المحتوى الرئيسى

... وهل يجرؤ المالكي على طرد الوفد الأميركي?

06/19 04:46

داود البصري

ثمة أسطورة تناقلها الإعلام الحكومي العراقي التائه نقلا عن وزير الدولة علي الدباغ تقول ان الحكومة العراقية المالكية "الدعوية المجاهدة" قد طلبت من السفارة الأميركية في بغداد ضرورة خروج الوفد البرلماني الأميركي من العراق وبما فسرته الحكومة العراقية على كونه عملية طرد ديبلوماسية!

والأمر بطبيعته مجردنكتة سمجة وفاصلة لمشهد كاريكاتيري يشرب فيه زعيم حزب "الدعوة" الإيراني نوري المالكي حليب السباع أمام العراقيين ويتظاهر بانه زعيم حازم وحاسم لايقبل التضحية بمصالح العراق وذلك ردا على إقتراح من بعض أعضاء الكونغرس الأميركي بضرورة قيام العراق بدفع تعويضات مالية للحكومة الأمريكية كثمن لسداد جزء من مصاريف و نفقات حرب "حرية العراق" و إسقاط نظام صدام حسين و تشييد الدولة العراقية الجديدة الفاقدة لهويتها الحقيقية حتى اليوم بعد أن سلم الأميركيون العراق وعلى طبق من ذهب وفضة وبلاتين للنظام الإيراني من خلال وكلائه وعملائه الذين تصدوا لقيادة العملية السياسية وتشييد الديمقراطية المزعومة التي أعادت العراق إلى الخلف عقوداً طويلة ?

طبعا لن ندخل في النقاش الحامي حول من طلب من الولايات المتحدة التدخل لقصم ظهر نظام صدام حسين المندثر ? فتلك قضية أخرى و تحمل في طياتها ملفات وأسراراً ومصالح دولية عظمى بعضها مكشوف وواضح الهوية ومعظمها ما زال من الأسرار الدفينة لأن نظام صدام حسين في جميع تصرفاته وملفاته وأجنداته لم يكن بعيداعن تنفيذ الإرادات الغربية والأميركية خصوصا لاسيما وأن تحالفات نظام صدام السابقة مع أطراف أميركية مهمة كانت معروفة وواضحة ومكشوفة ولكن تم التعتيم الكامل على تلك المرحلة وإنهاء النظام وعناصره ووثائقه بطريقة مافيوزية محترفة للغاية , فإسقاط نظام صدام حسين في البداية والنهاية كان تعبيرا وتجسيدا لمصلحة ستراتيجية أميركية أكثر منها عراقية!

ولعل الحيرة والتخبط الأميركي في التعامل مع نظام البعث السوري وهو يحز رقاب شعبه الثائر يفضح العديد من صور نفاق السياسة الأميركية وأولوياتها المحددة بمصالح وأجندات معينة مرتبطةبتوافقات وتفاهمات إقليمية ودولية خاصة , عموما الموضوع طويل و الملف شائك ومعقد ولكن حكاية طرد المالكي لوفد الكونغرس الأميركي المفبركة حكوميا أصلا لاعلاقة لها بقضية التعويضات الأميركية والتي يستطيع الأميركيون نيلها لو أرادوا فعلا ? ولكن الملف مرتبط بتدخل وفد الكونغرس كما هو واضح ومعلوم للجميع بقضية إنتهاكات حكومة المالكي لحقوق الإنسان في معسكر أشرف للاجئين الإيرانيين في العراق ? وهي قضية حساسة للغاية لأمن النظام الإيراني ولتوجهات وتعليمات وأوامر علي خامنئي وحرص نوري المالكي شخصيا على تنفيذ الرغبات الإيرانية الرسمية وعدم إزعاج وإقلاق راحة وبال الخامنئي التي تعتبر رغباته بمثابة أوامر لأهل الحكم في العراق وهم في النهاية من تلاميذ الولي الإيراني الفقيه وأتباعه المخلصين مهما بلغت درجة الإنكار وتصنع الإستقلالية المزيفة.

فحزب "الدعوة "الحاكم وبقية "إخوان الصفا" المتآلفين معه هم صناعة إيرانية (ساخت إيران) بإمتياز وليس في ذلك سر "مكين" والحب في النهاية ليس سوى للحبيب الأول! وتلك من طبائع الأمور , الوفد البرلماني الأميركي لم يطرد من العراق أبداوإنما منع من زيارة معسكر أشرف لأسباب معلومة وواضحة للجميع ولا أعتقد أن الوفد الأميركي كان بحاجة إلى الزيارة الميدانية للإطلاع على حقيقة إنتهاكات حقوق الإنسان هناك, فلو زار الوفد ساحة التحرير البغدادية وشاهد بلطجة شقاوات حزب الدعوة وعشائره من الأغبياء والمنافقين لأستنتج الموقف على أجساد شباب العراق المتورمة من الهراوات والتعذيب ,فمن ينتهك أجساد شعبه ودماءهم ليس حريصا على الآخرين! ولا يمكن أن يكون داعية من دعاة حقوق الإنسان ? فأبناء الباسيج الإيراني يحملون في النهاية جيناته الوراثية!

وثمة حقيقة معروفة للجميع تقول ان لا المالكي ولا من هو أكبر منه أو أصغر قادر على رفع إصبع سبابته نحو الولايات المتحدة وساستها لأنهم لايمتلكون الجرأة اولا ? ولأنهم يعلمون بفداحة الثمن وهم يشاهدون شنق صدام وجماعته!! ولأنه لولا أولئك الأميركان ماتسنى ل¯ "الدعوة" ولا لبقية العصابات الطائفية الحاكمة حاليا الدخول لمتر واحد من أرض العراق فضلا عن أن يكونوا حكاما يأمرون وينهون و يشفطون من خيرات العراق بعد أن حولهم الاحتلال الأميركي من متسولين في "السيدة زينب" ووكلاء للمخابرات السورية لقادة وحكام في الشرق القديم... إنها عنتريات مالكية دباغية تثير السخرية وتؤسس لتأصيل مدرسة النفاق في عراق الشقاق.

*نقلا عن "السياسة" الكويتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل