المحتوى الرئيسى

رحلة البحث عن الوقود الشاقة تشغل اليمنيين أكثر من الوضع السياسي

06/19 13:02

صنعاء – عبدالعزيزالهياجم

أمام إحدى محطات الوقود بالعاصمة صنعاء توقفت سيدتان يمنيتان كانتا تقودان سيارتيهما بحثا عن التزود بالبنزين الذي أصبح الحصول عليه رحلة شاقة محفوفة بالمتاعب والمخاطر.

في نهاية طابور طويل كان على السيدتين أن تنتظرا دورهما بين حرارة الشمس وتخلي البعض من السائقين بفعل الأزمة عن أخلاقيات اعتادها اليمنيون لتسهيل مرور المرأة وإفساح المجال لها أولا.

ووسط ذلك الحشد خرج شيخ كبير من إحدى السيارات لينادي وسط الحاضرين قارئا بصوت عال من سورة القصص : "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان. قال ما خطبكما, قالتا لا نسقي حتى يصد رالرعاء وأبونا شيخ كبير". فما كان من السائقين ومن صاحب المحطة إلا دعوة السيدتين لأخذ حصتهما من البنزين دون الانتظار في الطابور.

أزمة الوقود في اليمن تحولت من حالة اقتصادية إلى موضوع سياسي جراء الأزمة الراهنة التي تعيشها البلد والتي انعكست آثارها على كافة المناحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى لدى الأطفال الذين أصبح خروجهم للتنزه وقضاء أوقات ممتعة في رحلات بين المدن أو إلى الضواحي والأرياف مرهون بتوفر البنزين.

يقول أحمد سعيد وهو موظف حكومي: "منذ أسبوعين وأولادي يسألونني متى سنخرج في رحلة يا بابا, فأجيبهم, عندما تصل مكرمة خادم الحرمين الشريفين النفطية وتنفرج أزمة الوقود في البلد.

ويتابع أحمد قائلا : "نحن لا دخل لنا بمشاكل السياسيين وخلافاتهم, نريد أن يدير طرفا السلطة والمعارضة خلافاتهما بعيدا عن اللعب باحتياجات الناس ومتطلباتهم الأساسية, الجانبان يتبادلان الاتهامات بشأن أزمة الوقود والكهرباء وكل طرف يحمل الآخر المسؤولية دون أن نعرف حقيقة ما يجري ومن السبب, على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية وأن لا يحملوا المواطن ما لا يطيق".

وفيما عاد الكثير من أبناء المناطق الريفية لاستخدام الحمير في مواصلاتهم ونقل ما يحتاجون إليه من سلع وبضائع, أصبح أبناء المدن غير قادرين على التواصل وزيارة الأقارب والأصدقاء.

ويقول عبد الرحمن الذي يسكن في أقصى جنوب العاصمة صنعاء : "إخواني يقطنون في شارع المطار في أقصى شمال العاصمة ومنذ أكثر من شهرين أصبح التواصل بيننا تلفونيا بعد أن كانت زياراتنا المتبادلة أسبوعيا, والسبب طبعا أزمة البنزين".

سليم عبد الله وهو شاب جامعي ومشجع رياضي مهووس بكرة القدم يعود بالذاكرة إلى نوفمبر 2010 حين احتضنت اليمن بطولة كأس الخليج لكرة القدم في دورتها العشرين ويقول: "في تلك البطولة التي نجحنا في تنظيمها,كنت أشعر أننا أصبحنا قريبين جدا من الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي وشيئا فشيئا بدأت تلك الأحلام تتبخر بفعل الأزمة القائمة في البلد وأصبح الحلم أن تنجح المبادرة الخليجية في إيجاد مخرج لليمن واليمنيين من هذا النفق المظلم, أما اليوم فأصبح تفكيرنا عند المساعدات الإنسانية الخليجية ومنها مكرمة خادم الحرمين الشريفين بإرسال 3 ملايين برميل من النفط الخام لدعم قدرة بلادنا على مواجهة الأزمة الخانقة في الوقود".

أزمة الوقود أيضا شغلت تفكير رجال الدين والخطباء الذين ركز كثير منهم في خطب الجمعة على مسألة الغش في السوق السوداء التي يبيع أصحابها بنزينا مخلوطا بالماء أو الكيروسين ,وتذكير الناس بأخلاقيات وقيم الإسلام الحنيف والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تعتبر من يغش ليس من المسلمين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل