أحمد شكر يكتب: مصر تنجح

هذا هو الاختبار الثالث الذى ينجح فيه الشعب المصرى، بعدما نجح النجاح الأعظم فى الإطاحة بأعتى نظام استبدادى فى المنطقة، وإن شئت قل فى التاريخ!

فمنذ تكوين اللجان الشعبية بعد يوم 28 يناير أثناء الثورة، والتى نجحت نجاحًا رائعًا فى تأمين المرافق الحكومية والأحياء السكنية فى فترة من أحرج الفترات فى تاريخ الشعب المصرى لعلها تفوق بكثير فترات الحروب التى خاضتها مصر فى الزمن القريب أو البعيد.

ثم جاء النجاح الحضارى الثانى فى يوم 19 مارس يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذى قدم فيه الشعب المصرى نموذجًا راقيًا لممارسة الديمقراطية رغم حالة الاستقطاب الشديدة التى سبقت الاستفتاء بين نعم ولا.

وها نحن نعيش النجاح الثالث فى تأمين لجان الثانوية العامة التى تمر أيامها وكأنها سطور من نور يكتبها الشعب المصرى!

هذه الامتحانات امتزج فيها ثلاثة ألوان لتشكل فى النهاية لوحة رائعة لشعب رائع: الجيش الذى تصحب قواته المناضلة سيارات نقل الأسئلة ذهاباً وإياباً وكأنها تصنع نصرًا بعد نصر أكتوبر المجيد‘ ثم الشرطة التى تحاول رغم الحالة التى نعلمها جميعاً أن تقوم بواجبها‘ ثم تكمل اللوحة باللجان الشعبية التى تشارك بقوة ويؤدى وجودها إلى حالة من الاطمئنان لدى الجميع.

أرى هذا المشهد وأنا مشارك فيه، حيث يقوم أفراد اللجان بتوزيع العصائر والمثلجات على عناصر الشرطة والجيش، وقد توشحوا بأوشحة مختلفة لأرى بأم عنينى أفضل سنة امتحان فى تاريخ الثانوية فى المدرسة التجريبية، التى تقع فى مواجهة منزلى!

إنه شعب رائع حقاً وفى كل يوم يثبت للمتآمرين المتربصين به الذين ينتظرون أن يذهب إلى الهاوية أنه شعب أكبر من المؤامرات وأنه شعب عصى على الاستهداف.

وعليه أقول لهذه التى زرعت قصرًا على حدودنا الشرقية - والتى لا تفتأ تتجسس على مصر مع إن هذا خرق لكامب ديفيد التى يتبارى المرشحون للرئاسة للتصريح باحترامهم لها ومحافظتهم عليها وكأن رضا إسرائيل أمر مطلوب- إن مصر حضارة وتاريخًا وشعبًا وأرضًا أكبر من أن تشغلها الحشرات والليث إذا زئر سيقطع عروق الذبابة فإياك والاحتكاك بهذا الشعب وأيام الدلع بالنسبة لك انتهت مع سقوط الكنز الإستراتيجى ومجىء الشعب الإستراتيجى!