أقراص العلاج الطبى الموجهة، والتى تؤخذ عن طريق الفم، ويقوم العلاج الموجه بمنع تكوين شعيرات دموية وشرايين جديدة لتغذية الورم، كما يساعد فى القضاء على الخلايا الحية التى تبقى بعد استخدام الحبيبات المشعة.

من جانبه أكد الدكتور، أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة القاهرة، سكرتير جمعية سرطان الكبد المصرية، أن أفضل طريقة للوقاية من أورام الكبد هى منع مسببات المرض، مثل التركيز على تطعيم جميع الأطفال منذ الولادة، ضد فيروس «بى»، والتأكد من متابعة ذلك بدقة، إضافة إلى ضرورة الحرص على تطعيم العاملين فى الحقل الطبى، من عمال وتمريض وأطباء والمخالطين لمرضى فيروس «بى» المزمن.

ونصح عمر المرضى المصابين بضعف المناعة، مثل مرضى السكر غير المنضبط، بأهمية المتابعة المستمرة والدقيقة مع الطبيب المختص، فى حالة إصابة الكبد بأى نوع من الالتهابات المزمنة، مثل الالتهاب الدهنى أو المناعى، كما ينصح مرضى التليف الكبدى ومرضى الالتهابات المزمنة فى الكبد، بالقيام بفحص دورى، بتحليل الدم لقياس نسبة مؤشرات أورام الكبد، والأشعة فوق الصوتية كل ستة أشهر. وهو ما يتيح اكتشاف أورام الكبد فى مرحلة مبكرة، ويحسّن فرص العلاج.

وأشار عمر إلى وجود تعاون كامل بين الجمعية ووزارة الصحة، لتبنى حملة قومية وقائية من مرض سرطان الكبد، والدعوة للكشف المبكر عن المرض، ورفع نسبة الوقاية والتوعية عند المواطن المصرى، إضافة إلى حملات وقائية من المرض، تهدف لرفع الصحة العامة لمرضى الكبد فى مصر، وزيادة التوعية بأسباب المرض وأعراضه، وأفضل طرق الوقاية وحماية مرضى فيروس «سى» و«بى» فى مصر، ودعوتهم لعمل مسح وفحص شامل للكشف المبكر عن المرض لتسهيل عملية العلاج.

وذكر الدكتور حمدى عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة، أن هناك ثلاثة أنواع من السرطان تنشأ فى الكبد، سرطان الخلية الكبدية، وسرطان القنوات المرارية، وسرطان الكبد الدموى، مشيراً إلى أن عوامل إلاصابة الرئيسية تتمثل فى تليف الكبد، والتهاب الكبد الفيروسى «سى» أو «بى»، إضافة إلى عوامل أخرى مثل السِمنة، والسكر، والتدخين، وزيادة الحديد بالجسم، والمبيدات الحشرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل